Menu

دبابات حزب الله تُقلق أمريكا

ناقلات جند من طراز m113

فلسطين المحتلة_ بوابة الهدف

بعد أن تمسكنت "إسرائيل" كثيراً، عبر وسائل إعلامها المختلفة، عقب العرض العسكري الذي أقامه حزب الله اللبناني جنوب حِمص السورية، مساء الأحد الماضي، وضخّمت الحدث على اعتبار أنّه رسالة تهديد لها، راحت تدفع باتّجاه خلق بلبلة أجدر بالتداول عبر الإعلام الدولي، وكانت حول "لغز امتلاك حزب الله لدباباتٍ أمريكية".

في تقريرٍ نشرته "واشنطن بوست" الأمريكية، وأبرزته "معاريف" العبرية، اليوم الخميس، جاء أنّ أوساط أمنية أمريكية تُرجّح وبقوّة احتماليّة أن يكون حزب الله "سرق ناقلات الجند المُدرّعة من طراز m113، التي ظهرت في عرضه، من الجيش اللبناني"، موضحةً أن هذا الأخير يتلقّى المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة، وكان تلقّى منها عشرات القطع من المدفعيات والمدرعات والرشاشات وأطنان من أنواع الذخيرة المختلفة، الصيف الماضي، بقيمة 50 مليون دولار، لـ"مكافحة الجماعات المتطرفة".

وتُطالب الخارجية الأمريكية الجيش اللبناني بتوضيحات، حول الفرضية التي طرحها مسؤولون أمريكيون.

وقالت الناطقة باسم الخارجية، إليزابيث ترودو، في تصريحات لها، أمس "واشنطن بدأت بالتحقيق في مسألة ظهور آليات عسكرية أمريكية بحوزة حزب الله، إنّه أمر مقلق، ونحن بحاجة لمعرفة المزيد من المعلومات".

بدوره نفى الجيش اللبناني "الفرضيّة الأمريكية"، وأكّد في بيانٍ له، نشره قبل يوميْن، أنّ "صور الآليات العسكرية التي يتم تناقلها عبر وسائل الإعلام ليست من مخزون الجيش وغير عائدة له".

وبدأ حزب الله تدخله في قتال الجماعات المتشددة بالأراضي السورية، إلى جانب النظام السوري برئاسة بشار الأسد، بشكل فعلي منذ العام 2013، في معركة القصير، التي امتدّت نحو القلمون الغربي، ومن ثم إلى جميع أنحاء سوريا، ولهذا السبب أقام عرضه العسكري، الأحد الماضي، في القصير، على اعتبارها مدخله الأول إلى سوريا.

وفور انتشار صور الآليات والعتاد الذي ظهر في عرض حزب الله، انشغلت جهات عديدة بتفسيرات هذه الخطوة، التي تعتبر الأولى من نوعها، منذ بدء قتال الحزب في سوريا، كما برز التساؤل الأهم حول حقيقة وجود السلاح الأمريكي في يد الحزب المُقاوم، والذي تعتبره الولايات المتحدة "منظمة إرهابية أجنبية".

واعتبرت أوساط عدّة أن العرض العسكري لحزب الله اللبناني في سوريا، بحد ذاته، "يُشكّل إحراجاً للجمهورية اللبنانية، عند أي محاولة لاستصدار بيان وزاري يتضمن النأي بالنفس عما يجري هناك"، فما بالك إن كان عتاده "من الجيش اللبناني!"، بأي صورة كانت.

مصادر مُقرّبة من حزب الله، قالت إن العرض يحمل رسائل، أهمّمها: إثبات الواقع الذي وصل إليه الحزب، بعد 25 عاماً من الرغبة في تدميره، وأن وجوده في سوريا أساسي، خصوصاً في الدفاع عن محور المقاومة، إضافة لرسالة مفادها بأن حزب الله يفتخر بقتاله في سوريا،  وأنه مستمر فيه، وليس لديه ما يُداريه في هذا الشأن. ووجد أنّه لو كان يُريد توجيه رسائل إلى لبنان، من خلال هذا العرض، لكان الأولى تنظيمه في هُناك، وليس بسوريا، وبذات المنطق، لو كانت الحزب يُريد بالعرض توجيه رسائل لدولة الاحتلال، لأقام العرض في الجولان المُحتلّ.

ورأى محللون عسكريون "مُقرّبون من حزب الله" وجود دبابات أمريكية في العرض العسكري، أمراً لا يدعو للغرابة لهذا الحد، لأن إيران تمتلك الأسلحة الأمريكية منذ عهد الشاه (ما قبل الثورة)، وقد تكون زوّدت بها حزب الله، في وقتٍ ما.