Menu

لمصلحة مَن انهيار قطاع غزة؟!

وسام الفقعاوي

لمصلحة من انهيار قطاع غزة؟!
قررت مؤسسات القطاع الخاص في قطاع غزة، وقف التنسيق لدخول كافة أنواع البضائع عبر "معبر كرم أبو سالم"، وذلك يوم الثلاثاء القادم وليوم واحد فقط، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها قطاع غزة.
وكانت قد أعلنت ذات المؤسسات في وقت سابق، انهيار كافة مناحي الحياة في قطاع غزة، ونفّذت اضراب تجاري شامل يوم الاثنين الماضي. وقالت في بيانٍ لها، أن "المؤشرات الاقتصادية في قطاع غزة قد وصلت لمستوى غير مسبوق من التدني وأبرزها: ارتفاع معدلات البطالة إلى 46%، وبلغ عدد العاطلين عن العمل ربع مليون شخص، وارتفاع معدلات الفقر لتتجاوز 65%، وارتفاع نسبة انعدام الأمن الغذائي لدي الأسر في قطاع غزة 50%، وارتفاع معدلات البطالة بين الخريجين إلى 67%، وانعدام القدرة الشرائية في كافة القطاعات الاقتصادية، ما أدى إلى نقص في السيولة النقدية الموجودة في قطاع غزة إلى أدنى مستوى خلال عقود، وارجاع عشرات الآلاف من الشيكات نتيجة الانهيار الاقتصادي بكافة القطاعات، وارتفاع عدد التجار الذين سجنوا نتيجة العجز عن السداد كانعكاس للعجز الاقتصادي العام".
إلى جانب ما سبق، كانت الأمم المتحدة حذرت في تقرير صادر عنها، من أن قطاع غزة بحلول عام 2020 لن يكون "صالحاً للحياة". 
قطاع غزة الأعلى كثافة سكانية في العالم، ارتباطاً بصغر مساحته، التي لا تتجاوز 365 كيلو متر مربع، يخضع لحصار متواصل من قبل الاحتلال الصهيوني منذ 11 عاماً، ومثله يضربه الأشقاء، بالإضافة إلى الإغلاق المتواصل والمطول لمعبر رفح، مترافقاً مع تقييد حركة السفر، وتعامل لا إنساني مع المغادرين والقادمين إلى القطاع، سواء داخل المعبر أو على الحواجز العسكرية، كما لم توفر السلطة الفلسطينية القطاع من إجراءاتها العقابية والتي كان آخرها قد بدأ منذ عشرة أشهر، ومنها ما يتعلق برواتب الموظفين، وأزمة الكهرباء، وملف التقاعد المبكر، ووقف توريد الأدوية وتقليص تحويلات العلاج للخارج، وغيرها من القطاعات التي شملتها العقوبات، مضافاً إلى ما سبق، الإجراءات التقييدية التي تفرضها أجهزة حماس ضد المواطنين، مع تعثر ملف "المصالحة"، التي باتت تشكل عامل إحباط ويأس لا فاتحة أمل أمام الناس. 
السؤال الموجع: لمصلحة من انهيار قطاع غزة سوى للاحتلال أولاً وأخيراً؟!! فهل تقبلون أن تكونوا شركاء له؟! هذا خياركم.. أما خيارنا، فهو: ستبقى غزة ولاّدة للهوية الوطنية الفلسطينية، والمعين الذي لا ينضب، ونبع الثورة الدائم، والمكان الذي يجمع كل أسماء المدن والبلدات التي هُجر منها أهلها عام 1948، ليذكرنا بأكبر عملية تطهير عرقي جرت في القرن العشرين... وستبقى غزة دائماً كما يحلو للصديق والمثقف الكبير غازي الصوراني أن يوصفها: سفينة نوح الفلسطينية.