Menu

استهداف وحدة الدولة الوطنية وفكرة العروبة هما وراء الفوضى السياسية والأمنية في المنطقة.

محمّد جبر الريفي

ما يجري في المنطقة العربية من فوضى سياسية وامنية اداتها التنظيمات الارهابية الظلامية المتطرفة كتنظيم داعش وغيره من أصحاب الفكر التكفيري المنحرف وكذلك القوى السياسية الطائفية والتنظيمات الكردية المسلحة التي تجد الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية ..هذه الفوضى السياسية والأمنية في سوريا و مصر وليبيا واليمن هو مخطط تامري من أعداء الأمة العربية يتوافق مع أهداف الكيان الصهيوني والدول الغربية الراسمالية خاصة التي لها ماض استعماري في مزيد من تجزئة الدول العربية خاصة في منطقة الجوار لفلسطين المحتلة والعنوان الأبرز لهذا المخطط هو العداء للفكرة الوطنية والقومية وتفكيك النسيج الاجتماعي لشعوب الأمة العربية فالفكر الظلامي الي يدفع التنظيمات التكفيرية للقيام بالعملبات الارهابية الإجرامية ضد قوات الشرطة والجيش في مصر كما حدث بالأمس هو فكر معاد للفكر الوطني المصري الذي كان وراء انطلاق الثورات الوطنية المصرية كالثورة العرابية وثورة 1919 وثورة 23 يوليو المجيدة ..

كما أن الفكر الطائفي الذي يستمد مرجعيته من مراجع دينية خارج الوطن العربي هو الذي يحرك الصراع الطائفي في العراق بين المذهب الشيعي الذي وصل أتباعه إلى الحكم في بغداد بعد الاحتلال الأمريكي الذي قضى على نظام حزب البعث العربي الاشتراكي وهو حزب قومي وبين أهل السنة في حين تسعى القوى السياسية العرقية التي تحاول ضرب وحدة العراق وسوريا تحت عنوان اقامة دولة كردية تشكل شوكة في جنب الوطن العربي في المشرق العربي الذي نما وترعرع وانتشر منه الفكر القومي ..

ما يحدث الآن في المنطقة العربية إذن هو بالدرجة الأولى القضاءعلى وحدة الدولة الوطنية العربية الحديثة التي حصلت على الاستقلال الوطني من الاستعمار الأوروبي وكذلك ايضا القضاء على فكرة العروبة وعلى المشروع القومي الذي يرفع شعار الوحدة العربية كطريق وحيد للشعوب العربية للحصول على الاستقلال الحقيقي والخروج من دائرة علاقات التبعية بأحداث عملية تنمية شاملة اعتمادا على توظيف مقدرات وإمكانيات الامة خاصة أموال ثروات النفط المودعة في المصارف الغربية والمهددة بالتجميد والمصادرة .

امام هذه الحالة السياسية التي عليها الوضع العربي لابد للقوى الوطنية والقومية العربية من إعادة الاعتبار لشعار الوحدة العربية الذي غاب عن الخطاب السياسي العربي بسبب إعطاء الاهتمام بحل المشاكل والأزمات المعيشية ال قطر ية وكذلك تعزيز حالة الوحدة الوطنية في كل قطر عربي باعتماد الديموقراطية الكاملة والشاملة كأسلوب وحيد لتجديد القوى الوطنية نفسها حتى تكون قادرة على حماية الكيان الوطني والهوية الوطنية من محاولة التجزئة والطمس ...وهكذا فان الوحدة العربية والوحدة الوطنية والديمقراطية هم أمضى أسلحة لشعوب المنطقة العربية لحماية وجودها السياسي والاجتماعي في مواجهة هذه الفوضى السياسية والأمنية التي تقف وراء أحداثها قوى إقليمية ودولية في حين اداتها في ساحة الصراع قوى داخلية باتت خارج نطاق التاريخ المعاصر .