تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" سلسلة اعتداءاته بحق عائلة جبارة الفقيه في مدينة دورا جنوب الخليل؛ فلم يكتفِ بقتل ابنها محمد بعد حصاره والاشتباك المسلح معه لسبع ساعات، وإنما شرع بحملة ملاحقات واعتداءات واسعة بحق أفراد عائلته بعد أسبوع على استشهاده.
ويواصل جيش الاحتلال منذ أكثر من شهر ما تصفه العائلة بـ "الحرب" ضد أفرادها؛ حيث يجري اقتحام منازلهم وتفتيشها واعتقالهم، ومن ثم وإخضاعهم للتحقيق، حتى وصل الأمر لدرجة الاعتداء على زوجة الشهيد من قبل الجنود الصهاينة.
ولم يسلم درع تكريمي سلمته عائلة الشهيد الفقيه قبل أربعة أيام لبلدية صوريف، تقديراً لجهود أهاليها في حماية واحتضان المقاوم الذي تحصن في منزل بالبلدة قبل استشهاده، من براثن الاحتلال الذي عمدت قواته إلى اقتحام مقر البلدية ومصادرة الدرع.
في الوقت الذي نُقل فيه المواطن الفلسطيني زهير بركات عودة (52 عاما) والد زوجة الشهيد الفقيه، إلى المستشفى، إثر تدهور وضعه الصحي جرّاء الاعتداء عليه من قبل جنود الاحتلال الذين اقتحموا منزله في بلدة كفر ثلث قضاء قلقيلية.
وذكر فارس عودة في حديث لوكالة "قدس برس"، أن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت منزل عائلته واعتدت على شقيقته بالضرب المبرح أمام مرأى بقية أفراد العائلة الذين منعهم الجنود من التدخل.
وأضاف "اعتدى الجنود بالضرب المبرح على شقيقتي وطرحوها أرضا وقاموا بضربها وركلها في بطنها، في محاولة لإجهاض الجنين الذي تحمله بعد تهديدها بذلك سابقا"، وفق قوله.
وبين أن الجنود اعتدوا على والده الذي نقل لمستشفى "الزكاة" في طولكرم لتلقي العلاج؛ حيث وصف الأطباء حالته بالخطيرة بعد إصابته بنزيف حاد في الدماغ.
واقتحم جيش الاحتلال فجر اليوم منزل رئيس بلدية صوريف محمد غنيمات، وقاموا بتفتيشه بحثاً على درع تكريمي قدمته عائلة الشهيد الفقيه للبلدية.
وذكر غنيمات في حديث خاص لـ "قدس برس" أن ثمانية آليات عسكرية اقتحمت البلدة، فيما دهم الجنود منزله وحققوا معه حول تسلّمه درعا من عائلة الفقيه، قبل أن يقوموا بالتوجه إلى مقر البلدية ويستولوا على الدرع.
واعتقل جيش الاحتلال اول أمس ستة من أفراد عائلة الشهيد الفقيه وأخضعهم للتحقيق حول الشهيد والمهرجان التأبيني الذي أقيم له في مركز "شهداء دورا"، قبل أن يفرج عنهم، فيما تم مداهمة منزل والد الشهيد أمس ومنزل زوج شقيقته.
ويواصل الاحتلال اعتقال عدد من اقارب الشهيد الفقيه بينهم شقيقته تغريد الفقيه (45 عاماً) والتي اعتقلت اثناء مطاردة الشهيد ،وتم أمس تمديد اعتقالها في محكمة عوفر لثلاثة ايام كما ويعتقل الاحتلال نجلها معاذ وشقيق الشهيد صهيب.
ومنع الاحتلال صباح اليوم والدة الأسير يوسف الفقيه (ابن عم الشهيد) من الوصول لمعتقل النقب لزيارة نجلها، وعمد إلى سحب التصريح منها وإبلاغها بقرار منعها من الزيارة، إلى جانب سحب تصاريح العمل داخل اغلأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 لعدد من أفراد عائلة الفقيه.
ونفذ الشهيد الفقيه عملية إطلاق نار مطلع الشهر الماضي قرب معكسر "المجنونة" المقام على أراضي دورا، ما أدى إلى مقتل حاخام صهيوني وإصابة آخرين.
واتهم الاحتلال الأسير الفلسطيني محمد بريوش بمساعدة الشهيد في تنفيذ العملية.
وطارد الاحتلال الشهيد الفقيه لمدة 25 يوماً تخللها اقتحام ليلي لمنازل العائلة وتفتيشها وإغلاق مداخل الخليل ،ودورا قبل ان يشتبك مع الشهيد الفقيه في منزل ببلدة صوريف لمدة 7 ساعات تخللها تبادل لاطلاق النار بين الشهيد، ومئات الجنود مستعينين بالطائرات والاليات الثقيلة قبل ان يتم هدم المنزل واستخراج جثمان الشهيد المحتجز لدى الاحتلال.
