Menu

ضد الخيانة

151217_ASH_00 (76)

بوابة الهدف

بعد أكثر من أسبوعين على المواجهة، يبدو أنه إذا كان لجمعة الغضب الثانية عنوان فهو اتساع الهوة بين سقف التضحيات والإرادة الجماهيرية العارمة بالمواجهة في مقابل الموقف الرسمي للنظم العربية على اختلافها، فالأيام باتت عداد لفضح مساحة وعمق تورط بعض هذه النظم في مشروع لتصفية القضية الفلسطينية.

انتقلت نظم عربية عدة من مرحلة التحايل على رد الفعل الجماهيري والرسمي عربياً وإسلامياً، إلى محاولة مفضوحة ومكشوفة لإحباط ردة الفعل هذه عبر أدوات عدة، في واحدة من أبشع الحملات السياسية والإعلامية منذ بداية الصراع مع الكيان الصهيوني، شملت استخدام الإحباط والتسخيف للفعل الجماهيري، ولأي ردود فعل رسمية أو شبه رسمية، في نوع من إعلان الانسحاب من الالتزامات تجاه القضية الفلسطينية، والوقوف بالتضاد مع كل من يتبناها أو يتضامن معها ومع شعبها.

فيما تمضي الجماهير في هبة شعبية  على أرض فلسطين يتسع مداها كل يوم، وتفرز أشكالاً أكثر تعدداً وإبداعية للعمل الوطني، وتمضي أكثر لتشكل أرضية لموقف فلسطيني بإمكانه أن يكون صلب، لو راهنت القيادة والنخب السياسية على عنفوان هذه الجماهير، وفي المشهد العربي عاد عنوان القدس والقضية الفلسطينية ليلعب دوره كعنوان كسر لكل معادلات الاصطفاف الطائفي والمذهبي، وأداة ناجعة لإعادة تصويب بوصلة الشعوب، وإعادة ضبط معايير محاكمة النظم والنخب.

وبدون شك، فإن أحد أهم إنجازات الهبة الجماهيرية الحالية حتى الآن هو سحب العنوان الطائفي من يد النظم الرجعية المتعاونة مع العدوان الغربي، و أشياعها وذيولها في كل بلد عربي، هؤلاء الذين راهنوا على هذا العنوان والسلاح طويلاً كأداة لتغييب إرادة الشعوب وإشغالها في صراعات مصطنعة.

هذا بالذات يضع مسؤولية كبيرة على عاتق قوى المقاومة و أنصارها في عالمنا العربي، فالتحدي الكبير هو استنباط استراتيجية ملهمة قادرة على تحقيق أوسع التفاف شعبي حولها، وقابلة للتحقيق، ترسم سقف سياسي قائم على توزيع الأدوار والأعباء بين مختلف هذه القوى، وتعزز العامل الجماهيري وترفع من قدرة الشعوب على حمل اعباء هذه المواجهة، وتعزز طاقتها في الصمود.

عنوان الرهان الناجح بات واضحاً، إذا راهنت على شعبك، وعلى تمسكه بقضيته، وقدرته على كسر كل معادلات الردع والإحباط، فأنت بالتأكيد تقف في المكان الصحيح، ولكن عليك الكثير من العمل الواعي والمنظم لضمان تغليب كفة هذا الفريق الذي يدافع عن كرامة هذه الأمة وحريتها.