Menu

إعلام العدو: عن إمبراطورية نتنياهو الفاسدة

nathanyaho

بوابة الهدف/ ترجمة خاصة

مقدمة المحرر: يواصل إعلاميون صهاينة حملة تنديد بسياسات نتنياهو بخصوص أزمة سلطة البث الصهيونية العامة والمتفجرة عبر خلاف رئيس وزراء الاحتلال مع وزير ماليته.

في هذا السياق، نشرت صحيفة يديعوت الصهيونية مقالا بعنوان"إمبراطورية الميديا" كشفت فيه سعي نتنياهو غير النزيه للسيطرة على الإعلام وإقامة إمبراطوريته الخاصة عبر التخلص من مناوئيه.

ويذكر أن الأزمة الائتلافية الحالية  والتي باتت تهدد بالذهاب إلى انتخابات مبكرة في الكيان الصهيوني هي بالأساس بين نتنياهو ووزير المالية، موشيه كحلون، حول انطلاق عمل هيئة البث العام (إيبك)، وإغلاق سلطة البث التي تشمل كافة قنوات التلفزيون والإذاعة الحكومية. استنادا إلى خطة أعدها كحلون عمل لهيئة البث العام، كان من المفترض أن يبدأ العمل بها  هذا ا الشهر، الخطة أصلا كانت من بنات أفكار نتنياهو إلا أنه عاد وانقلب عليها بعد قرار الهيئة تعيين الصحفية جيئولا إيفن   كمقدمة نشرة الأخبار المركزية ورفض نتنياهو الأمر –رغم انه خارج اختصاص الحقل السياسي- كون إيفن زوجة السياسي الليكودي جدعون ساعر الذي يسعى للعودة إلى العمل السياسي والحلول مكان نتنياهو رغم أنه كان أعلن أنه سيفعل ذلك بعد تنحي رئيس الحكومة.

وفي محاولات حل الأزمة الائتلافية وضع نتنياهو شروطا وهي إقالة مدير عام الهيئة ورئيسها وأن يعين مكانهما شخصين مواليين له، أما كحلون فمن أجل حل الأزمة اشترط ألا  يتدخل نتنياهو بالتغييرات داخل الهيئة، وأن تقام  الهيئة كما خطط لها،  وأن تبدأ عملها ضمن التوقيت المتفق عليه بينه وبين نتنياهو. ملمحا إلى أنه لا يخشى الانتخابات المبكرة وأن حزب (كولانو) الذي يقوده جاهز للمنافسة بقائمة مستقلة.

هنا  ترجمة الهدف لمقالة الصحفي الصهيوني دان شيلون:

لم ينجح أي رئيس وزراء آخر في مهمة من هذا النوع فهي ليست مهمة سلام أو حرب وليست معنية بالهجمات الإرهابية أو السكن أو التعليم والصحة أو غلاء الأسعار، كل شيء يدور حول وسائل الإعلام فقط..

هذا هو أهم شيء في نظر الأسرة الحاكمة، وقد نجح المسعى لوقت طويل. وجلب بنيامين نتنياهو أزمة هيئة الإذاعة الإسرائيلية إلى ذروة الفوضى السياسية الإعلامية بشكل مؤقت. وهذه ليست النهاية. الأسوأ لم يأت بعد. وسوف يتم اقتلاع قسم الأخبار من المجلس لصالح تقسيم جديد سوف يديره رئيس الوزراء / وزير الاتصالات.

ولن يتم طرد مديري المركز. بل سيتم تهميشهم،  سيسمح لهم ببث البرامج الثقافية والدرامية فقط، المناسبة والأقل ملاءمة، وعلى الأرجح تحت أنظار ميري ريغف المراقبة.

قسم الأخبار هو قلب محطة البث، أي محطة بث. وهيئة الإذاعة بدون قسم الأخبار ستكون  مثل طفل ولد من دون قلب.

دعونا نفترض أن، (إيبك) ستبث فقط برامج حوارية على الهواء فنية وثقافية. فقط الفنون والثقافة. بحضور الكاتب مئير شاليف والكاتب ديفيد جروسمان والرسام يائير غاربوز والكاتب يوناتان جيفن، فضلا عن الفنانين المنتسبين إلى اليمين السياسي. وسوف يجتمعون لمناقشة الفنون والثقافة، لا شيء آخر. ولكن ماذا لو كانت المناقشة، لا سمح الله، تصل إلى موضوع الشؤون الفنية التي تعكسها أعمالهم. بعد كل شيء، الحياة في إسرائيل مغمورة في قضايا مثيرة للقلق وأقل إثارة للقلق، وأحيانا حتى مخيفة. ماذا سيحدث بعد ذلك؟ وهل سيتم إسكاتهم من قبل المضيف؟ هل سيقوم المحرر بالاتصال هاتفيا بمكتب رئيس الوزراء وطلب التعليمات؟

وهناك المزيد والمزيد من الأمثلة التي تدل على مدى الجنون.

وحتى لو كان وزير المالية الذي وقع على الحل التوفيقي المشوه يقسم أنه لن يكون هناك أي تأثير سياسي على المجلس أو على قسم الأخبار الجديد أو على هيئة الإذاعة الإسرائيلية المخضرمة، فإنه إما يتظاهر بأنه ساذج أو يكذب على نفسه وعلى كل واحد منا.

لم يعد هناك حاجة إلى التفكير في اختيار جيئولا إيفن كمقدمة نشرة الأخبار المركزية ، حتى لو تم لن يكون هناك غرفة لمباشرة عملها.  ولكن بالتأكيد  قسم الأخبار الجديد، الذي سيديره رئيس الوزراء / وزير الاتصالات، لن يفكر حتى في مثل هذا التعيين.

لتجنب الشك، جيئولا  إيفن هي إعلامية جديرة ومهنية وغير غير قابلة للفساد كأي مذيع جديد، غير أنه سيكون من اللا إنساني أن تتوقع منها إجراء مقابلات سياسية على أساس يومي دون إحداث تضارب في المصالح مع زوجها، الوزير السابق جدعون ساعر الذي يرغب في العودة إلى الحياة السياسية وإلى أعلى منصب. إنه أمر مؤسف، ولكنه أمر لا مفر منه. كان على أحدهما أن يتخلى عن وظيفته بسبب تضارب المصالح و من المؤسف أن الزوج لم يفعل.

وكصحفي، غطيت ثمانية رؤساء وزراء إسرائيليين.  جميعهم باستثناء وحيد هو إسحاق رابين،  حاولوا  الاستيلاء على مراكز صنع القرار في وسائل الإعلام. ولم ينجحوا إلا جزئيا. رابين كان الاستثناء الإيجابي، مرة واحدة اشتكى فيها  من خبر أعطى معلومات مشوهة للمزارعين.

نتنياهو، الغاطس في تحقيقات جنائية  إلى عنقه، سحق وأضعف وسائل الإعلام ، وحرية الإعلام والرأي، وأُسس الديمقراطية. وسوف يكون أول رئيس وزراء في إسرائيل ينجح في سعيه الصريح لتعيين  رئيس التحرير في هيئة البث.

لديه بالفعل صحيفة مجانية. وهو الآن يستولي على محطة تلفزيونية أيضا، وسرعان ما سيقتحم القنوات التجارية الحرة ووسائل الإعلام. وهناك بالفعل دلائل على ذلك على أرض الواقع.

أهلا بالإمبراطورية لكنها مرضية ومشوهة وفاسدة.