Menu

في الذكرى الـ22 لاستشهاده..

صلاح صلاح: الرفيق أبو علي مصطفى ارتقى مدافعًا عن ثوابته الوطنية لتبقي حية في وجدان أبناء شعبنا

فلسطين المحتلة _ بوابة الهدف

قال القيادي التاريخي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، صلاح صلاح، إنّنا نحيي اليوم الذكرى الـ22 لاستشهاد الرفيق القائد والقدوة أبو علي مصطفى الذي اغتاله العدو الصهيوني، لأنّه يدرك خطورة هذا الرجل الثوري الشجاع عليه.

وأضاف القيادي صلاح، أنّ "العدو الصهيوني تابع خطواته منذ اللحظة الأولى التي وطأت قدماه أرض فلسطين المحتلة، ويقيّم الحشد الكبير الذي استقبل به، وراقب دوره في التأثير على دعم الانتفاضة الثانية، وتنقله الدائم في مدن وقرى ومخيمات الضفة المحتلة للتحذير من مخاطر اتفاقات "أوسلو" وما تحمله من انحراف عن المسار الوطني، وتأكيده على التمسك بالعودة وتحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني من البحر إلى النهر".

وتابع صلاح: "تحيي ذكرى القادة العظام لنأخذ عنهم التجربة والخبرة، ونستذكرهم بأنّ تستمد منهم الثبات على القيم والمبادئ التي استشهدوا في سبيلها وأن نسترشد بالأفكار والثوابت التي ضحوا لتبقى حية في وجدان ووعي أبناء شعبهم".

وأكّد القيادي صلاح، أنّ "الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الرفيق الشهيد أبو علي مصطفى، هو القدوة والمثل الذي يستحق بجدارة أن يحتذى به، هو ابن الطبقة العاملة الذي مارس صفوف العمل الشاق واكتشف مبكرًا حجم الترابط بين البعد الطبقي والوطني والقومي للنضال الفلسطيني وذلك من خلال المعاناة التي يولدها نظام رجعي قمعي من جهة وتواطؤه مع كيان صهيوني عنصري غاصب للأرض والوطن من جهة ثانية وكلاهما شريكان مع الانظمة العربية الرجعية في النكبة التي سببت التشرد واللجوء".

وبين القيادي التاريخي في الجبهة الشعبية، أنّه "من هنا كان الاختبار الأول للرفيق أبو علي مصطفى عندما أثبت تمايزه في أول وحدة حزبية لحركة القوميين العرب التي تشكلت في العيادة الطبية التي كان يديرها المؤسسان للحركة في عمان د. جورج حبش وتوأمه الروحي د. وديع حداد"، لافتًا إلى أنّ "الاختبار الثاني هو ما أظهره من شجاعة وقوة احتمال للتعذيب القاسي من جلادي النظام الملكي في الأردن يواجه المحققين بجرأة و ثبات من يحمل راية الحق والحقيقة ويعرف حجم الثمن الذي عليه أن يدفعه فلا يخضع ولا يلين، فكانت له مكانته من التقدير والاحترام من كل زملائه في السجن ومن قدوته ومعلمه الذي علمه الحرف الأول من الالتزام الوطني والقومي شريكه في الزنزانة الشهيد وديع حداد"، موضحًا أنّه "بأسلوبه الذي يجمع بين الجدية والمرونة التمسك بالثوابت مع تساهل بالمواقف التكتيكية نجح الرفيق أبو علي وهو يرأس جبهة الرفض من الوصول إلى ما سمي باتفاق عدن الجزائر بعد عدة جولات من الحوار مع وفد من حركة فتح يترأسه الشهيد أبو جهاد الوزير الذي تجمعه مع الرفيق أبو علي الكثير من الصفات المشتركة".

واستكمل القيادي صلاح، أنّ "الاختبار الثالث يتمثل في الجدارة التي أثبتها الرفيق الشهيد أبو علي مصطفى في قيادة العمل العسكري الذي تسلم مسؤوليته بداية في الأردن والضفة، لم يكن أبو علي من حملة الرتب العسكرية العالية ولا خريج كلية حربية، عمل دورة مكثفة لأسلوب حرب العصابات في معسكر لتدريب المغاوير في إنشاص_ مصر، مع ذلك تعتبر المرحلة التي قاد الرفيق أبو علي مصطفى مسؤوليتها في العمل العسكري مرحلة ذهبية لعبت فيها الجبهة دورًا مميزًا أنجزت الكثير من العمليات المؤلمة للعدو الصهيوني".

وأشار صلاح، إلى أنّ "الاختبار الرابع عندما مثل الجبهة الشعبية في عضوية اللجنة التنفيذية المنظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تجربة قاسية بالنسبة له حيث بدأت مرحلة العد العكسي على صعيد المقاومة، وتظهر ملامح التنازلات والانخراط في لعبة الحل السياسي المشبوه الذي يشير إلى تنازلات خطيرة تمس جوهر المشروع الوطني الفلسطيني وتزرع بذور الانقسام في الساحة الفلسطينية".

ولفت القيادي صلاح، إلى أنّ "الرفيق أبو علي يحاول التوفيق بين أن يحذر بقوة من مخاطر السير في هذا النهج الخطير بلا مواربة ولا مجاملة حتى اضطر الأمر إلى أنّ يرفع صوته أو يضرب على الطاولة وبين أن يبقى عضوًا في الجنة التنفيذية مسؤولاً عن دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين التي يستطيع من خلالها حل ما أمكنه من المشكلات المأساوية العديدة التي يعاني منها أبناء المخيمات خاصة في لبنان، وأن يحافظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تؤكّد كل أدبيات الجبهة بأنّها شرط أساسي لتحقيق التمسك بالثوابت الوطنية و عدم التخلي عن أي من الأهداف الاستراتيجية".

وقال القيادي التاريخي في الجبهة الشعبية، إنّ "الاختبار الخامس دخول الرفيق أبو علي مصطفى إلى مناطق السلطة وهو يدرك حجم المخاطر التي سيتعرض لها، ويعرف أنّ العدو غدار ومخادع لكنه كان أيضًا يردد أنّه على القيادة أن تكون وسط جماهيرها وتواجه معها الظروف الصعبة القيادة التي تختار المكان السهل والمريح لا تستحق لقب "القيادة" كان مقتنعًا حتى الأعماق بأنّ اتفاقيات "أوسلو" ولدت ميتة وليس لها أي مستقبل ويطرح على نفسه سؤال أين ستكون القيادات عندما تهب الجماهير ضد "أوسلو".

وأضاف صلاح، "الانتفاضة الثانية عام 2000 مثلاً يعكس بدايته تمرد قطاعات واسعة من الشعب خاصة الشباب على "أوسلو" وتبعاته، ويستخلص منها أنّ البديل القادم هو المقاومة وحتى لا تهزم هذه المقاومة الجديدة ولبتر أي يد تعبث بها وللحفاظ على استمرارها حتى تفرض هي شروطها على العدو يجب توفير عاملان أساسين کرّس القسم الأكبر من وقته لإنجازهما: الأول إعادة بناء وتصليب البنية الحزبية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لتلعب دورها في تعميق الوعي وتشكيل حالة نهوض في وسط شعبي يعيش حالة إحباط، وعلى حزب مواجهة أساليب الترويض والاحتواء التي تتبعها السلطة والعدو الصهيوني معًا".

وبين القيادي صلاح، أنّ "الوضع الفلسطيني يحتاج الى حزب ثوري طليعي يضم نخبًا من القيادات والكوادر والأعضاء الذين يتميزون بعمق بالوعي والالتزام ويتحلون بالجرأة والشجاعة، لا يهابون تهديدات العدو وإرهابه يعطون من أنفسهم نماذج للتضحية والعطاء والفداء لديهم القدرة على التعبئة و التنظيم بلا كلل و لا ملل"، لافتًا إلى أنّ "العامل الثاني في ظل صعوبة تشكيل الجبهة الوطنية من القوى و الفصائل الفلسطينية لا يجوز الاستمرار في حالة غياب للعمل الجماعي المشترك الذي يتجاوز القنوية والتعصب التنظيمي فبادر بالاتفاق مع عدد من المهتمين بالإعلان عن تشكيل التحالف الدمقراطي الذي يضم كل من يلتقي على برنامج عمل مشترك ضد اوسلوو افرازته و يتمسك بالثوابت الوطنية التي يعبر عنها الميثاق الوطني الفلسطيني المقر بالاجماع الفلسطيني و قد استجاب لهذا النداء كثيرون من مختلف التنظيمات الفلسطينية مما يبشر بالأمل ان هذا الاطار يشكل الحاضن للمقاومة والذي يوفر لها الغطاء السياسي و الجماهيري.

وتابع صلاح: ""قيمة إحياء ذكرى فقدان قادة ثوريين عظام أمثال الشهيد الرفيق أبو علي مصطفى وغيره من الشهداء الفلسطينيين والعرب والأمميين هو أن نأخذ من سيرتهم عبرة وتحذوا حذوهم على كل الصعد الفكرية والسياسية والتنظيمية والنضالية، وأول من يجب أن يعليهم الأمر هم أبناء التنظيم الذي إنجاب مثل هذه القيادات المميزة"، مشيرًا إلى أنّه "يجب تجديد العهد والوعد وليكونوا أوفياء ملتزمين بخطى قيادتهم كما فعل رفيقهم القائد الأسير احمد سعدات بالوفاء لعهده عندما أعلن "العين بالعين والرأس بالرأس".