Menu

الرئيس الإيراني يُحرج الرئيس عباس "في قمّة دولية وأمام كاميرات الصحافة"!

انسحاب الرئيس الإيراني من قمة عدم الانحياز.. لحظة تقديم كلمة الرئيس الفسطيني محمود عباس

غزة_ خاص بوابة الهدف

في ردّ فعل قويّ ورسالة واضحة من رئيس الجمهورية الإيرانية حسن روحاني، للرئيس الفلسطيني محمود عباس ، وخلال انعقاد قمة عدم الانحياز في فنزويلّا، انسحب روحاني من الجلسة، فور بدء الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، تقديم كلمة الرئيس عباس، دون أن يُخفي "ابتسامة سخرية".

وفي البرتوكول الرئاسي، يُترجم فعل الروحاني "برفض حاد وشامل وعدم رغبة في التعاطي" مع الرئيس عباس، خاصةً وأن انسحاب روحاني كان خلال قمة دولية، وأمام كاميرات الصحافة.

وليس خفيّاً، أن العلاقات بين إيران والسلطة الفلسطينية باتت في وضع متأزّمٍ اليوم، على خلفية لقاء عباس رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الخارج، مريم رجوي، أرملة زعيم المعارضة مسعود رجوي، نهاية يوليو الماضي، في العاصمة الفرنسية باريس. وهو ما تبعه تصريح من سفير فلسطين في باريس، سلمان الهرفي، بتاريخ 2 أغسطس، بأنه تسلّم رسالة من نظيره الإيراني، موجّهة للرئيس عباس، دون الكشف عن فحواها.

مسؤول في حركة فتح كان صرّح لوكالة دولية بأن فحوى الرسالة تضمّن محاولات إيرانية لتلطيف الأجواء بعد التوتر الذي شابها إثر اللقاء بين عباس والمعارضة الإيرانية، إلّا أن مصادر مُتابعة لهذا الشأن، نفت تصريحات فتح وكشفت أنّ الرسالة تضمنّت تهديداً واضحاً للسلطة الفلسطينية، وانتقاداً حاداً لموقف الرئيس عباس بلقائه مريم رجوي، وتصريحات لاحقة أدلت بها حركة فتح، ردت فيها على من انتقد لقاء عباس-رجوي، معتبرةً أنهم "يسعون لتخريب وشق الصف الفلسطيني"، واتّهمتهم بالخيانة ومعاونة أمريكا والاحتلال، هذا الموقف من حركة فتح، أشاط غضب إيران مُجدداً لتزيد من حدّة انتقادها للسلطة في الرسالة المذكورة ، مُعتبرة فتح "تجرأت على إهانة النظام الإيراني الحاكم".

وكان من بين من عقّبوا على لقاء عباس-رجوي، مدير عام الشؤون الدولية في مجلس الشورى الإيراني حين أمير عبد اللهيان، الذي اعتبر "دعم الرئيس عباس للإرهاب بدلاً من مكافحته مدعاة للأسف للشعب الفلسطيني". إضافة إلى مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين شيخ الإسلام، الذي نعت عباس بالقول "هذا الرجل معروف لدينا، وكما كشفت وثائق السفارة الأميركية في طهران، فهو عميل ل"CIA" منذ زمن". ولم يبتعد عن ذلك موقف أمین مجمع تشخیص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي، الذي هدّد "بكسر قدم کل من یتخذ أدنی خطوة ضد الشعب الإیراني" وأضاف "محمود عباس لم یتمکن من اتخاذ خطوة مؤثرة وفاعلة للشعب الفلسطیني حتى الآن، وهو اليوم يلتقي عنصراً فاشلاً آخراً، ویحاول دعم زمرة المنافقین الإرهابیة ضد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة".

وكانت أوساط في حركة فتح استغربت حدّة الموقف الإيراني إزاء لقاء عباس-رجوي، لافتةً إلى أنّه لم يعكس أية أبعاد سياسية.

ونشرت الوكالة الفلسطينية الرسمية "وفا" عن اللقاء، الذي جرى بتاريخ 30 يوليو، أن "الرئيس عباس أطلع مريم رجوي على تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً ما يخص القضية الفلسطينية، إضافة إلى المبادرة الفرنسية". وأضافت "واستمع سيادته من رجوي إلى شرح حول مؤتمر المعارضة الإيرانية السنوي الذي عُقد مؤخراً في العاصمة الفرنسية باريس".

وقيل أن وفداً فلسطينياً، ترأسه محمد اللحام، شارك في مؤتمر المعارضة الإيرانية، الذي هتف، في باريس" لإسقاط النظام الحاكم. وهو ما نفته منظمة التحرير الفلسطينية، في بيان رسمي لها، بعد أيام على انعقاد المؤتمر.

وبالرجوع إلى ما أقدم عليه رئيس الجمهورية الإيرانية حسن روحاني، فإنّها تطوّرٌ مُلفت على صعيد العلاقات الدبلوماسية مع السلطة الفلسطينية، والتي تنبّأ محللون بأنّها لا تزال تنحدر "إلى مزيدٍ من التعقيد والتوتر".

لو عُدنا للوراء قليلاً، نجد أن الغضب الإيراني على السلطة الفلسطينية، ربّما بدأ مع اتّضاح موقف هذه الأخيرة الداعم للمملكة السعودية في أكثر من ملف، وهي العدو اللدود للجمهورية الإسلامية. وهذا بالتحديد ما دفع مراقبون للذهاب شطر تحليلٍ مفاده أن السلطة الفلسطينية تخلّت عن سياستها الحيادية في المنطقة وانضمت إلى المعسكر المعادي لإيران "المحور السعودي"، مُستندةً إلى معلومات بأن الرئيس عباس كان على وشك زيارة السعودية عقب لقائه برجوي، وهو ما لم يتم، ربّما لأسباب لها علاقة بالسياسية السعودية في رغبتها الانتظار لمعرفة تداعيات اللقاء بين عباس والمعارضة الإيرانية، ومدّى جدّيته.