Menu

قادة صهاينة: لايوجد احتلال ويجب نقل تجربة بيت إيل إلى النقب

سيدة فلسطينية تشق طريقها وسط الجنود المحتلين في معبر قلنديا في الضفة الغربية

بوابة الهدف/منابعة خاصة

اليمين الصهيوني لايعترف بالاحتلال، ولاشك أن المستوطنين رأس حربة هذا اليمين، كما أنه رأس حربتهم في السياسة الصهيونية وداخل الخط الأخضر، وعندما يرى أي عاقل وزراء الحكومة الصهيونية يلقون الخطب العنصرية التحريضية في مستوطنة بيت إيل في ذكرى انشائها، ويرى نتنياهو يزور كتلة غوش عتصيون الاستيطانية ويعد بربطها نهائيا ب القدس ، ثم يستمع إلى تصريحات هذا الصهيوني وهو  يقول يوم أمس أن المستوطنات وجدت لتبقى، وأنه لن يكون هناك انسحاب وباقون إلى الأبد في الضفة الغربية، من يسمع هذا الهراء الفاشي كله، عليه ألا يستغرب أن يقف وزير في حكومة نتنياهو ويدعو جميع اليهود لاقتحام المسجد الأقصى، ألم يكن اقتحام المقبور شارون للمسجد الأقصى فاتحة وشرارة الانتفاضة الثانية، ألا يعلم هؤلاء إن دعواتهم ليست سوى دق طبول حرب، واستفزاز للشعب الفلسطيني، الذي نجح في اخضاعهم وكسر عندهيتهم في معركة الأقصى الأخيرة ولايمانع من إعادة الكرة.

لايوجد احتلال، هذا ما يزعمه وزير التربية نفتالي بينت، الذي دأب على حشو رؤوس التلاميذ بقيم حزبه الرجعي (البيت اليهودي) المشبع بالكراهية ضد الفلسطينيين، وكل ماهو عربي. ولايجب استدعاء اليهود إلى أرضهم باعتبارها محتلة، هذا ما يزعمه، مدعيا أن كلمة "الاحتلال " تختفي تدريجيا ، ولايوجد اليوم حديث عن "المناطق" بل "يهودا والسامرة". أوري أرييل وزير الزراعة الصهيوني أراد الرد على السماح بيوم واحد لاقتحام الأقصى من قبل أعضاء الكنيست، فدعا لاقتحامه من قبل "كل الإسرائيليين".

وكان يتحدثان  في الذكرى الأربعين لأنشاء بيت إيل، التي أقيمت على أراض فلسطينية، ونعلم أنه لايوجد بين النهر والبحر أراض غير فلسطينية على أي حال، ولكن حتى ضمن المصطلحات الصهيونية الاحتلالية وضمن القانون الدولي الأعوج، فإن هذه المستوطنة يجب تفكيكها في النهاية، فلايوجد مكان لستة آلاف مستوطن في خاصرة رام الله، يعلم الجميع أن هذا لا يمكن أن يستمر. رغم أن الوزير الفاشي يأمل أن تتحول هذه المستوطنة إلى مدينة كبرى تبدو رام الله بجانبها (57 ألف نسمة) مجرد حي صغير. وهذا هو جوهر التخطيط الاستيطاني تحويل المدن الفلسطينية إلى هوامش للمستوطنات، وللبؤر العشوائية التي تقام دون رادع.

ولكن ليس فقط في الضفة، ديفيد بيتان رئيس الائتلاف الصهيوني وزعيم كتلة الليكود في الكنيست صوب في اتجاه آخر، وهو ما اعتبره خطر البدو في النقب، البدو الفلسطينيين أصحاب الأرض التاريخيين، أصبحوا مجرد تهديد ديمغرافي يعيق التنمية الاستيطانية بالنسبة لليمين الصهيوني الذي لم يقصر منذ عقود في حصارهم وترحيلهم وقمعهم وهدم قراهم وسحب هوياتهم، وديفيد بيتان يستصرخ رواد الاستيطان، ويعلن أن هناك حاجة للمزيد منهم لحل "مشكلة البدو في النقب". مطالبا أن تكون بيت إيل نموذجا لمشروع مماثل في النقب.

بيتان، الذي يسمى " كلب هجوم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو"،هاجم بشدة الحكومات السابقة قبل حكومة سيده بسبب تقصيرها في دعم بيت إيل، وأكد أن زعيمه ملتزم بخطة 300 وحدة سكنية جديدة في المستوطنة، كتدليل على مكانة المستوطنة في المشروع الصهيوني، وفكرة ضم الضفة أو على الأقل ابتلاعها في ثنايا كتل استيطانية يجري توسيعها ثم ضمها، وهو ما عبر عنه نائب نتنياهو في وزارة الخارجية هوتوفلي الذي وصف مستوطنة بيت إيل بأنها "رمز وطني" بينما اعتبرها نائب ويز الحرب إيلي بن دهان "في قلب الإجماع الإسرائيلي".