Menu

العدوان الإسرائيلي على لبنان

الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي: شراكة تتجلى في القصف

طيران الاحتلال يشن غارات في أنحاء متفرقة في لبنان، وكالات

الهدف الإخبارية - بيروت

شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات مكثفة على بلدات في جنوب لبنان والبقاع، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى مع دخول اليوم الرابع لحملة القصف الدموية التي بدأها العدو فجر الاثنين. الحملة أدت إلى استشهاد أكثر من 600 شخص ونزوح نحو 150 ألف شخص إلى مناطق في عمق لبنان وإلى الأراضي السورية.

أفادت وزارة الصحة اللبنانية أن أكثر من 70 لبنانياً استشهدوا وأصيب نحو 400 آخرين في اليوم الأخير فقط من هذا التصعيد. تستهدف الغارات المستمرة عشرات البلدات في الجنوب ومناطق البقاع الشرقي، مما يزيد من معاناة المدنيين في تلك المناطق ويعمق الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

هذا التصعيد العسكري يأتي في وقت يعاني فيه لبنان من أزمات اقتصادية وسياسية خانقة، مما يجعل السكان أكثر عرضة للتداعيات الوخيمة للصراع. كما أن هذه الأحداث تتزامن مع صعود حدة المواجهات، حيث يبقى الوضع الإنساني في غاية الصعوبة، مع استمرار القصف وتدمير البنية التحتية في العديد من المناطق.

في السياق نفسه، حصل الاحتلال الإسرائيلي على حزمة مساعدات بقيمة 8.7 مليارات دولار من الولايات المتحدة لدعم جهوده الحربية الحالية، بحسب ما أعلنت اليوم الخميس. هذه الحزمة تشمل 3.5 مليارات دولار مخصصة للمشتريات العسكرية الأساسية و5.2 مليارات دولار لدعم أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك منظومة القبة الحديدية ونظام ليزر متطور. هذه المساعدات تأتي في وقت حرج بالنسبة للعدو الذي يخوض منذ أيام حملة قصف واسعة ضد مناطق جنوب وشرق لبنان، مع استمرار العدوان وتزايد عدد الشهداء والجرحى نتيجة الهجمات الإسرائيلية.

في تطور خطير، استهدف العدو للمرة الأولى منطقة السعديات، جنوب بيروت، في غاراته الجوية. في المقابل، صعّد حزب الله من ردوده العسكرية، حيث أطلق صاروخاً باليستياً قصير المدى نحو تل أبيب، في استهداف هو الأول من نوعه منذ بداية هذه الحرب. ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، قام الحزب أيضاً بقصف مواقع وقواعد عسكرية للاحتلال، مستهدفاً مصالح العدو في عكا وحيفا. هذه المواجهات تأتي ضمن تصاعد ملحوظ للأحداث على الجبهة اللبنانية، حيث باتت هذه الهجمات المتبادلة تنذر بتوسع دائرة الصراع، وسط مخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة إقليمية أوسع.

في ظل هذه التطورات، أصدر كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدة دول غربية وعربية، يوم الأربعاء، نداء مشتركاً لوقف إطلاق نار مؤقت في لبنان لمدة 21 يوماً. وجاء في البيان المشترك للرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون: "عملنا معاً في الأيام الأخيرة لدعوة مشتركة إلى وقف مؤقت لإطلاق النار لمنح الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنّب مزيد من التصعيد عبر الحدود". إلا أن هذا النداء لم يلقَ استجابة واضحة من الأطراف المتحاربة، بينما تتواصل العمليات العسكرية على الأرض.

على صعيد آخر، تواصل الولايات المتحدة دعمها للعدو، حيث بدا موقف الإدارة الأميركية متجاهلاً للأصوات المتزايدة داخل الولايات المتحدة المطالبة باتخاذ موقف أكثر توازناً تجاه التصعيد في غزة ولبنان. ورغم الدعوات الداخلية لوقف دائم لإطلاق النار، يواصل بايدن تقديم الدعم المادي والعسكري للاحتلال. من جهة أخرى، استمر القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، والذي أودى بحياة مئات الضحايا يومياً، في ظل حملة تستهدف جميع مناطق القطاع، دون استثناء.

ورغم أن بعض كبار المسؤولين الأميركيين بدأوا يطالبون العدو علناً بشن ضربات "أكثر دقة" في جنوب قطاع غزة لتجنب خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، إلا أن تلك المطالبات لم تترافق مع ضغوط عملية على الاحتلال. الحكومة الإسرائيلية، من جهتها، تعتبر أن واشنطن "متفقة" معها على حملتها العسكرية لتدمير حماس، بحسب ما صرّح المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إيلون ليفي.

في السياق، أعرب العديد من المراقبين عن قلقهم من العواقب الإنسانية الوخيمة جراء هذا التصعيد، حيث تزداد أعداد النازحين والمشردين في لبنان وفلسطين، في ظل عدم توفر الإغاثة الإنسانية الكافية. كما أن استمرار الحصار والعدوان يؤثر بشكل كبير على حياة المدنيين، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة.