Menu

تقريرعن التورط الصهيوني في المصالحة الفلسطينية

بوابة الهدف/إعلام العدو/ترجمة خاصة

جاء في مقال للصحفي للصهيوني بن كاسبيت في المونيتور، أن الكيان المحتل لم يقرر بعد إذا كانت المصالحة الفلسطينية جيدة أم سيئة لمصالحه رغم أن المعلومات تظهر تورطه في انجازها وفي خطواتها جميعا.

وكان الكيان الصهيوني قدر بالتشكك حيال المصالحة واعلنت على الفور انها لن تجرى اي مفاوضات مع اي حكومة فلسطينية "تضم حماس". والواقع أنه كان يخلق حجة دبلوماسية يمكن أن يستخدمها لمنع أي جهود لتجديد المفاوضات الدبلوماسية بينه وبين الفلسطينيين.

وفي الوقت نفسه، خلف الكواليس، أبلغت "إسرائيل" مصر والأميركيين بأنها ستقيم مبادرة المصالحة على أساس أدائها وتطوراتها على أرض الواقع. إن تفسير هذا البيان واضح إلى حد ما: إن "إسرائيل" تتابع ما حدث باهتمام كبير وستتخذ قرارات بناء على كيفية تكشف الحالة على أرض الواقع. ولا تستبعد أي إمكانية، بما في ذلك المصالحة. وفي حين أن إسرائيل أغلقت هذا الاحتمال علنا ​​لكنها  وفي الوقت نفسه، فتحت أيضا العين الساهرة، وأسست قناتها الخلفية لهذه المفاوضات.

على مدى الأسابيع القليلة الماضية، علمت "المونيتور" أن السياسة "الإسرائيلية" الرسمية الرسمية المعارضة للمصالحة تختلف عن ما يحدث في القنوات الخلفية. والواقع أن "إسرائيل" تشارك بعمق في هذه القنوات، بأقصى الطرق الممكنة. أكثر من ذلك. ورغم أن "إسرائيل" لم تبدأ هذه المصالحة، فإنها تعمل على ضمان نجاحها تقريبا منذ لحظة بدء الجهود. بدأت في الانخراط بعد ضغوط مكثفة في المقام الأول من واشنطن والقاهرة، وهي العواصم الصديقة لـ " إسرائيل"  بشكل عام ونتنياهو على وجه الخصوص خلال العام الماضي.

يحاول نتنياهو إقامة خط ثقة وتعاون استراتيجي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ونظرا لأنه يتعامل مع ترامب، فهذه مهمة ليست سهلة. فليست هناك وكالة استخبارات واحدة في العالم يمكنها التنبؤ بحسابات الرئيس الأمريكي وأعماله. ومع ذلك، بعد أن أدرك نتنياهو كيف استثمر الأميركيون واستثمرهم بشكل وثيق في المصالحة الفلسطينية على المستوى الاستراتيجي، خلص إلى أن "إسرائيل" لا يمكن أن تقف ضدها ثم تصرفت وفقا لذلك.

ولدى نتنياهو أيضا علاقة دافئة، إن لم تكن حميمة، مع الرئيس المصري السيسي. وتقول مصادر مشتركة في الاتصالات أن العلاقة بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي لم يسبق لها مثيل في تاريخ العلاقات بين الطرفين منذ توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية قبل 40 عاما تقريبا (1979). هنا أيضا، أدرك نتنياهو أنه لا يستطيع تهديد هدف السيسي الأهم: إطلاق تحرك استراتيجي يضمن الهدوء النسبي على طول حدود سيناء. حيث يزعم أن فصل  حماس عن منطقة داعش في سيناء يجب أن يسمح للسيسي باستعادة السيطرة على شبه جزيرة سيناء في سلام وهدوء نسبيين دون القلق بشأن ما يحدث في غزة.

ويقول بن كاسبيت أنه منذ إعلان المصالحة قبل عدة أسابيع، شاركت "إسرائيل" بعمق في مختلف مراحل تقدمها على الأرض، ولعبت دورا سريا في الاتصالات بين حماس وفتح، وذلك بوساطة من مصر ومختلف البلدان الأخرى.

ووفقا لدبلوماسيين غربيين نشط في الساحة المصرية الإسرائيلية، ممثلين كبار من الموساد، الشاباك، أمان (شعبة الاستخبارات العسكرية)، وقوات الجيش، منسق أعمال الحكومة الاحتلالية في المناطق المحتلة وكانت هذه الجهات تزور مصر بشكل منتظم لم يسبق له مثيل خلال الأسابيع القليلة الماضية. حتى أنهم كانوا يسافرون على متن طائرة خاصة على أساس يومي تقريبا، لخفض المسافة القصيرة بالفعل بين تل أبيب والقاهرة. وتجري هذه الاتصالات مع وزير الاستخبارات المصري ورؤساء أجهزة الاستخبارات في البلاد، وبمعرفة السيسي نفسه وتحت إشرافه. وشاركت "إسرائيل" في نقل المعابر الحدودية من حماس لجماعة عباس وهي الآن متورطة بشدة مع كبار المسؤولين من  فتح للتعامل مع هذه المسألة، وكذلك مع جميع المسائل المتعلقة بإدارة المعابر الحدودية والترتيبات الأمنية وقوائم العبور، وما إلى ذلك. وما زال على إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت المصالحة الفلسطينية تطورا إيجابيا أو سلبيا لمصالحها الاستراتيجية الطويلة الأجل. ولا تزال المناقشات حول هذا الموضوع تجري بانتظام في مجلس الوزراء الإسرائيلي ومجلس الأمن القومي ومختلف أجهزة الاستخبارات. وهناك خلافات في في المؤسسة الأمنية حول هذا الموضوع، حيث يعتقد البعض إنها  سيئة بالنسبة "لإسرائيل". على العكس من ذلك، على مدى الأسابيع القليلة الماضية، يعتقد المزيد من الضباط أن عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة ونقل السيطرة على المعابر الحدودية تشكل رصيدا استراتيجيا. ويؤكدون أن هذا من شأنه تحقيق الاستقرار في النظام ويقلل من فرص أي تدهور سريع للصراع العسكري، كما حدث في 2014.