أعلنت أطراف "لقاء العقبة" وهي الأردن والكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية، التوصل لمجموعة من التفاهمات، في ختام اجتماعها الذي عقدته اليوم الأحد، والذي وافقت السلطة المشاركة به على الرغم من الجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين في كافة الأراضي المحتلة.
وأشار البيان المشترك الذي صدر عن الاجتماع، إلى أنّ السلطة الفلسطينية والعدو الصهيوني أكدا على التزامهما بجميع الاتفاقات السابقة، و "خفض التصعيد" و"منع مزيد من العنف" وفق وصفه.
وشدد البيان على ضرورة "الحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة في القدس " و "وقف الإجراءات الأحادية من 3 إلى 6 أشهر" ووقف الاحتلال "مناقشة إنشاء أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر" و"وقف إقرار أي بؤر استيطانية جديدة لمدة 6 أشهر".
ولفت البيان إلى أنّ السلطة الفلسطينية اتفقت مع سلطات الاحتلال للدخول في حوار مباشر من أجل "دعم خطوات بناء الثقة لمعالجة القضايا العالقة" وفق وصفه.
يذكر أنّ مشاركة السلطة في لقاء العقبة قد حظيت برفض واستنكار فصائلي وشعبي واسع، في الوقت الذي يتغول فيه الاحتلال على دماء شعبنا وأسرانا في سجونه، لا سيما ولم يمضِ أسبوع واحد على جريمته بنابلس والتي راح ضحيتها 11 شهيداً وأكثر من 100 جريح.
بدورها، أدانت الجبهةُ الشعبيّةُ لتحرير فلسطين، مشاركةَ السلطة الفلسطينيّة في لقاء العقبة الذي يُعقد في الأردن غدًا الأحد، وأكّدت أنّ الاجتماع مع القتلة الصهاينة وداعميهم الأمريكيّين، في وقتٍ يصعّد فيه العدوّ مجازره ضد أبناء شعبنا، ما هو إلّا غطاءٌ سياسيٌّ لهذه المجازر، ومحاولةٌ لنقل التناقض إلى الدّاخل الفلسطينيّ، من خلال الضّغط على السلطة؛ بهدف اتّخاذ الإجراءات الأمنيّة لوقف تصاعد المقاومة وتوفير الأمن للعدوّ ومستوطنيه.
وحذّرت الجبهةُ في تصريحٍ لها أمس السبت، السلطةَ الفلسطينيّة، من الوقوع في هذا الشرك، ومن إعادة التنسيق الأمني بأبشع صوره مع القتلة الفاشيين، بملاحقة قوى المقاومة، وإدارة الظهر للدّم الفلسطيني المسفوك يوميًّا، باعتداءات قوات الاحتلال وجرائمه ومستوطنيه النازيين التي لم تتوقّف على القدس ومدن وقرى وبلدات الضفّة الباسلة، كما حذّرت من العودة للرهان على وعود الإدارة الأمريكيّة التي طالما أثبتت أنّها شريكٌ أساسيٌّ للاحتلال في كلّ جرائمه ضدّ الشعب الفلسطيني وقضيّته الوطنيّة.
وفي سياق متصل، نظّمت الفصائل الفلسطينيّة والمكونات الشعبية والمدنية في قطاع غزّة، اليوم الأحد، مؤتمرًا وطنيًا، وذلك لرفض الاجتماع الأمني في العقبة الأردنية.
وفي بيانٍ ختامي للمؤتمر، قالت الفصائل الفلسطينيّة، إنّ "مشاركة السلطة في لقاء العقبة هو تجاوز وطني خطير لكل الأعراف الوطنية في ظل جرائم الاحتلال المستمرة في الضفة و غزة و القدس ".
وأشارت إلى أنّ "شعبنا أوعى من أن يقع في شرك هذه المؤامرات، وهذا ما يخطط له الاحتلال والولايات المتحدة وحلفائهم".
وشدّدت الفصائل في البيان الختامي على أنّ "المقاومة حق مشروع لشعبنا وستتواصل رغم المؤامرات والتحديات".
وحذّرت الفصائل "الفريق المتنفّذ في السلطة الفلسطينيّة من تبعات اجتماع العقبة"، فيما أهابت "بشعبنا التحرّك فورًا رفضًا لاجتماع العقبة الأمني الخطير".