Menu

الفنان الفلسطيني زايد.. يعالج تعقيدات السياسة بالموسيقى

باسل زايد

غزة _ محمود الحاج

اختار أن يغني كلمات وألحان مختلفة تليق بقصة حبه الأولى فلسطين, تعبر عن ما يدور بداخله من مشاعر, فتغزل بها وغنى "شعرك دهب", ولم ينسَ معاناة المواطن الفلسطيني العادي فغنى "طفران" و"يا عمي يا أمين", والعديد من الأعمال الأخرى التي لامست قلوب البسطاء.

الفنان الفلسطيني باسل زايد من مواليد العاصمة المحتلة القدس عام 1979، تعلم العزف وهو في الرابعة عشر من عمره, ليمثّل ظاهرة موسيقية مختلفة ومتميّزة في الساحة الفلسطينيّة.

كان مدرباً وعضواً في العديد من الفرق مثل سنابل جامعة بيرزيت، وسرية رام الله الأولى للرقص والغناء وفرقة يلالان للموسيقى العربية.

كما كان المعلم والمدرب الأول لكثير من المشاريع الموسيقية مثل "موسيقي بلا حدود" و"موسيقى في العلية-قلنديا الدولي" ومجموعة "نوي" الموسيقية.

يقول زايد وخلال اتصالٍ هاتفي لمراسل "بوابة الهدف", "حاجتي للتعبير عن مشاعري المتعددة التي جاءت من خليط من المواقف في مراحل عديدة هي السبب الرئيسي لذلك, فالتربية والتجربة العلمية والعلاقات الاجتماعية والعاطفية والاحتلال والوضع الاقتصادي, تجعل الشخص بحاجة إلى أداة تعبير, لذلك اخترت الموسيقى والغناء".

"التجارب الفنية التي أنفذها تعني لي الكثير, لكن الأهم والأكثر تأثيراً في حياتي وحياة الآخرين من حولي, هي مراحل التغيير والتعلم التي أمر بها للوصول إلى لحن أو نص فني", يضيف زايد.

زايد كمعالج موسيقى مؤهل من مدرسة "غيلدهول للموسيقى والدراما-لندن"، المملكة المتحدة، تمكن من المساهمة بشكل احترافي مهنياً من تنفيذ العديد من النشاطات في ذات المجال في عيادته الخاصة وفي المؤسسات المجتمعية.

ويكمل الفنان "العلاج الموسيقي هو تدخل نفسي تفاعلي غير لفظي، وقد أثبّت فعالية عالية في تخفيف الأعراض النفسية المصاحبة لمشاكل الصحة النفسية والبدنية وكذلك في صعوبات التعلم، ويتم ذلك من خلال العلاقة العلاجية التي من خلالها يمكن للمنتفعين التعبير عن أنفسهم، مما يساعدهم على إدراك مشاعرهم والتفاعل بسهولة أكبر من خلال الاستخدام التشاركي للصوت".

يعالج زايد بأعماله ومقطوعاته الموسيقية أفكار عديدة منها تعقيدات السياسة والحياة تحت الاحتلال, والحب والعدالة الاجتماعية وغيرها من معالم الحياة اليومية في فلسطين والعالم العربي.

فيقول "تفكيري اليوم ليس فقط بالألبومات, وإنما بمشاريع موسيقية تدعم أفكار نابعة من المجتمع ومن الحياة, فانا اليوم ذاهب باتجاه واقعية الجملة الموسيقية وارتباطها بما يجري داخل الوجدان العربي, لهذا أعمل على إنتاجات مختلفة".

"قد تبدوا غريبة لمن يستمعون إلى باسل زايد, فانا منفتح لاستخدام العديد من المواد والألوان الموسيقية ومستمع نهم للموسيقي بكل أنواعها لان هذا يثري الموسيقى التي أصنعها بالكثير من العناصر والألوان", موضحاً أن أعماله التي لم يقدمها بعد, هي أهم أعماله, لأن لديه الكثير من الأحلام والأفكار التي يتمنى أن تجد مكاناً وزماناً للتنفيذ.

أجهزة أمن السلطة في رام الله منعت زايد من الغناء في عدة فعاليات, كان أبرزها حفل رأس السنة عام 2012 عندما بدأ غناء أغنية "إعلان الدولة"، لما فيها من سخرية سوداء، وهنا بعض من كلماتها, "لا فيها سلاح ولا جنود ما بيلزمنا، أصلاً ما في إلها حدود ما بيلزمنا، وليش الشرطة وليش الجيش ما بيلزمنا، حتى اللي بسألنا ليش؟ ما بيلزمنا، بكرا إعلان الدولة".

زايد كغيره من الفنانين الذين يقدسون غزة ويعشقونها, غنى لها واصفاً إياها بمدينة النايات, وفي معرض سؤالنا عن إمكانية قدومه لغزة ليغني فيها, رد قائلاً "حاولت مراراً, وطلبت من الكثير من المؤسسات الصديقة وغير الصديقة, وإذا أتيحت لي الفرصة سأكون أول الحاضرين لأغني فيها".