Menu

زوربا الفلسطيني.. وداعاً

جاد الله صفا.png

كتب الرفيق مروان عبدالعال على صفحته في موقع فاسبوك

 

جاد الله صفا ، صوت فلسطين وضميرها في البرازيل، يغادرنا فجأة  في موسم القتل الجماعي، ربما انفجر لفظاعة المشهد ولكن ترك لنا ابتسامته. المهاجر أباً عن جد، ورث الغربة من والده المغترب، ظل فلسطينياً حتى العظم،  حينما التقينا ذات يوم في ساوباولو، وجدته بكل تفاصيله يعيش كأنه في فلسطين، ابن كفر مالك، يكتب في بوابة الهدف، في الحوار المتمدن، يطارد كل كبيرة وصغيرة مسكونٌ بقضايا الجالية، وبكل حدث يعني وطنه مهما كان صغيراً، لا يشبه أبداً زوربا اليوناني للكاتب نيكوس كازانتزاكيس بل شبهته يوماً بزوربا البرازيلي الذي كتبها جورج أمادو، الذي يعيش لقضية محددة وليس معنياً في أن يعيش كما توجهه غرائزه ويغامر بحياته. بل لا بوجد عنده لحية ممشطة، وحسب تعبيره بلكنته القروية "أنا ما بطيق العوج"، ملتحماً بالقضية  يتابع تفاصيلها  من خلال  دوره في لجنة فلسطين الديمقراطية،  والجبهة الشعبية، معلناً هويته الفلسطينية، بارتداء الكوفية في شوارع المدن البرازيلية كجزء من ارتباطه بالحياة وقضية شعبه. 
حدثنا عن عمله الطويل في غابات الأمازون، بتكليف من الحكومة البرازيلية، واكتشافه  لحياة السكان الأصليين هناك، والقبائل البدائية وطيبة البشر وعاداتهم وتقاليدهم، ودهشته بالمجهول  والغريب من أنواع الحيوانات والطيور والنباتات والأشجار والبيوت والثمار والطعام، كل ذلك يرويها بشغف تزيده حيوية وتزيدنا حباً له وارتباطاً به. كما يروي جورج أمادو في روايته زوربا البرازيلي عن شعب "باهيا". 
وداعاً ايها الفلسطيني الصلب، عرفناك رفيقاً  جبهاوياً وفلسطينياً أصيلاً، حافظاً لقيمه وثقافته وتقاليده وتراثه ومقاوماً متمرداً من بعيد على زمن الهوان والصمت والخنوع والتطويع السياسي والانسلاخ الثقافي.
السلام لروحك المتوقدة  وخالص العزاء  للعائلة ومحبيك ورفاقك.