Menu

تحليلات العدو في حيرة: هل ستتمكن التكنولوجيا الجديدة من ردع الأنفاق؟

بوابة الهدف/منابعة خاصة

بعد استثمار مليارات الشواكل وتدابير لا تحصى ضد أنفاق المقاومة، هل تصدق مزاعم الكيان الصهيوني هذه المرة بأن نظام استشعار ذكي صهيوني الصنع سيكون الحل الفعال ضد تهديدات الأنفاق كما تزعم القيادة العسكرية الصهيونية؟

بعد  أكثر من عشر سنوات من محاولات لإيجاد طرق مبتكرة لتحييد تهديد الأنفاق التي حفرتها المقاومة الفلسطينية و بعد سلسلة من التجارب السرية، وكلها بمليارات الشواقل، يزعم الجيش أن مستوطني الجنوب سينامون ليلهم مرتاحي البال.

في تقرير نشرته صحيفة يديعوت يدّعي أنّ النفق الذي حفرته سرايا القدس اخترق الحدود بعشرات الأمتار وعلى بعد كيلو متر واحد فقط من انشاءات جدار غزة التي تقوم دولة الاحتلال ببنائه. والذي يقول العدو أن قوة بشرية ضخمة تعمل عليه وكسارات وأدوات بناء عملاقة وأنه يُبنى في الأجزاء الأكثر عرضة للتهديد ولكن ذلك لم يردع حفاري الأنفاق الفلسطينيين عن التقدم.

وزعم الجيش الصهيوني على لسان قائد المنطقة الجنوبية أنه بات الآن يستخدم نظاماً مركباً من التكنولوجيا المتقدمة وأجهزة الكشف وتحليل المعلومات عبر مختبر خاص أقيم لهذا الغرض، وقال إن هذه التقنية  تم تطويرها من قبل شركة "إسرائيلية"، لمكافحة الأنفاق، معتمدة  على أجهزة استشعار حساسة للغاية، ولكن لا يزال ينبغي التغلب على نقطة ضعف أساسية بخصوص موثوقية البيانات التي تفسر نتائج الاستشعار.

 حيث أن بيانات خاطئة كان يجري تفسيرها خطأ على مدار سنوات وكان يعتقد أنها صادرة عن حفر الأنفاق بينما كانت تصدر في الحقيقة بسبب تحرك عشرات المركبات الثقيلة من ناقلات جند مدرعة ودبابات جيش العدو وعربات المزارعين. وكثيراً ما أدى ذلك إلى قيام قوات الأمن بالبحث عن الأنفاق عبثاً. هذه المرة، على ما يبدو، وقد أثبت النظام الجديد فعالية في التمييز كما يزعم التقرير.

أما خطة العدو للتصدي للأنفاق بشكل شامل فتشمل عدداً من الإجراءات وهي عرقلة مادية للأنفاق باستخدام جدار خرساني سميك يخترق الأرض بعمق مع تحديد متى يتم حفرها مع أجهزة الكشف الحساسة. بعد تحديد نقاط ضعف الأنفاق والتجاويف فإنه يدمر النفق تلقائياً عن طريق ضخ الاسمنت السائل. ويزعم التقرير أن النظام قادر أيضاً على التغلب على مشكلة أخرى تثير القلق في جيش العدو: أن تحفر المقاومة أنفاقاً تحت الجدار نفسه.

 وقال القائد الصهيوني أنه من المتوقع أن يكتمل الجدار خلال العامين القادمين. وفي غضون ذلك، سيواصل الجيش الصهيوني تحديد الأنفاق وتدميرها باستخدام الطريقة نفسها التي اتبعها يوم الاثنين. ومع ذلك، فإن المسؤولين لا يدركون حقيقة أنه حتى عندما يتم الإعلان عن الجدار، فإنه لن يكون قادراً على التخفيف تماماً من الضغط على الجيش. ولن يكون قادراً أبداً على أن يكون بديلاً كاملاً للجندي والاستخبارات البشرية. مثل أي عقبة، سيكون لها نقاط ضعفها مما يجعلها قابلة للتغلب عليها.

ويعترف العدو أنه على الرغم من الاختراقات التكنولوجية، فإن الغالبية العظمى من الأنفاق التي أدت إلى مقتل الجنود واختطاف أورون شاول وهدار غولدين كانت داخل غزة نفسها. وهكذا يستمر تدريب الجنود على التعامل مع الأنفاق دون تحذيرات مسبقة. وقال قائد ميداني صهيوني ليديعوت أنه لا يوجد جندي لا يعرف عن الأنفاق في التدريب، ولكن التحدي الأكبر والأهم هو أولاً تحديد فتحات الأنفاق. وأضاف "ولهذه الغاية، ندرب قواتنا على فهم أنه قد يكون هناك، وليس بالضرورة الاعتماد على تحذير المخابرات عن الأنفاق".