Menu

القيق تمرّد على القضبان ورفع شارة النصر

زوجة الأسير وطفله

الخليل _ ساري جرادات

انتصر الحق وزهق الباطل، وفاز الأسير الذي قاوم الجوع ومتاع الحياة بإرادته والتفاف شعبه حول مطلبه وقضيته، ليسجل نصراً جديداً للحركة الوطنية الأسيرة من خلال رفضه كل الاغراءات وتهديداته الاحتلال، كل ذلك جاء بعد (94 يوماً) من الإضراب المفتوح عن الطعام.

أعلن القيق بالأمس إنهاء إضرابه عن الطعام، بعد التوصل إلى إتفاق مع سلطات الإحتلال, والذي يقضي بإطلاق سراحه في 21/5/2016, بالإضافة إلى السماح لعائلته بزيارته في مستشفى العفولة مكان تلقيه العلاج .

قام الاحتلال بتغذية محمد قسرياً، عبر إدخال المحاليل لجسده رغماً عنه، في تطور خطير ومخالف للمواثيق الدولية، وهو قانون سنته حكومة الاحتلال في تموز عام 2015، بهدف كسر ارادة المضربين عن الطعام، ليكون الأسير القيق هو اول من يتم تطبيق قانون التغذية القسرية عليه.

فقد الأسير القيق نحو 60% من حاسة السمع لديه، وفقد في الأيام الاخيرة الكثير من القدرة على الكلام والنطق، ليتواصل مع المتضامنين معه داخل غرفته في مشفى العفولة بالداخل المحتل, من خلال الكتابة على ورقة، مصمماً على النصر حتى الرمق الأخير وكان له ما يريد.

الدعم والالتفاف الشعبي والجماهيري تجاه قضية القيق, شكّل علامة فارقة في اجبار الاحتلال على الرضوخ لمطالبه، حيث اقدم الشهيد عابد حامد قبل أسبوع من تنفيذ عملية دهس ضد جنود الاحتلال على مدخل بلدته سلواد الى الشمال من مدينة رام الله، معتبرها الشهيد دعماً واسناداً لقضية القيق.

بدوره اعتبر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أن "إرادة الحياة التي تحلى بها الأسير القيق قد انتصرت على إرادة الموت الإسرائيلي، وأنه سجل بطولة خارقة في تحديه لسياسة الاعتقال الإداري، ولقوانين الاحتلال، وتحدياً غير مسبوق في تاريخ إضرابات الأسرى على مستوى العالم في النضال لنيل الحرية".

ووجه قراقع شكره الى "جماهير الشعب الفلسطيني بكافة مؤسساته الحقوقية والجماهيرية وقواه الوطنية، وكافة المؤسسات الدولية ولأهلنا في فلسطين المحتلة عام 48، الذين كان لهم دوراً هاماً في مساندة مطالب وحقوق محمد خلال إضرابه، ولكافة المؤسسات الدولية والمتضامنين الاجانب الذين ينحازون لقضايا شعبنا".

التضامن الالكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي, كان السلاح الموازي الذي استخدمه الشباب الفلسطيني للتعبير عن تضامنهم ووقوفهم الى جانب قضاياهم الوطنية، فاستخدموا عشرات المرات عبر ما يسمى "الهاشتاج" حيث قاموا بالتغريد على "هاشتاج" #الحرية_للأسير_القيق وكان له دور كبير في نشر قضيته وتعميمها للعالم.

من جانبها شكرت عائلة الصحفي القيق كل من وقف وساند قضية محمد التي تعتبر قضية وطنية تمس الكل الفلسطيني، وقال والد الأسير لمراسل "بوابة الهدف", "ان محمد ابن كل الشعب الفلسطيني, وبانتصاره على السجان ينتصر الحق الفلسطيني مرة أخرى، وعلينا العمل على اعادة الوحدة الوطنية لمسارها الطبيعي".

النائب في كنيست الاحتلال المحامي أسامة السعدي، يقول "إن الأطباء بدأوا بإجراء الفحوصات اللازمة للأسير القيق وشرعوا بالعلاج التدريجي له".

وأضاف السعدي ان القيق سيمكث في المستشفى لعدة أسابيع، لتلقي العلاج اللازم، لان تعليق الاضراب مسألة خطيرة ويجب متابعتها طبياً.

تجدر الإشارة أن القيق بدأ في 25 تشرين الثاني, إضراباً مفتوحاً عن الطعام, للتنديد بـالتعذيب والمعاملة السيئة التي تعرض لها في السجن، إلا أن وضعه الصحي تدهور كثيراً خلال الأسابيع الماضية، ورفض فك اضرابه الا بالحرية أو الشهادة.

ويعمل محمد القيق (33 عاماً) مراسلاً لقناة "المجد" السعودية، وهو متزوج وأب لطفلين، وينحدر القيق من بلدة دورا جنوب الخليل، وأضرب عن الطعام منذ اليوم الرابع لاعتقاله.

 توصل القيق أمس الجمعة، إلى اتفاق ينهي اعتقاله الإداري، مقابل فك إضرابه عن الطعام، وينص الاتفاق الموقع على إصدار قرار جوهري بعدم تجديد اعتقاله الإداري بعد انتهاء فترة اعتقاله الحالية بتاريخ 21/أيار، على أن يتلقى خلال الفترة الحالية العلاج في مستشفى العفولة على يد طاقم طبي فلسطيني من الداخل المحتل.

وبعد انتهاء فترة العلاج سيُنقل القيق إلى سجن "نفحة الصحراوي", وليس الى عيادة سجن الرملة، لضمان إلزام الاحتلال الإفراج عنه في الموعد المتفق عليه، وفقا لما ذكرت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة حماس في سجون الاحتلال.

كما ينص الاتفاق على حضور عائلة الصحفي محمد لحظة إنهاء إضرابه، وسيسمح لها بزيارته خلال 24 ساعة بعد أن كان الاحتلال قد رفض ذلك سابقاً، وقد ذكرت العائلة أن محمد اشترط أن يتناول أول وجبة طعام له من يد زوجته الصحفية فيحاء شلش وبحضور عائلته.