Menu

في القمّة الإسلامية: عباس يُطالب بنقل ملف الصراع للأمم المتحدة.. ويُؤكّد "قرار ترامب لن يمرّ"

محمود عباس خلال كلمته في القمة

إسطنبول - بوابة الهدف

قال الرئيس محمود عباس إن واشنطن "اختارت أن تفقد أهليّتها كوسيط، وأن لا يكون لها دور في العملية السياسية"، بعد قرارها الاعتراف ب القدس عاصمةً لدولة الاحتلال.

وأضاف في كلمته خلال مؤتمر القمة الإسلامية الطارئة المنعقدة في مدينة اسطنبول التركية اليوم الأربعاء "إنّ الخطوات الأحادية للرئيس ترامب، لن تعطي أية شرعية لإسرائيل في القدس"، مُشدّدًا على أنّه "لا يمكن أن تكون هناك دولة فلسطينية دون أن تكون مدينة القدس عاصمة لها، بل ولن يكون هناك سلام في المنطقة وفي العالم دون ذلك".

وقال "في حال استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، فإننا غير ملتزمين بأي اتفاق بيننا وبينهم، ومن ضمن ذلك اتفاق أوسلو"، داعيًا الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي لتحديد علاقتها بدول العالم بناءً على مواقفها وردود أفعالها من قضية القدس، إضافة لاتخاذ مواقف وإجراءات سياسية واقتصادية تجاه دولة الاحتلال. مُطالبًا دول العالم بمراجعة اعترافها بـ"إسرائيل" التي ما تنفكّ تخرق جميع القرارات الدولية منذ قيامها.

ودعا إلى التوجه بمشاريع قرارات لمجلس الأمن، ولكل مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بهدف إبطال القرارات الأمريكية بشأن القدس، وكذلك دعم مساعي دولة فلسطين في الانضمام لجميع المنظمات والمعاهدات الدولية، وتكثيف الجهود من أجل نيل دولة فلسطين عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة.

وأضاف أنّ قرار ترامب "لن يمر، بعد ما رأيناه من دول العالم بوقوفها ضد هذا القرار الظالم". وطالب بعقد دورة خاصة لمجلس حقوق الإنسان الدولي، ودعوة المؤسسات الأممية ذات الصلة كافة للقيام بمسؤولياتها.

وجدّد الرئيس التزامه "بالسلام القائم على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية"، مطالباً بنقل ملف الصراع برمته للأمم المتحدة، وتشكيل آلية جديدة تتبنى مساراً جديداً لضمان تطبيق قرارات الشرعية الدولية وتحقيق السلام الشامل والعادل.

من جهته طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي افتتح القمّة، واشنطن بالتراجع عن قرارها "الاستفزازي"، محذرًا من أنّ هذا القرارات "تؤجج الثقة بالقانون الدولي والأمم المتحدة."

وناشد أردوغان الدول المتمسكة بالقانون الدولي الاعتراف بالقدس عاصمة لفلسطين، وقال مُخاطبًا أمريكا "إن كنتم غير محقّين فأنتم لستم أقوياء". مُشدّدا على أنّها فقدت دور الوسيط وعليها أن تتحمل ذلك، وأنّها بموقفها الداعم للكيان تُشجّع كافة المتطرفين.

وقال "انّ القدس خط أحمر بالنسبة إلينا، وهي أرض أبديّة للمسلمين". داعيًا الدول للاعتراف بدولة فلسطين. مُشيرًا إلى أنّ التزام الحياد في هذا الشأن هو "رضا بالظلم". مطالباً الدول الإسلامية بتسخير قدراتها المادية والمعنوية من أجل القدس.

وفي كلمة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، قال إنّ انتشار العنف والتطرّف في المنطقة مردُّه غياب الحل العادل للقضية الفلسطينية، مُشدّداً على أنّ "القدس هي الأساس الذي لا بديل عنه لإنهاء الصراع التاريخي".

ووصف القرار الأمريكي بالخطير، مؤكّدًا أنّه يحبط الجهود لاستئناف عملية السلام، وقال "إنّ محاولات تهويد القدس، وتغيـير هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، سيفجّر المزيد من العنف والتطرف، فالمدينة مقدسة عند أتباع الديانات السماوية الثلاثة". وإنّ الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس مسؤولية تاريخية، يتشرف الأردن ويستمرّ بحملها.

وقال مُخاطبًا الدول الحاضرة في القمّة "سنواصل التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف، وأنتم السند والعون للأردن في هذه المسؤولية". وشدّد في ختام كلمته على أنّ " القدس في وجدان كل المسلمين والمسيحيين. وحقّهم فيها أبديٌّ خالد".