بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف يوم 29 نوفمبر من كل عام، وللتضامن مع قطاع غزة لما يتعرّض له من إبادةٍ جماعيةٍ بغطاءٍ وتواطؤٍ دوليٍ لن يشهد له مثيل منذ نكبة الفلسطينيين عام 1948، إذ جرى تنظيم العديد من الوقفات والندوات في الجامعات والبرلمان البلجيكي والأوروبي.
واحتشد العشرات من النشطاء الفلسطينيين والعرب ومن المجتمع المدني البلجيكي في قاعة اجتماعات الاتحاد الأوروبي للاستماع إلى الجلسة الخاصة التي تناقش حقوق الانسان، وجرت مقاطعة العديد من الكلمات، منها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، فيما شكّل المتضامنون ضغوط كبيرة أثناء الجلسة وفي وسائل الاعلام.
من ناحيةٍ أخرى، جرى تنظيم عشرات المحاضرات والندوات والتظاهرات بمناسبة هذا اليوم، ودعمًا لصمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث عقدت ندوة في أحد قاعات جامعة بروكسل الحرّة، تحدث فيها العديد من البرلمانيين حول ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني على مدار سنواتٍ طويلة، إذ أكَّد المشاركون أنّ الحرب الأخيرة التي شنّت على قطاع غزّة شكلت رأي عام جامع في أوساط الشباب والطلبة حول طبيعة الصراع الدائر في الأراضي الفلسطينيين، مطالبين بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم الكاملة والوقف الفوري لدعم "إسرائيل" في قتل الفلسطينيين في قطاع غزّة والضفة و القدس .
بدوره، تحدّث المحامي من مدينة القدس صلاح حموي المبعد إلى فرنسا مطلع العام الجاري بعد أن قضى العديد من السنوات في الاعتقال الإداري، حيث قدّم عرضًا باللغة الفرنسية في أحد قاعات جامعة بروكسل الحرّة، حول الانتهاكات التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني من حربٍ "إسرائيليّة" في كافة مناطق فلسطين المحتلة، كما قدّم شرحًا حول معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وحول أعداد الأطفال والنساء، والمحاكمات غير الشرعية التي يُعرضون عليها، محذرًا من المخاطر الحالية التي يتعرّض لها الأسرى في سجون الاحتلال.
وفي جامعة لوفين البلجيكيّة، نظّمت تظاهرة طلابية أمام أحد مباني الجامعة، حيث احتشد المئات من الطلاب أمام المبنى الرئيسي للجامعة، رافعين شعارات ولافتات تضامنية مع حق الشعب الفلسطيني في هذا اليوم، حيث ردد المشاركون النداءات التي تطالب بوقف الحرب فورًا على قطاع غزة، مطالبين بلجيكيا بوقف التعامل مع "إسرائيل"، ووقف استيراد منتجات المستوطنات.
وبجامعة لياج الفرنسي، عقدت ندوة في مقر اتحاد الطلبة حول ما يجري في الأراضي الفلسطينيّة، وما يتعرّض إليه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من إبادةٍ وتطهيرٍ عرقيٍ وسط صمتٍ دولي مريب، إذا دعا المشاركون إلى الضغط على حكوماتهم الفدرالية من أجل اتخاذ إجراءات عقابيّة ضد "إسرائيل".
وفي جامعة جنت غرب بلجيكا، نظّم اتحاد الطلبة بالجامعة محاضرة حول حقوق الشعب الفلسطيني، وتحدث جمعية انتال التابع لحزب العمال البلجيكي عن حقوق الشعب الفلسطيني، مطالبين الاتحاد الطلابية إلى فتح حوارٍ وعلاقات مع الكتل الطلابيّة في الجامعات الفلسطينية، للاطلاع على ما تعرّضت إليه المسيرة الطلابية من التعطيل المنهاج، واستهداف الجامعات والطلبة في قطاع غزة، وأقيمت العديد من معارض الصور التي تعرض الاستهدافات والابادة التي تعرّض اليها الفلسطينيون في قطاع غزّة والضفة الغربيّة.
اللافت للانتباه استمرار الفعاليات اليومية المسائية التي تنظم أمام محطة القطارات المركزية (السرك) والأعداد المتزايدة يوميًا، حيث تحوّل السيرك إلى مزارٍ ومعلمٍ مهمٍ للتضامن مع الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، حيث زار السيرك ليلة أمس الكتلة البرلمانية لحزب العمال البلجيكي ووزيرة التعاون الدولي البلجيكي في لفتةٍ تضامنيةٍ دائمة منهم إلى حقوق الشعب الفلسطيني، وكحاضنةٍ لنضال الناشطين في بلجيكا، وألقيت العديد من الكلمات حول نضال الشعب الفلسطينيين، مؤكّدين على مواقفهم داخل البرلمان البلجيكي الفدرالي، وما يشكّلون من ضغطٍ برلماني حول عزل "إسرائيل"، ووقف التعامل مع قادتها.
