"إسرائيل" تتمدّد في القارة الإفريقية، هذا ليس بالأمر الجديد الآن أن يتطور هذا التمدد والتوغل إلى درجة أن يصبح رئيس حكومة الاحتلال، الضيف الأجنبي الوحيد خارج القارة الافريقية على المؤتمر الاقتصادي لدول غرب أفريقيا في العاصمة الليبرية منروفيا، فهو الجديد الذي لا بد من أنه يشير إلى أن هناك تبدلات جوهرية في خريطة العلاقات والتحالفات "الإسرائيلية" مع القارة الافريقية، وما يعنيه ذلك من إنعكاسات بالغة التأثير على تنامي العلاقات الدولية "الإسرائيلية"، أو ما يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على مستقبل الدور "الإسرائيلي" في المنظمة الدولية وخاصة فيما يتعلق بمستويات التصويت حول قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وكذلك مجلس الأمن.
وهذا يعيدنا إلى سنوات خلت، كانت قارات التحرير الثلاث، آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، تضم كل الدول الداعمة للقضايا العربية في طليعتها القضية الفلسطينية وشكلت سنداً دولياً مؤثراً لإبقاء القضية الفلسطينية عنواناً دائماً للجهود الدولية وساهمت في إبقاء هذه القضية على أولويات أجندة العلاقات الدولية عموماً، واجندة المنظمة الدولية على وجه الخصوص.
يتباهى رئيس حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" نتنياهو بمستوى الترحيب الذي عبرت عنه المشاركة في المؤتمر ، ونجاحه في ازالة "الغيوم" عن بعض العلاقات المتوترةمع بعض دول المجموعة، خاصة السنغال، أثر تصويتها قبل بضعة أشهر لصالح قرار ضد الاستيطان في مجلس الأمن الدولي، الآن عاد سفيري البلدين إلى عملهما، مع وعد بأن تدعم السنغال ترشيح "إسرائيل" لنيل صفقة مراقب في الاتحاد الافريقي.
مسألة نجاحنا كفلسطينيين في كسب التأييد والتصويت على قرارات لصالح قضيتنا في المنظمة الدولية، ليس مسألة مضمونة وهي تتراجع بإستمرار لصالح التمدد التأثير الاسرائيلي المتزايد، ويجب أن تبذل جهوداً سياسية ودبلوماسية وتعاون مع الاطار العربي والاقليمي لمحاولة كبح جماح التمدد "الإسرائيلي" في القارة الافريقية !!