Menu

ماذا يريد داعش في سيناء: الكيان وآفاق المواجهة

بوابة الهدف/ترجمة وتحرير: أحمد.م .جابر

لماذا  لاترد القوات الصهيونية على التسريبات الأمنية من سيناء بنفس الطريقة كما تفعل في سوريا؟ ولماذا ضربت داعش مجددا في سيناء بالتزامن مع قصف غلاف غزة، ماهي الاستراتيجية الجيددة بالتحليل الصهيوني؟ نظرة صهيونية معمقة على نشاط تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سيناء، واستهداف التنظيم الارهابي للمصالحة الفلسطينية، وقدرته على التوسع إلى الداخل المصري والتغير الأيدلوجي االهام الذي يطرأ على المنظمة، تلك هي مفاصل المقال الذي كتبه الصحفي الصهيوني روني بن يشاي في يديعوت أحرونوت وتقدم الهدف ترجمة خاصة له.

قال رون بن يشاي ‘ن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يعمل ضد المصالحة الفلسطينية، وزعم رون بن يشاي أن للهجوم المزدوج في منطقة سيناء ليلة الأحد علاقة وثيقة بهذا الأمر.

وقال التحليل أن تنظيم الدولة الإسلامية نفذ تحركا استراتيجيا في سيناء، فأطلق أولا صواريخ على منطقة غزة (تحدث الإعلام الصهيوني عن صاروخين سقطا في منطقة مفتوحة في ما يسمى إقليم أشكلون" وبعدها بساعات كان هناك هجوم عنيف على الجيش المصري في منطقة الشيخ زويد قرب العريش.

ما العلاقة بين العمليتين:

يقول المحلل أن المنظمة التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجومين استهدفت غرضين مترابطين، الأول إثبات أنه على الرغم من تعرض معاقلها في سوريا والعراق لضربات موجعة، فإن (داعش) ما تزال حية ترزق، والغرض الثاني هو تعطيل اتفاق المصالحة بين حماس وفتح وتعقيد العلاقة بين مصر وغزة.

ويذهب رون بن يشاي إلى أن المصالحة الفلسطينية وبصورة خاصة الجزء منها المتعلق بالتعاون مع مصر، يتناقضمع مصالح داعش،  لذلك جاء إطلاق الصواريخ لزيادة التوترات والدفع إلى تصعيد عسكري وصراع نشط بين حماس والكيا.

ويعتقد التحليل أن من المحتمل أن ينقل التنظيم الإرهابي نشاطه الرئيسي من سوريا والعراق إلى شبه جزيرة سيناء. ويزعم أن غرضا آخر من العمليتين وإعلان الوجود، يهدف إلى جذب النشطاء الفارين من سوريا والعراق والبحث عن مجال جديد وأرض جديدة للنشاط.

ويزعم روني بن يشاي أن (داعش ) اضطر إلى التخلي عن جزء مهم من أيدلوجيته، وهو ما كان يفصله عن تنظيمات أخرى مثل القاعدة والجماعات السلفية وهي فكرة (الخلافة) التي كانت في لأصل واحدة من الأشياء التي سمحت لداعش بالحصول على الكثير من رأس المال نتيجة لاستعباد السكان المحليين، وبيع النفط من الآبار والمطالبات بفدى لإطلاق رهائن وفرض الضرائب وغيرها من الموارد،  وكل هذا ينزلق من أصابع داعش الآن وتتسرب مناطق الخلافة في سوريا ليد الجيش السوري المدعوم روسيا وإيرانيا.

قناتين جديدتين

ونقل الصحفي الصهيوني عن إدارة الاستخبارات التابعة للجيش الصهيوني أنها قدرت مبكرا أنه في مثل هذه الحالة –فقدان أرض الخلافة- سيسعى التنظيم إلى إيجاد قناتين بديلتين، الأولى عبر الهجمات الجماعية في أوربا الغربية وأمريكا الشمالية وأفريقيا، والتي يزعم أنها لاتتم فقط من قبل نشطاء ومنتسبي داعش بل أيضا من سكان محليين يستوحون أساليب داعش كما تبث في الإعلام،  وتسمى "الهجمات الإلهام"، كما يطلق عليها في الغرب، والتي  تسمح لداعش بالحفاظ على هيبة وأنصار على الرغم من الضربات التي يعاني منها في الشرق الأوسط.

القناة الثانية هي اللامركزية في نشاط داعش خارج سوريا والعراق. حيث فشلت محاولة تحويل ليبيا إلى مركز داعش، وترك أعضاء المنظمة في المقام الأول في سيناء ومنطقة بوكو حرام للنشاط في أفريقيا.

ويرى التحليل أن شبه جزيرة سيناء، على الرغم من كونها منطقة محدودة تقاتل فيها الحكومة المصرية باستمرار التنظيم الإسلامي، لا تزال مكانا جذابا حيث أن داعش غالبا ما تحقق إنجازات. كما تهدد المنظمة قناة السويس والسفن التي تعبرها وهي قادرة على توسيع نشاطها من هناك إلى الداخل المصري.

تعقيدات قبلية وخسائر داعش من المصالحة

يشرح التقرير الصهيوني أيضا دور القبائل في سيناء والتي تمنكنت مؤخرا من تقييد نشاط داعش إثر الوعود التي تلقتها من الحكومة المصرية، بالتوقف عن تفكيك النسح التقليدية للقبائل التي تميز بدو سيناء،  رغم أن المنظمة  لا تزال نشطة في شمال سيناء وتقوم بتنفيذ هجمات انتحارية وهجمات ناجحة على الجيش المصري والشرطة. وهذه الهجمات ليست قاتلة فحسب بل متطورة أيضا، ولأنها تنفذ في عدة أماكن في وقت واحد، فإنها دائما ما تكلف القوات المصرية خسائر باهظة،  رغم أن القوات المصرية الجوية والمدرعة تعمل بشكل غير محدود، في حين تغض حكومة الإحتلال الصهيوني الطرف عن كميات هائلة من القوات والأسلحة المصرية التي تصل لى سيناء في تناقض مع الملحق الأمني ​​لاتفاقية كامب ديفيد.

يزعم التحليل الصهيوني أن الاتفاق بين مصر وحماس، حرم تنظيم داعش من دعم أيدلوجي ولوجستي مهم كان يتمثل في نقل المصابين من التنظيم الإرهابي إلى غزة،  ولكن الزعيم الجديد لحماس يحيى السنوار فضل تخفيف محنة سكان غزة والتوصل إلى اتفاق مع مصر واتفاق المصالحة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدلا من الاستمرار في التحالف والمساعدات المقدمة للمنظمة الإرهابية في سيناء حسب الزعم الصهيوني.

.لهذا، يزعم بن يشاي، تم تكثيف الإجراءات الأمنية في محور فيلادلفيا، ومنع أنصار داعش من التحرك في المنطقة، واعتقال نشطاء التنظيمات السلفية، التابعة لداعش،  لذلك نشأت ظروف دعت (داعش) لتكثيف محاربة أعدائه، ويزعم التقرير أن عملية الأحد أدت مهمتها على الأقل للمدى القصير، فم يفتح معبر رفح المغلق منذ أربعة أشهر، الإنجاز الثاني هو إطلاق الصواريخ على الكيان، ويظن التنظيم أن هذا يعزز مكانته في العالم الإسلامي ويقوي صورته كمنظمة لا تحارب المسلمين فحسب بل أيضا اليهود وغيرهم من الهراطقة.

سياسة مزدوجة في الرد على التسريبات 

في هذا الوضع، يرى التقرير أن الكيان يواجه معضلة حيث ترتسم السياسة الصهيونية بأنه في حال حدوث أي اختراقات سواء من سوريا أو غزة فإن من يحكم هو الذي يتحمل المسؤولية، ويشن الجيش الصهيوني هجمات ضده،  فالنيران "غير المباشرة" من سوريا، على سبيل المثال، تؤدي إلى هجمات محدودة على مواقع الجيش السوري، كما أن إطلاق الصواريخ من غزة - تؤدي إلى هجمات محدودة على مواقع حماس. ولكن في سيناء القصة مختلفة. شبه الجزيرة هي منطقة ذات سيادة المصرية، والمصريين خصوصا الرئيس عبد الفتاح السيسي وشعبه، خوفا على الكرامة الوطنية لبلادهم لن يتسامحوا مع النشاط العسكري الإسرائيلي على أراضيهم، حتى ضد داعش، كما يزعم، وبسبب حساسية المصريين يزعم التقرير أن الكيان يتجنب مهاجمة أهداف في شبه جزيرة سيناء، طالما لا يوجد  مخاطرملموسة على حياة الصهاينة في الكيان،  كما حدث عام مثل في عام 2012 عندما أحبطت هجوما في منطقة كرم أبو سالم،  في مثل هذه الحالة، تتصرف إسرائيل دون الحصول على إذن، ولكنها تبقي رد فعلها منخفضا حتى لا تغضب المصريين.

ويقول التقرير أن مصادر داخل داعش والصحافة الأجنبية تدعي أن الكيان الصهيوني يشن هجمات سرية ضد داعش في سيناء عندما يحصل على معلومات استخبارية ذات صلة للقيام بذلك.  ويرى أن إطلاق الصواريخ يوم الأحد لايتبع أي من الفئات التصنيفية التي تتيح للكيان الرد، وعندما يأتي الاختراق من سيناء  تمارس إسرائيل ضبط النفس وتسمح للمصريين بالتصرف، خاصة وأن الجيش المصري حساس للغاية في هذه الأيام بعد جرحه في هجوم صباح الاثنين في الشيخ زويد. ما حدث ليلة الأحد ربما يمثل بداية لنقل النشاط العسكري الرئيسي لداعش من سوريا والعراق إلى سيناء. والجيش الصهيوني ومؤسساته الأمنية يستعد لهذا الاحتمال كما يقول التقرير.