Menu

أهالي شهداء الخليل.. الاحتلال رضخ لشروطنا وعلى المفاوض الفلسطيني أن يتعلّم الدرس

من تشييع شهداء الخليل اليوم

بوابة الهدف_ساري جرادات

خرجت عاصمة الغضب الفلسطينية مدينة الخليل عن بكرة أبيها، تودّع سبعة عشر قمراً من خيرة شبابها، ارتقوا خلال معارك التحرير خلال الثلاث شهور الماضية من عمر انتفاضة القدس .

حاول الاحتلال جاهداً إذلال أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم والضغط عليهم وابتزازهم لعدم تشريح الشهداء ودفنهم ليلاً، مستغلاً الأجواء الماطرة واحتمال سقوط الثلج للتقليل من حجم المشاركة الجماهيرية في تشييع الشهداء.

استعدّت الخليل منذ ساعات الفجر لدفن جثامين شهداءها الـ 17، والتي سلّمتها سلطات الاحتلال أمس الجمعة، حيث ووريت جثامين 14 شهيداً في مقبرة حارة الشيخ بمدينة الخليل، وشيّعت قرية سعير الشهيد فادي الفروخ، والشهيد عمر الزعاقيق في بيت أمر، والشهيد حمزة العملة في قرية بيت أولا.

الإضراب الشامل عمّ كافة أرجاء محافظة الخليل للمشاركة في تشييع الشهداء، واستجابةً لنداء فصائل العمل الوطني والإسلامي للتضامن مع أهالي الشهداء، إذ شارك ما يزيد على مائة ألف مواطن في جنازات التشييع في المحافظة، ولم تكن قرى سعير وبيت أمر وبيت أولا أقل من ذلك نصيباً، إذ تقدّر الأعداد التي خرجت بالخمسين ألف مواطن.

الناطق الإعلام باسم نقابة الأشعة والتصوير الطبي رامي الخضور، متحدّثاً لـ "بوابة الهدف" قال أن "معظم إصابات الشهداء كانت تتركز في الأطراف العلوية لأجسادهم، ما يعني نية الاحتلال المسبقة لإعدام الشهداء، إننا استلمنا شهداء لا زالت دمائهم تنزف على الرغم من وجودهم في ثلاجات تحت درجة 80 تحت الصفر."

السيد شعوان جبارين مدير مؤسسة الحق، طالب السلطة الفلسطينية "بضرورة التوجّه إلى محكمة الجنايات الدولية لفضح جرائم الاحتلال، والكشف عن عمليات الإعدام والتنكيل التي مورست بحق الشهداء، وضرورة التمسّك بمعاقبة الاحتلال وفضح جرائمه أمام العالم أجمع."

والد الشهيد فادي الفروخ في حديثه مع "بوابة الهدف"، والذي مضى على جثمان ابنه داخل الثلاجة قرابة الشهرين، قال "بصمود أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال ووحدة موقفهم استطعنا إرضاخ المحتل لشروطنا وتسلّم أبنائنا في وضح النهار وتشييعهم في أعراس وطنية كبيرة ومهيبة، ان هذا الحشد الكبير من الأهالي يدل على خيار شعبنا الفلسطيني بالمقاومة والنضال، وعلى المفاوض الفلسطيني أن يتعلّم الدرس من إضرابات الأسرى عن الطعام في سجون الاحتلال ومن وحدة وموقف وصمود أهالي الشهداء."

وكانت قد اندلعت مواجهات مع المواطنين عقب تشييع الشهداء في كل من بيت أمر وباب الزاوية، ما أدى لإصابة عدد من الشبان.

يذكر أن سلطات الاحتلال كانت قد سلّمت أمس الجمعة، جثامين (23) من شهداء الوطن، من محافظات الخليل ورام الله وجنين وطولكرم ونابلس، بعد أن احتجزتهم لفترات مختلفة، فيما لا تزال جثامين معظم شهداء القدس المحتلة محتجزة حتى اللحظة.