Menu

وسائل التواصل الاجتماعي الوجه الآخر لـ "انتفاضة القدس"

تعبيرية

بوابة الهدف _ الخليل _ ساري جرادات

"حسبما أرى فان الانتفاضة الثالثة قد انطلقت"، كان هذا آخر ما كتبه الشهيد مهند الحلبي على صفحته الزرقاء بـ "فيس بوك"، كما ونشر الشهيد رائد جرادات صورة الشهيدة دانيا ارشيد وهي مدرجة بدمائها وكتب عليها "اتخيلها أختك"، "صباحكم نصر بإذن الله"، آخر ما كتبه الشهيد أمجد السكري صباح يوم عمليته على حاجز بيت ايل العسكري، وبذات الطريقة أيضاً كتب الشهداء بهاء عليان وحسين أبو غوش وأشرقت القطناني وعدي مسالمة وآخرون من شهداء انتفاضة القدس ليحولوا العالم الافتراضي الى خطوة أولى نحو المقاومة والمواجهة.

كثيرة هي أوجه التباين بين انتفاضة الحجارة في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، وانتفاضة الأقصى في عام 2000، غير أن أبرز ما يميز الانتفاضة الراهنة عن الانتفاضتين السابقتين هو تسلح المقاومين الفلسطينيين بوسائل التواصل الاجتماعي، وغالباً ما يقوم الاحتلال بإغلاق صفحات الشهداء على مواقع التواصل الاجتماعي.

لا يروق للاحتلال بأن يصبح آخر ما كتبه الشهيد، البطل في عيون الشبان الفلسطينيين، تحريضاً عنيفاً يُثير حماسة الشباب الفلسطيني ويدفعه لتنفيذ عمليات مماثلة ضدهم، وكي لا تتحول صفحات الشهداء إلى مزار دائم يؤمه الفلسطينيون ويقرؤون كل حرف كتبه الشهيد، تدفع الماكينة الاحتلالية بالضغط على إدارة "فيسبوك" لإغلاق صفحة الشهيد. 

في السابق كانت صور الانتفاضة وأخبارها تصل العالم الخارجي عن طريق وكالات الأنباء العالمية, أما في الانتفاضة الثانية كانت الجماهير تعتمد على محطات التلفزة والإذاعات المحلية التي لعبت دورًا في التوجيه والتوعية وأحيانا التحشيد، وكان مراسلو القنوات الفضائية وشاشاتها الوسيلة الأمثل لنقل صور الانتفاضة ووقائعها.

174 شهيداً فلسطينياً وأكثر منذ بداية انتفاضة القدس، ومع كل شهيد يرتقي يتهافت الفلسطينيون للبحث عن حسابات الشهداء على موقع "فيسبوك" و"تويتر" لقراءة ما كانوا يدونون ويكتبون عبر يومياتهم الأخيرة فتصبح مزارا وطنياً.
يقول أستاذ الإعلام الإلكتروني في جامعة القدس المفتوحة, الدكتور محمود الفروخ لـ "بوابة الهدف": "كان لوسائل التواصل الاجتماعي الدور الاساسي في انطلاق شرارة   الانتفاضة ومواصلتها, حيث أصبحت بديلاً عن الأحزاب السياسية التقليدية من ناحية التعبئة المعنوية والثورية في الوصول للجماهير، وباتت الوسيلة الرئيسية في إيصال المعلومات والدعوات والحشد نحو مناطق التماس مع الاحتلال والحض على مواصلة مقاومة الاحتلال".

العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أغلق الاحتلال صفحاتهم بتهمة التحريض والعنف وبث روح الكراهية.

نصار أحد أصدقاء الشهيد رائد جرادات والذي أغلق الاحتلال صفحته على الفيس بوك يقول لـ "بوابة الهدف": "ان الشهداء استخدموا وسائل التواصل لسرعة وقوة انتشارها وتأثيرها في المجتمع، والغالبية الساحقة من الشعب الفلسطيني له حسابات عليها، كما واستطاعت هذه الوسائل نقل الصورة الحقيقية للشعب كون الجميع استطاع التعبير عما يلوج بخاطره.                                                
الكل يخدم الوطن على طريقته، فنشطاء الإعلام الاجتماعي كان لهم الدور الأكبر في انتفاضة القدس، ولم ترعبهم او تخوفهم تهديدات رئيس وزراء الاحتلال "نتنياهو"  بملاحقتهم، وأن إنشاء وحدة كاملة في جيش الاحتلال لمراقبة الفيس بوك دليل على قوة الإعلام الجديد وتأثيره بين الشباب الفلسطيني.