بدأت روسيا والصين الأسبوع الماضي، أول مناورات بحرية مشتركة بينهما في البحر المتوسط “التعاون البحري” بمشاركة نحو 9 قطع بحرية من البلدين، بهدف تعميق التعاون المشترك بين بكين وموسكو، والتصدي لتهديدات أمن الملاحة في البحار، طبقا لما أعلنه نائب وزير الدفاع الروسي “أناتولي أنتونوف”.
و تتزامن هذه المناورات البحرية الواسعة بين البلدين مع الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة الراهنة آخرها العدوان ضد اليمن، بالإضافة للأزمة السورية وتطورات الأوضاع في العراق، فضلا عن ملف الأزمة الأوكرانية الذي ما زال مفتوحا ويشهد سجالا طويلا بين روسيا والدول الغربية، هذا بجانب التوترات القائمة بين موسكو من جهة وأمريكا وحلفائها من جهة أخرى، لاسيما في ظل العقوبات التي تفرضها هذه الدول ضد روسيا.
شهدت مدينة “نوفوروسيسك” الروسية المطلة على البحر الأسود افتتاح هذه المناورات البحرية بين البلدين بحضور نائب القائد العام للأسطول البحري الحربي الروسي “ألكسندر فيدوتينكوف”، ونائب قائد القوات البحرية الصينية “دو تسيتشينج”، ومن المقرر أن تستمر المناورات حتى يوم 21 مايو الجاري.
تعتبر المناورات المشتركة التي يجري تنفيذها خلال الأيام الجارية بين روسيا والصين واحدة من أبرز المؤشرات على تطور علاقات البلدين خلال الفترة الأخيرة، لاسيما مع اشتداد الأزمة الأوكرانية بين موسكو وواشنطن، الأمر الذي أدى لفرض عقوبات على الأولى، وهو ما دفعها إلى تعزيز العلاقات مع بكين وعدد من دول أمريكا اللاتينية لمواجهة التهديدات الأمريكية وتعزيز نفوذها بالساحة الدولية.
