Menu

ذعر إسرائيلي: موت السياسة الأمريكية في سوريا .. الإيرانيون قادمون

اسرائيل والواقع السوري: لاعبون كثر

بوابة الهدف/منابعة خاصة

خلال هذا الأسبوع وصلنا من الكيان الصهيوني أكثر من تصريح حول حقيقة المسعى الاستراتيجي للكيان في سوريا وأهمها ربما التأكيد أن داعش لاتمثل بالنسبة للكيان الصهيوني سوى أمر تكتيكي بينما الخطر الاستراتيجي يأتي من وزجود إيران في سوريا.

كان الكيان الصهيوني عبر تعاونه الواسع مع القوى المتمردة السورية خصوصا في الجنوب يأمل بإعادة رسم المجال الحيوي لنفوذه في المنطقة، ولكن حساباته لم تكن دقيقة وانقبت عليه الأمور ويبدو أن كل ما يتمناه الآن وإن لم يصرح بعد، هو أن تعود الأمور في سوريا إلى ما قبل 2011، ولكن ليس كل ما تتمناه تل أبيب يجد طريقا في الجولان. 

ولعل الوضع الآن بفسر الرعب في المؤسسة العسكرية والأمنية الصهيونية، والركض على جبهتين لتدارك الخطر، في مسعى لاحتواء الموقف والتصدي لتحدي بناء استراتيجية جديدة في سوريا، يفرضها الزعم الصهيوني بوجود آلاف الجنود الإيرانيين في سوريا وتوقع تدفقق المزيد منهم أيضا.

ولتقليل الأضرار المحتماة ومحاولة التكيف مع الوضع الجدد  عمل الكيان الصهيوني على محورين: أمريكا وروسيا، فقد أرسل وفدا  من أكبر فريق استخباراتي إلى واشنطن. ضم  رئيس الموساد يوسى كوهين ورئيس مديرية المخابرات التابعة للجيش الجنرال هارتزى هاليفى ورئيس إدارة الأمن السياسى بوزارة الدفاع زوهار بالتى،  و من جهة أخرى سافر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الى سوتشى فى القرم يوم الاربعاء لعقد اجتماع مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يرافقه يوسى كوهين ورئيس مجلس الامن القومى المعين حديثا مئير بن شبات .

وتشهد الرحلتان على الضرورة الملحة، ناهيك عن الذعر، الذي يتلبس الحكومة الصهيونية  ومجتمع الاستخبارات والأمن من التغيرات الجذرية التي تحدث في سوريا. ترى إسرائيل المشهد، و، تسمع الأصوات، وتعرف أن مجال نفوذها محدود ومحدد،  وقد فشلت الجهود على الجبهتين المذكورتين، فعن واشنطن وصف مصدر إسرائيلي مطلع الاجتماع في واشنطن مع كبار أعضاء مجلس الأمن القومي والبنتاغون وأوساط الاستخبارات الأمريكية بأنه مثل  "المشاركة في الجنازة" أو "عزاء المشيعين"، لقد كانت جنازة لدفم السياسة الأمريكية في سوريا.

كل هذا رغم أن  حكومة ترامب تتشاطر المخاوف إسرائيل. ويفهم البيت الأبيض أن إيران عدو، كما يتضح من تهديدات الرئيس بإلغاء الاتفاق النووي مع طهران، الذي دخل لتوه عامين من توقيعه، وفي الوقت نفسه تجري مناقشات لتوسيع العقوبات المفروضة على إيران إلى مواصلة تطوير برنامجها المتعلق بالقذائف. وهذا باعتراف جميع الأطراف لاينقض الاتفاقية المذكورة وان كان يتم استغلاله للتحريض على إيران.

 يرى محلل صهيوني أن  موضوع تطوير القذائف الصاروخية الذي تديره إيران، لايجب أن يغض النظر عن كوريا الشمالية، ورغم أن  أن كوريا الشمالية لا تدعم البرنامج النووي الإيراني كما ساعدت سوريا، فإنها تتعاون مع إيران منذ سنوات وتساعدها على تطوير الصواريخ. وينبغي أن يؤخذ في الاعتبار أن بيونغ يانغ تتقاسم بالفعل قدرتها على انتاج الصواريخ مع طهران، مقابل التدفقات المالية أو توريد النفط أو كليهما.

لكن  أصبح الجانب الصهيوني يدرك الآن أنه على الرغم من عداء إدارة ترامب لإيران،  فإن هدف التدخل الأمريكي في سوريا لم يكن لاحتواء إيران. وكان هدفها واحد فقط: لهزيمة داعش كما زعم الجميع حتى الآن. وتتحقق هذه المهمة، والولايات المتحدة تسير في طريقها للخروج من سوريا . وقد ألغت مؤخرا برنامج مساعدات وكالة الاستخبارات المركزية الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات للجماعات المتمردة الموالية للغرب بعد أن خلصت إلى أنها فشلت. وتلقى المتمردون التدريب والتدريب، وتلقى إمدادات الأسلحة (بعضها بيع إلى منظمات إسلامية متطرفة، مثل فرع القاعدة، بل وجد طريقها إلى داعش)، لكنه فشل في حربه ضد نظام بشار الأسد.

وطالما أن ترامب لا يحدث منعطفا، كما يفعل الآن في أفغانستان، فإن الولايات المتحدة تقبل على ما يبدو بأن الأسد سيبقى في السلطة، كما أنه في سبيله إلى التوصل إلى اتفاقات لوقف إطلاق النار في أجزاء مختلفة من سوريا، التي وصلت مؤخرا بعيدا عن المثلث الحدودي مع الأردن وإسرائيل.

وقد قررت حكومة العدو محاولة التأثير على الاتفاق دون المشاركة فى المحادثات التى تضم ممثلين امريكيين وروس واردنيين. قبل بضعة أسابيع، في اجتماع مع المراسلين العسكريين، سألت وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان إذا كان غياب إسرائيل عن المحادثات لا يضر بمصالحها الحيوية. ورد ليبرمان في موقف سلبي، موضحا أن إسرائيل لديها قنوات لنقل مواقفها وخطوطها الحمراء إلى الأطراف المعنية.

طبعا اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا يتجاهل تماما المطالب الصهيونية، حول تموضع القوات الإيرانية ومقاتلي حزب الله، وتزعم المصادر الصهيونية أن هناك  حوالي 300 من رجال حزب الله النظاميين الذين يقومون بنقل أسلحتهم في مخيمات جيش الأسد، على مسافة تتراوح بين 5 و 20 كيلومترا من الحدود.

لكن مخاوف الكيان الصهيوني تتعدى بكثير رعب الوجود العسكري فقط بل ما بعد ذلك: هذا يعني فقط القوى العاملة؟ وماذا عن البنية التحتية؟ وأينما وصلت القوات العسكرية، من الممكن تقدير أنها تقوم بإنشاء قواعد ومعدات ومعدات متطورة، وتركيب نظم لوجستية واستخباراتية للمراقبة وأجهزة الرادار.

ومع وجود أو عدم وجود أجهزة المخابرات، حتى لو لم يكن هناك في نهاية المطاف وجود بالقرب من مرتفعات الجولان، فإن التدخل الإيراني هو حقيقة شبه تامة. في اللحظة التي قررت فيها الولايات المتحدة التخلي عن سوريا، و تركتها كمجال نفوذ روسي.