الطائرات على خط المواجهة: الاحتلال في مآزق؟

منذ أن دخلت الضفة الغربية المحتلة على خط المواجهة المسلحة بعد أن نال الاحتلال الغادر من غزة العزة وأثخن فيها قصفا للبيوت والعمارات والأبراج والأراضي الزراعية والقاحلة، برا وبحرا، دمر واغتال ما اغتال من المقاتلين والقيادات الفلسطينية، في الصفوف الأولى من كافة الفصائل، قتل ما قتل من الأطفال الأبرياء وشرد العائلات وأباد ما أباد منها الكثير، إلى أن اشتد عود المقاومين في غزة وبنو أنفسهم تحت الأرض وفوقها أمام ظلم ذوي القربى فلسطينيا وعربيا، كانت الضفة المحتلة تتمخض إلى أن اشتد عودها ووصلت إلى مرحلة العزة بإنشاء "كتائبها" و"عرين أسودها" على كافة ساحات القرى والمدن في الضفة الغربية، تقريبا ما أغاظ العدو ونقولها بمرارة أغاظ حتى بعض ذوي القربى، وخدش في منظومة الأمن الصهيوني حتى أدماه وأصبح ينزف، أهذا هو السبب في زج الاحتلال بسلاح الجو على خط المواجهة أمام المقاومة الباسلة؟
رسخت المقاومة معادلة "العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم" ولعجز جنود الاحتلال ومؤسساته الأمنية أمام ضربات المقاومة الموجعة حتى وصل الأمر بتفجير وإعطاب دباباته التي طالما تباهى بصناعاته العسكرية التي أصبحت أوهن من "بيت العنكبوت" مما اضطره لإدخال عنصر الطيران على الخط وهذا هو "ديدن الجبان" يضرب خلسة من أعلى ويفر جبانا هاربا مخلفا خلفه شهداء أبطال يشيعون بالزغاريد والهتاف بالثأر والثأر وعلى الأكتاف حتى التحرير والعودة.
إن الإصابات المتكررة في جنود الاحتلال بعد إيقاعهم في كمائن معدة مسبقا للمقاومة مترصدين فيها قوات الاحتلال الراجلة و"المستعربين" وجنوده المدججين وإيلامهم بالخسائر المباشرة جعلهم يحسبون ألف حساب لإبطالنا البواسل من كافة الكتائب المتواجدة عبر ساحات النضال والمواجهات المستمرة في ضفتنا المحتلة البطلة، في الأزقة والقرى وعلى التلال "طالع لك يا عدوى طالع من كل بيت وحارة وشارع" ما جعلهم يستنجدون بالطيران لقصف المناضلين المقاومين، فأصبح الاحتلال يعد العدة خوفا من وقوعهم تحت ضربات بنادق المقاومة لذلك يستنجدون بسلاح الجو الصهيوني لقصف السيارات المدنية قرب جنين الأربعاء 21 يونيو 2023م شمال الضفة الغربية المحتلة، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وكعادتها قوات الاحتلال تحتجز جثامين الشهداء، ومعترفا ــ جيش الاحتلال ــــ  بأنّ "طائرة تابعة لجيشه استهدفت مركبة فلسطينية بزعم أنها تقل مسلحين أطلقوا النار على حاجز للجيش قرب جنين"، وأوضح شهود عيان بأن طائرات مسيّرة صهيونية قصفت بـ3 صواريخ السيارة المدنية قرب حاجز الجلمة، بعد عمليات القصف تقتحم قوات الاحتلال البرية المحيط المستهدف وتمنع سيارات وطواقم الإسعاف من الوصول إلى المكان وبوقاحة قالت وسائل إعلام العدو إنّ رئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتنياهو" أعطى موافقة نهائية على استخدام سلاح الجو بتنفيذ الاغتيالات في الضفة الغربية.
لكن قوافل الشهداء تمضي ويتقدم الرجال لمقارعة المحتل غير آبهين بمن عاداهم أو خذلهم، متوكلين على إرادتهم وعزيمتهم آخذين بأسباب النصر يقدمون أرواحهم ودماءهم رخيصة في سبيل الوطن، مهراً غاليا للحرية للدفاع عن كرامة وعزة هذا الشعب العظيم. 
وعلى اثر القصف الأخير للطائرات ارتقت ثلة من أبطال كتيبة جنين، مساء يوم 21/06/2023م في جريمة اغتيال جبانة نفذتها طائرة مسيرة لجيش الاحتلال وهم: الشهيد القائد الميداني: صهيب عدنان الغول (٢٧ عاماً) قائد إحدى تشكيلات كتيبة جنين - سرايا القدس ، الشهيد البطل: محمد بشار عويس (٢٨ عاماً) أحد قادة كتائب شهداء الأقصى، الشهيد المجاهد: أشرف مراد السعدي (١٧ عاماً) أحد مجاهدي سرايا القدس _ كتيبة جنين، وما أكثر الشهداء الذين سبقوهم! أمام هذا القرار الأحمق لقيادة العدو باستخدام طائراته المسيرة واحتجاز جثامين الشهداء، فعلى قيادة العدو أن تتحمل ما سيكون من عقاب وعذاب وضربات المقاومة الموجعة، هذه الاغتيالات لن تنال من عزيمة المقاومة، شعبنا ومقاومته الباسلة سترد على تصاعد عدوان الاحتلال في جميع مدن وقرى الضفة الغربية وأن الاحتلال سيدفع ثمن جريمة الاغتيالات التي ارتكبها في مدينة جنين وغيرها من مدن ضفتنا الغالية وأدت إلى ارتقاء الشهداء الأبطال على طريق الحرية والاستقلال.
إن سياسة الاغتيالات الصهيونية الفاشلة لن تتمكن من إخماد لهيب المقاومة ولن تحقق أهداف العدو الصهيوني على حساب الدم الفلسطيني، وأنّ الرد على عمليات الاغتيال ستتم وبكل شجاعة وإقدام عبر تصعيد المواجهة والاشتباك وتصعيد المقاومة وإشعال الأرض تحت أقدام جنود الاحتلال والمستوطنين وأنّ استشهاد أي مقاوم لن يكسر عزيمة وإرادة المقاومة المتصاعدة يومًا بعد يوم، بل ستزيدها إصرارًا على تدفيع العدو ثمن جرائمه، ألم تحن وحدة قوى المقاومة وتكاتف جميع القوى الوطنية الفلسطينية لمواجهة العدوان الصهيوني الذي تقوده حكومة الإجرام والتطرف؟ حتى الطائرات أصبحت هدفا للمقاومين فقد أطلقوا النار صوب طائرات جيش الاحتلال المروحية ما أدى إلى إصابة مروحية أباتشي في احدى صلياتهم صوب طائراته، وهذا ما دفع بجيش الاحتلال إلى زج طائراته في عملية المواجهة بعد إيلامه وتهديده من مقاومينا البواسل لذلك الاحتلال في مأزق!