Menu

جماهير غفيرة تشيّع جثمان القائد التقدمي صلاح عبد ربه بمخيم الدهيشة

8c0189ff-4db3-488f-b56b-ed7c30a901a3

بيت لحم _ حسن عبد الجواد _ بوابة الهدف

شيّعت جماهير غفيرة من محافظة بيت لحم ومخيم الدهيشة جثمان القائد الوطني والكاتب التقدمي والأسير المحرر الرفيق صلاح عبد ربه " أبو عصام" والذي رحل اثر نوبة قلبية مفاجئة عن عمر يناهز (67) عاماً.

وانطلق موكب التشييع الذي شاركت فيه القوى والمؤسسات والفعاليات الوطنية والإسلامية من مخيم الدهيشة ومحافظة بيت لحم، ومختلف المحافظات الفلسطينية، من أمام مسجد مخيم الدهيشة الكبير بعد الصلاة عليه إلى مثواه الأخيرة، محمولاً على أكتاف ملثمين جبهاويين، وبمشاركة واسعة من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة، وجمهور غفير من محافظة بيت لحم ومخيم الدهيشة، وعائلة الراحل الكبير.

وخلال تشييع الجثمان رفعت الأعلام الفلسطينية، ورايات الجبهة، فيما ردد عشرات الشبّان الشعارات التي تشيد بدور عبد ربه في النضال الوطني التحرري والاجتماعي، وعند وصول الجثمان مدخل مخيم عايدة كان في استقبال الجثمان ممثلي القوى والمؤسسات والفعاليات الوطنية في مخيمي عايدة والعزة، حيث تم رفع جثمانه على الأكتاف، وصولاً إلى المقبرة الإسلامية في بيت لحم، وسط هتافات التنديد بالاحتلال والإشادة بدوره الوطني.

ويعتبر الراحل من الرواد الأوائل في النضال ضد الاحتلال، والذين انخرطوا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة القوميين العرب، وقد اعتقل على اثر نشاطه المقاوم أكثر من مرة، وهو كاتب لديه مجموعة من المؤلفات والدراسات المتخصصة حول قضايا اللاجئين، ويعتبر من أبرز نشطاء الدفاع عن حقوق اللاجئين.

وألقى الصحفي حسن عبد الجواد باسم الجبهة الشعبية كلمة وداع للرفيق صلاح عبد ربه جاء فيها "أبو عصام نودعك، وقد تركت فينا فكراً ومنهجاً وقيماً وثقافة وأخلاقاً يصعب القفز عنها أو تجاوزها، في زمن الردة وأنماط النفوذ والسلطة المربكة والهزيلة في عالمنا العربي والإسلامي المترامي الأطراف.

وأكد أن "الجبهة الشعبية تودع رفيقها "أبو عصام" باسم أمينها العام الأسير الرفيق أحمد سعادات وكافة هيئاتها ومنظماتها، هذا الرفيق البطل، المدافع العنيد عن حق العودة المقدس، وحقوق اللاجئين الثابتة، وصاحب المواقف المبدئية المنحازة إلى مصالح الطبقات الفقيرة والمهمشة، والمدافع عن الحريات العامة، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، فإنها تؤكد على أنك ستبقى تشكل لرفاقك ومناضلي شعبنا وكافة الأحرار قدوة ونموذجاً حياً وقوة مثل نستلهم من فكره وتجربته العبر والدروس".

وأضاف "لقد آمنت أيها المناضل والأسير والمثقف الميداني الواعي لحركة التاريخ والانتماء العميق لعمقك الوطني والعربي والإنساني بقدرة أبناء اللجوء والأزقة على استمرار العطاء والتضحية والتمسك بجوهر قضيتنا الوطنية "حق العودة غير القابل للتصرف"،  فأسست وشيدت فكراً ومؤسسات وبنيت أجيالاً عبر خمسة عقود من الزمن، وتركت إرثاً جماهيرياً وثقافياً ونضالياً سيبقى في ذاكرة اللجوء للأجيال القادمة في الوطن والشتات".

وألقى عيسى قراقع رئيس هيئة الأسرى وشؤون المحررين كلمة في وداع عبد ربه، باسم القوى والمؤسسات والفعاليات الوطنية والحركة الأسيرة قال فيها "لقد ترجل من بيننا قائد وفارس ومناضل ومفكر ورجل من الرجال الكبار الكبار حباً ودفئاً وعطاءً، هو مؤسس ثقافة حق العودة، المبشر الكبير، المقاتل دفاعاً عن الأمل الفلسطيني، انه الشهيد المرحوم صلاح عبد ربه، ليكمل برحيله هذا العرس الكبير المشحون بالفجع والحسرات والأحلام الكبرى".

وتابع "رحل الرجل الذي كان خريطة ناطقة بالأمكنة والأشخاص والأسماء والذكريات. رحل الرجل الذي كان يتابع التفاصيل التفاصيل عن غدنا وذخيرتنا، كأنه يعيش أبداً معنا وفينا وفي الأجيال القادمة. رحل الرجل الذي كان سؤال الحرية والحياة والعودة سؤاله الأبدي، ذاكرته تنمو شجرة هناك في يافا، وجسده بقي ظلاً على زيتونة البدوي المعمرة هنا في قرية الولجة".

وأضاف "الشهيد القائد أبو عصام لم يترجل، وهو صديق الفقراء ورفيق الكادحين، الحيوي كرشقة حجر، خاض حرب الذاكرة ضد النسيان، وحرب الإرادة ضد الجوع ضد السجان، وهو ينادي على الأسرى من صحراء سجن النقب".

وألقى الصحفي إبراهيم ملحم كلمة بهذه المناسبة، أكد فيها على الدور الهام للمناضل والمفكر عبد ربه، في النضال التحرري والاجتماعي والثقافي والتربوي والمؤسسي، لافتاً إلى أنه جال في مختلف أنحاء الوطن دفاعاً عن حق العودة المقدس، وحقوق شعبنا الثابتة.

وقال أن أبو عصام ساهم في تعزيز منهج جدل الفكرة، وتواصل الأجيال فكراً وممارسة، وأعطى من عمره الكثير في بناء المؤسسات والمفاهيم الديمقراطية على المستوى الشعبي.

وألقى أحد زملاءه الذي عمل معه في سلطة مياه الضفة المحتلة بكلمة باسم كافة العاملين أشاد فيها بأخلاقه ومناقبه وبدوره في النضال ضد المحتلين.

وتحدث الشيخ عبد المجيد، أن صلاح عبد ربة كان معلماً على المستوى الشعبي للعديد من الأجيال في مخيمات المحافظة، وان ذاكرة اللجوء لن تنساه.

وأصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في وداع ورحيل المناضل الوطني والقومي التقدمي الرفيق صلاح عبد ربه بياناً جاء فيه "في هذا الوقت العصيب فقد شعبنا الفلسطيني المناضل الكبير والقائد الجماهيري الرفيق صلاح عبد ربه، الذي شكل نموذجاً للتضحية والبذل والعطاء، وعنوانا للوحدة والتحدي، في زمن يشهد حالة من التردي والتراجع السياسي والثقافي، وفي وقت تتعرض فيه أمتنا العربية لأعتى صنوف ووسائل العدوان والتأمر".

وأضافت الجبهة في بيانها "لقد شكل الرفيق عبد ربه ذاكرة للجوء الفلسطيني، مستنداً إلى بوصلة حق العودة، فهو صاحب فكرة عقد أول مؤتمر للاجئين الفلسطينيين في الضفة في ساحة سجن الفارعة في 9/12/1995، حيث واصل بعدها الدعوة لعقد مؤتمرات اللاجئين في مختلف المحافظات الفلسطينية في الضفة والقطاع، دفاعاً عن حق العودة المقدس، وحقوق اللاجئين غير القابلة للتصرف".

وقد فُتح بيت عزاء في قاعة الشهداء في مخيم الدهيشة بجانب صرح الشهيد، وأمته عشرات الوفود المعزيّة برحيله من مختلف المحافظات الفلسطينية.