Menu

يوم الأرض.. يوماً للنضال الوطني والقومي

غازي الصوراني

تجهيزات مسيرة العودة الكبرى شرقي قطاع غزّة

الثلاثون من آذار، ذكرى لها دلالتها في تاريخ الحركة الوطنية للشعب الفلسطيني، في ذلك اليوم من عام 1976، هبت الجماهير الفلسطينية في الجليل والنقب ومناطق الاحتلال1948 وشاركتها الجماهير الفلسطينية في باقي الأراضي المحتلة عام 1967 والشتات ضد عملية وسياسة المصادرة للأراضي التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية , ووقف الشعب الفلسطيني يدافع عن الأرض التي أنجبته واحتضنته عبر آلاف السنين , أعطاها دمه وعرقه وعقله وأودعها أحلامه, وأعطته مأواه وخبزه ووطنه وهويته الإنسانية.فإذا كان صراعنا نحن الفلسطينيون ضد الدولة الصهيونية هو صراع وجودي، فهو أيضاً من أجل فتح أفق الثورة الوطنية الديمقراطية في كل قطر عربي على طريق التوحيد القومي و التطوّر و الحداثة و الدمقرطة والعدالة الاجتماعية بآفاقها الاشتراكية، الأمر الذي يجعل معالجة المسألة الفلسطينية متضمّنة في المشروع القومي الديمقراطي العربي، و يؤسس في سياق النهوض الشعبي العربي إلى تغيير موازين القوى لحساب مصالح ومستقبل الجماهير الشعبية العربية.

و ضمن ذلك ليس من الممكن التفكير ب فلسطين ككيان قطري، و هذا يعني تأكيد الطابع العربي لفلسطين مقابل " تهويدها" ما يؤكد على أن النضال الفلسطيني لا يمكن أن ينعزل عن عمقه العربي وأن لا آفاق له سوى أن يكون رأس حربة النضال التحرري والديمقراطي العربي كله

انطلاقاً من ذلك يمكن أن يصاغ الحل، على أساس أن فلسطين جزءاً من دولة عربية ديمقراطية موحدة وأن تتحقق عودة اللاجئين الذين شُرِّدوا منها بالرغم من كل الصعاب أو "المستحيلات" التي يزعمها البعض أن شعبنا الذي رسم بالدم – آلاف المرات – خارطة الوطن عبر نضاله وتضحياته من أجل حق العودة هو شعب قادر -مهما طال الزمن- على تحقيق حلم الانتصار.

يمثل يوم الأرض بالنسبة لنا.. يوم لإعادة الاعتبار لأولوية النضال ضد المشروع الصهيوني، الهادف إلى إلغاء الوجود الفلسطيني بعد أن ضرب قادته المادية فوق أرض وطنه عام 1948، في أكبر عملية تطهير عرقي جرت في القرن العشرين، وأولوية إعادة الاعتبار تلك مدخلها الإنسان الفلسطيني كجوهر لاستمرار الوجود وتأكيد الهوية العربية الفلسطينية، وكقيمة لا يمكن أن يستقيم الوضع الفلسطيني دون أن يكون هو محور الأداء الفلسطيني، وتعزيز صموده فوق أرض وطنه، وحمايته وصيانة كرامته وحفظ حقوقه الإنسانية، التي بدونها يصعب الحفاظ على حقوقه وطموحاته وآماله الوطنية.

لقد استطاع المشروع الصهيوني الاستيطاني – الاجلائي –الاحلالي، أن يواجهنا بكامل طاقته وقدراته وإمكاناته من خلال المستوطنين الذين جلبهم من مختلف أصقاع الأرض دون أية روابط قومية تجمع بينهم، سوى الرواية الدينيةالتوارتية المختلقة والمزيفة، ليشكلوا قاعدة متقدمة للمشروع الإمبريالي الصهيوني، الذي يهدف إلى السيطرة والهيمنة على كل الوطن العربي، ونهب خيراته وثرواته واحتجاز تطور شعوبه، وضرب مرتكزات وحدتها القومية، وصولاً إلى إخضاع كامل تساهم فيه أنظمة الرجعية العربية.

إن النضال ضد المشروع الإمبريالي الصهيوني، لا يمكن فصله عن نضال الشعوب العربية من أجل استرداد كرامتها وحقوقها الوطنية والاقتصادية والاجتماعية، في الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية بآفاقها الاشتراكية، عن النضال ضدأنظمتها الرجعية الخاضعة والتابعة للهيمنة الإمبريالية ممثلة بالولايات المتحدة، التي لا تتعامل معهم سوى من بوابة بئر النفط، واستمرار نهب أموال الشعوب العربية، وليس أدل على ذلك مما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: " السعودية ثرية جدًا وستعطينا جزءاً من هذه الثروة".. أي امتهان ذلك، وأية أنظمة تلك التي لا يحركها أي واعز وطني أو قومي..!!.

هنا لا يمكن اختصار يوم الأرض وما يمثل ويجسد، بما جرى في الثلاثين من آذار عام 1976، في الجليل والمثلث والنقب، ببعده الفلسطيني فقط، بل باعتباره يوماً للنضال الوطني والقومي، الذي وصل مداه إلى كل العواصم العربية، التي ستجدد ثوراتها الحقيقية، التي سيكون جوهرها تحقيق حريتها وحرية فلسطين أرضاً وشعباً.