Menu

حكاية الشهيدة لينا النابلسي التي "ظلّ دمها يُغني"

نابلس_ وكالات

وُلدت الشهيدة لينا النابلسي في العام 1961 (15عاماً) في مدينة نابلس، واستشهدت برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي في 16 ايار 1976.

غادرت لينا مدرستها "المدرسة العائشية" بنابلس، حيث قادت تظاهرة طلابية في اليوم التالي لذكرى النكبة، في 16 ايار/ مايو 1976، حيث قام جيش الاحتلال بقمع التظاهرة بوحشية، وقد حاولت لينا الفرار إلى إحدى البنايات إلا أن احد جنود الاحتلال تبعها وأطلق النار عليها عن قرب.

-تعتبر لينا ثاني شهيدة في نابلس بعد الشهيدة شادية ابو غزالة المقاتلة في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي استشهدت بانفجار عبوة ناسفة كانت تعدها عام 1968. كما ان لينا النابلسي هي ثاني شهيدة بالضفة الغربية تقضي برصاص الاحتلال بعد عدوان حزيران 1967، أما الفتاة الأولى فهي منتهى الحوراني من مدينة جنين واستشهدت عام 1975.

- وتستذكر الاستاذة الجامعية والكاتبة الهام أبو غزالة  شقيقة الشهيدة شادية أبو غزالة حادثة استشهاد لينا النابلسي والتي كانت احدى تلميذاتها في المدرسة العائشية بالقول: خرجت طالبات مدرسة العائشية في تظاهرة في شوارع نابلس، وانضمت اليهن الهيئة التدريسية ومن ثم المواطنون، وكانت لينا تقود التظاهرة ، وقد تدخلت قوات الاحتلال لقمع التظاهرة بوحشية، وعندما حاولت الفرار الى احدى البنايات لحق بها أحد الجنود في مطلع الدرج، وأطلق عليها النار عن قرب في عملية اعدام بدم بارد وكان ذلك أمام عيني ولا زلت أذكر تلك العمارة التي وقعت فيها الجريمة.

وتؤكد ابو غزالة: مثلما يحدث اليوم تم اعدام لينا بدم بارد رغم أنه كان بالامكان اعتقالها.

شاهد آخر على الجريمة، هو ‏عبد الودود أبو حبيب‏، يروي ما حصل في ذلك اليوم: " كنّا قد جهّزنا أنفسنا لنحيي به ذكرى النكبة، قام العدو بفرض نظام منع التجوّل وقمع كل محاوله للتحرك، حيث كان يهمّه اظهار البلاد وكانّ الحياة فيها تسير بشكل طبيعي ولا تأثير لهذه الذكرى على حياة الفلسطينيين".

ويتابع " كان اليوم التالي يوم 16 أيّار وخرج الجميع في المظاهرات والاحتجاجات وكانت ابنة نابلس لينا النابلسي على موعد مع الشهادة  طاردها الضابط الاسرائيلي من مكان الى آخر حتّى صعدت الى أحد الأسطح فقام بقتلها هناك وبطريقه وحشيّه، وحتّى حين حملناها في النعش كان لا يزال دمها الطاهر ينزف ويروي الارض الطاهرة".

نفذت القوات المسلحة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عملية فدائية في الجفتلك في 18-10-1976 بمنطقة الأغوار أسمتها "عملية الشهيدة لينا النابلسي" انتقاما لدماء الشهيدة. وشارك في تنفيذ العملية خمسة مقاتلين، عبروا نهر الاردن وهاجموا معسكرا لجيش الاحتلال حيث دارت معركة عنيفة استشهد خلالها ثلاثة مقاتلين وهم الشهداء مشهور طلب العاروري من قرية عارورة في محافظة رام الله، وحافظ أبو زنط من مدينة نابلس، وخالد أبو زياد من قرية البص قضاء يافا، في حين عاد اثنان من أفراد المجموعة إلى قواعدهم سالمين. كما قتل ثلاثة واصيب ستة من جنود الاحتلال.

الرسام الفلسطيني ابن القدس سليمان منصور، خلد ذكرى لينا، بلوحة تظهرها ملقاة على الارض والدماء تسيل من راسها وهي بزيها المدرسي الأخضر، وذلك بعد أن صادرت سلطات الاحتلال الصورة الأصلية التي تظهرها مضرجة بدمائها بعد قتلها.

- كما غناها الفنان العربي اللبناني احمد قعبور في اواخر السبعينات بقصيدة بعنوان "نبض الضفة"، للشاعر حسن ظاهر:

لينا كانت طفلة تصنع غدها…

لينا سقطت لكن دمها كان يغني…

للجسد المصلوب الغاضب.. للقدس ويافا وأريحا

للشجر الواقف في غزة .. للبحر الميت في الأردن

يا نبض الضفة لا تهدأ أعلنها ثورة

حطم قيدك .. اجعل لحمك جسر العودة

فليمسي وطني حرا .. فليرحل محتلي فليرحل

المصدر: "الموقع الإلكتروني لمنظمة التحرير الفلسطينية"