Menu

في الذكرى 51 لاغتياله

غزة: ملتقى الفكر التقدمي واتحاد لجان المرأة ينظمان ندوة حول أدب غسان كنفاني

غزة - بوابة الهدف

نظم ملتقى الفكر التقدمي في محافظة غزة، اليوم السبت، بالتعاون مع اتحاد لجان المرأة الفلسطينية لقاءً ثقافيًا تحت عنوان "مكانة المرأة في أدب غسان كنفاني ".

وبدأت الندوة بكلمة ترحيبية ألقاها م. مجدي ياغى، مؤكدًا على ضرورة إحياء مثل هذه الندوات لتحفيز الوعي الوطني ونشر الثقافة التقدمية.

وبدورها، قالت مديرة اللقاء الرفيقة إسلام أبو صرار إن المرأة في أدب غسان كنفاني تؤكد مكانة المرأة الفلسطينية في قضيتنا ولأجيال المستقبل.

وفي مداخلته، تقدم رئيس تحرير مجلة وبوابة الهدف الدكتور وسام الفقعاوي بالتحية الحارة الى اتحاد المرأة الفلسطينية وملتقى الفكر التقدمي في محافظة غزة لتنظيمهم هذا اللقاء الهام، كما أشاد بحضور المرأة اللافت في اللقاء المنعقد على شرف الذكرى 51 لاغتيال غسان كنفاني.

وقال  الفقعاوي إنّ للمرأة حضورًا واسعًا في أعمال غسان كنفاني، وكان معنيًا ضمن مشروعه الثقافي – النضالي المستقبلي أن يبرز دورها المحوري والشريك في النضال الوطني التحرري الفلسطيني، انطلاقًا من قناعاته بتكامل أدوار أفراد المجتمع في مهمات النضال المختلفة ومعركة التحرير بالمعنى الأشمل".

وأكد أن: "موقف غسان من المرأة جاء تعبيرًا عن نزعة سياسية-اجتماعية كانت قد تشكّلت في وعي غسان ارتباطًا بأفكاره القومية التي عبر عنها من خلال انتمائه لحركة القوميين العرب وبالتالي نظرته للتحديات الاستعمارية التي تواجه الأمة العربية وتحديات بنائها التي يجب أن يضطلع بهما المرأة والرجل على حد سواء، ومن ثم استمر هذا الوعي مع تأسيس الجبهة وتبنيها للفكر الماركسي، بحيث اِعتبر غسان أن أحد أبرز مهماته من خلال كتاباته ودوره النضالي والإعلامي القيادي داخل مجتمع الشتات الفلسطيني تحفيز للنساء والشابات للانخراط في العمل الفدائي".

وأوضح الفقعاوي أن غسان استطاع تقديم المرأة ودورها وشخصيتها في المجتمع العربي ومنه الفلسطيني، كجزء عضوي، ارتباطا بالدور المناط بالمرأة والرجل في نهضة المجتمع الفلسطيني والأمة العربية على طريق التحرر الوطني والقومي والتقدّم الإنساني والحضاري، وعليه كان غسان يقدم شخصياته من الواقع بشكل أساسي وهو القائل في مقابلة معه نشرت عام 1974 أي بعد عامين من اغتياله: "التأثير الأكبر على كتاباتي يرجع إلى الواقع نفسه: ما أشاهده، تجارب أصدقائي وعائلتي وأخواني وتلامذتي، تعايشي في المخيمات مع الفقر والبؤس...".

وأكمل قائلًا إن حضور المرأة يبرز في مواضع عدة من أعماله، حيث شكلت المرأة محفزًا للخيال الإبداعي لغسان، ويظهر ذلك بكل صدق من خلال تناوله المتكرر للمرأة ونموذجها الحقيقي الأكثر تكثيفًا "أم سعد" ومن ثم برقوق نيسان عن تجربة الرفيقة وداد قُمري، وحضور الأم في الكثير من أعماله منها: رجال في الشمس، ما تبقى لكم، عائد إلى حيفا، الأعمى والأطرش، الشيء الآخر وغيرها".  

كما قدمت المناضلة التاريخية والقيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين د. مريم أبو دقة سردًا لتاريخ العلاقة الشخصية التي ربطتها بالشهيد غسان كنفاني، من خلال لقائها الأول به، في مكتب الحرس الأحمر للأشبال في الأردن، أثناء مرافقته لوفد أمريكي متضامن مع القضية الفلسطينية جاء للاطلاع على مواقع الثورة والفدائيين، ورأى تدافع الأشبال لحمل السلاح، حيث كان معنيًا غسان أن يرى أعضاء الوفد تدافعهم لحمل السلاح كوسيلة للخلاص من الاستعمار الصهيوني،  وأكملت القول: إنها عندما تجاذبت أطراف الحديث مع الأديب غسان وجدت فيه الشخص الموهوب والمثقف والمتسع الخيال والرؤية والثورية والطموح.

وأكدت أن غسان كانت ينطلق من نظرة تقدمية للمرأة، باعتبارها شريكة أساسية في العملية النضالية وكان محفزًا لها للانضمام لقواعد الفدائيين، والرد على واقع اللجوء والتشرد بالالتحاق بركب الثورة، لذلك لم يكن غسان يميز بين المقاتلين والمقاتلات في قواعد الثورة آنذاك.

وتناولت كذلك البعد الإنساني الذي جسده غسان من خلال حالة التعاضد والتكافل والإيثار التي تمتع بها، خاصة في ظل الضائقة المالية الكبيرة التي كانت تعاني قوى الثورة في بداية انطلاقتها، من خلال اهتمامه بتوفير الطعام لمن يستطيع من الفدائيين والرفاق والرفيقات بواسطة المطعم الذي كان أسفل مبنى مجلة الهدف التي كان مؤسسها ورئيس تحريرها حتى استشهاده.

وقالت د. أبو دقة إن آخر لقاء جمعها بغسان كان قبل يوم واحد من استشهاده بحضور مجموع من رفاقه القياديين في الجبهة، وقال يومها بأن لديه إحساس بأن سيارته ستكون كاتبة لنهايته، مما حدا بالرفاق الطلب بتوفير حراسة شخصية له، لكنه رفض بإصرار ذلك، وفجعنا في اليوم التالي بالانفجار الكبير الذي هز حي الحازمية ببيروت واستشهد غسان ومعه ابنة أخته لميس نجم.

وفي نهاية كلمتها استعرضت القيادية "أبو دقة" الموكب الجنائزي المهيب الذي خرج في قلب بيروت وشارك فيه مئات الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين وكان الأكبر في حينه.

 

WhatsApp Image 2023-08-05 at 6.30.08 PM.jpeg

 

WhatsApp Image 2023-08-05 at 6.30.09 PM.jpeg

 

WhatsApp Image 2023-08-05 at 6.30.09 PM (1).jpeg

 

WhatsApp Image 2023-08-05 at 6.30.09 PM (2).jpeg