Menu

عام على اختطاف أربعة فلسطينيين في مصر.. ومصيرهم مجهول

أعيدوا المختطفين

بوابة الهدف - وكالات

مضى عامل كامل على واقعة اختطاف أربعة شبان فلسطينيين في مدينة رفح المصرية (شمال سيناء)، من قبل مسلحين مجهولين قاموا بقطع الطريق على إحدى الحافلات المخصّصة لترحيل المسافرين من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، إلى مطار القاهرة الدولي.

تلقّى ذوو الشبان الأربعة خبر اختفاء آثارهم في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء 19 آب/ أغسطس 2015، بعد ساعات من عملية الاختطاف التي اتّخذت مكانا لا يبعد سوى مسافة قصيرة من البوابة المصرية لمعبر رفح.

وناشدت عائلات كل من؛ عبد الله أبو الجبين وعبد الدايم أبو لبدة وحسين الزبدة وياسر زنون، السلطات المصرية مرارا وتكرارا مساعدتها في البحث عن أبنائها ومعرفة مصيرهم وإعادتهم؛ لا سيما وأن عملية الاختطاف تمت داخل أراضيها.

"لا معلومات"

لم تتمالك منال أبو الجبين عمة أحد المختطفين، نفسها أثناء حديثها لـ "قدس برس" عن ابن شقيقها مجهول المصير منذ عام كامل؛ فاستغرقت في البكاء، مكرّرة تساؤلها "أين هو عبد الله؟".

وقالت أبو الجبين التي قامت بتربية ابن شقيقها منذ طفولته طفل بعد وفاة والدته "عبد الله كان في طريقه للدراسة ومعه كل الأوراق الرسمية وكان في حافة الترحيلات وخطف من الأراضي المصرية قبل عام وحتى الآن لا نعرف أي معلومة عنه".

وأضافت "توجهنا إلى الرئيس أبو مازن ( محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية)، وأبو العبد (إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية - حماس) والسفارة الفلسطينية في القاهرة والأمم المتحدة كل المؤسسات الحقوقية ولم نحصل على معلومة واحدة".

ودعت المواطنة الفلسطينية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى التدخل شخصيا للكشف عن مصير المختطفين الأربعة، وإنهاء معاناتهم.

وأشارت إلى أنها وبقية عائلات المختطفين سيواصلون فعالياتهم المطالبة بإطلاق سراح أبناءهم فورا، قائلة "سنطرق كل الأبواب من اجل كشف النقاب عن مكان احتجاز أبنائنا ويجب على مصر أن تقول كلمتها في الموضوع".

السفر للعلاج

ومن جهته، قال فتحي زنون (والد المختطف ياسر) إن ابنه كان في طريقه للعلاج حينما تعرضت الحافلة التي كان على متنها لهجوم من قبل مسلحين اقتادوه هو وزملائه إلى مكان مجهول.

وأضاف زنون لـ " قدس برس" أن ابنه يمتلك كل الأوراق الرسمية والثبوتية والتحويلة الطبية التي خوّلته بالخروج بشكل قانوني من معبر رفح الذي لا يفتح إلا بشكل استثنائي لمرور الحالات الإنسانية فقط.

ويشير إلى حالة من الحزن واليأس الشديد التي تسود في نفوس أطفال نجله المختطف؛ "فالمشكلة الكبرى أننا حتى الآن لم نحصل على معلومة صغيرة عنه"، كما يقول.

وأعرب المواطن الفلسطيني عن أسفه للطريقة التي تتعامل بها السلطات المصرية مع هذا الملف، وكذلك وزارة الخارجية الفلسطينية "التي لم تحرك ساكنًا"، وفق تعبيره.

وقال "أخشى أن يصبح هذا الملف طي النسيان وتبقى هذه القضية غامضة؛ غير أننا سنواصل العمل مع كل المخلصين حتى نعرف مصير أبناءنا ويُطلق سراحهم لأنهم أبرياء".

رفض مصري

فيما قال النائب عن حركة "حماس" صلاح البردويل، "بعد مرور عام على اختطاف هؤلاء الشباب لم يفصح احد من المسئولين المصرين عن أي معلومة عنهم على الرغم من أنهم اختطفوا من داخل الأراضي المصرية".

وأضاف في حديثه لـ "قدس برس"، "لقد تم اختطافهم على مرآى ومسمع من السلطات المصرية وفي المربع الأمني لمعبر رفح؛ وعليه فالمسؤولية الكاملة تقع على عاتق السلطات المصرية، والمطلوب منها أن تكشف عن مكان اعتقالهم".

وتابع "حتى اللحظة ترفض الأجهزة الأمنية في مصر الإدلاء عن أي معلومات عن مصيرهم، ويجب على الأقل ان تكشف السلطات المصرية عن مكان احتجازهم".

وكشف القيادي في "حماس" النقاب عن طرح حركته لملف المختطفين الأربعة في مباحثاتها مع كافة الأطراف، دون أن يصلها حتى الآن أي رد من الجانب المصري.

ومن جهته، وصف مدير "المركز الدولي للدراسات القانونية" عمر قاروط، اختطاف الشبان الأربعة في سيناء بأنه "عمل مخالف للقانون الدولي والعهد الدولي الإنساني ويمثل إرهاب دولة".

وقال قاروط لـ "قدس برس"، "لا يجوز أن تقوم الدول بأعمال خارجة عن القانون"، معتبرًا إخفاء أي معلومات عن الشبان المختطفين ورفض التعاون في موضوعهم هو أكثر مخالفة للقانون الدولي.

وأكد أن مصر تتحمل المسؤولية الكاملة عن اختفاء الشباب كون الشباب اختطفوا على الأراضي المصرية "ويجب عليها التعاون مع الجهات ذات الاختصاص لمعرفة مصيرهم". وفق قوله.

وطالب السلطات المصرية أن تبدي مسؤولية كافية لحقوق الإنسان في هذا الموضوع وكذلك للجيرة مع الفلسطينيين".

-

المصدر: قدس برس