قال تحليل فس "الجيروزاليم بوست" كتبه مايكل ويلنر أن من المفارقات، أنه لو سئل المسؤولون "الإسرائيليون" عن "الهدية" الدبلوماسية التي كانوا يريدونها في عيد الميلاد الماضي، فإن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس لن يكون على رأس القائمة.، رغم أن هذه الخطوة تم الترحيب بها على نطاق واسع وبشكل مثير، رغم أيضا أن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة "لإسرائيل" ونقل السفارة المطلوبة كانت عملية رمزية إلى حد كبير كما أوضح أكثر من مسؤول أمريكي وكما فهم أيضا أكثر من مسؤول في الكيان.
وهذا الأمر حسب تلك التصريحات لم يكن له تأثير على موقف واشنطن منذ فترة طويلة أن مصير المدينة المقدسة سوف يتعين بالتفاوض مباشرة بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين. حيث قال الأميركيون إن وضع القدس كعاصمة “لإسرائيل"، كليًا أو جزئيًا، هو ببساطة واقع وسيظل كذلك. وأضافوا أن الحقائق يجب أن تكون الأساس للمفاوضات المستقبلية.
ما الذي ستأتي به إذن الخطوة التالية من ترامب تجاه الفلسطينيين؟ والتي أشار إليها الرئيس الأمريكي في احتفالية فيرجينيا الغربية؟ حيث قال ترامب للحشد متحدثا عن قرار القدس "تعرفون ماذا سيطلب من إسرائيل في المفاوضات وهو أن تدفع ثمنا باهظا لأنهم فازوا بشيء كبير جدا لكنني أخرجت القدس من طاولة المفاوضات.” وأضاف "لا يمكنهم (الفلسطينيون) أبدا تجاوز حقيقة أن تصبح القدس العاصمة "لإسرائيل"، وهي الآن خارج الطاولة - لا يوجد شيء للتفاوض. لكنهم سيحصلون على شيء جيد جدا لأن دورهم هو التالي. سنرى ما سيحدث ".
يضيف المقال أن الفلسطينيين أيضا يتوقعون على غرار "الإسرائيليين" شيئا كبيرا جدا وهو رمزي أيضا، مثل الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة مستقبلية، والاعتراف بدولة فلسطينية، أو على أقل تقدير، احتضان حل الدولتين - وكذلك إجراءات ملموسة، مثل التزامات المعونة والاستثمار.
لكن فريق السلام الأمريكي في الشرق الأوسط لم يدل بما يدل على أنه مستعد لتقديم شيء من هذا وأزالوا أي إشارة إلى كيان فلسطيني مستقل في تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية، وكذلك لا يوجد إشارة إلى الاحتلال "الإسرائيلي" للضفة الغربية أو مطالبات اللاجئين الفلسطينيين. وقد خفضت المساعدات إلى هيئات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وهددت بتخفيضات كبيرة للسلطة الفلسطينية نفسها.
من جهة أخرى ، يعترف أعضاء فريق السلام بأن الوجود "الإسرائيلي" الدائم في الضفة الغربية - سواء وجودها العسكري أو استمرار نمو المستوطنات - هو عائق أمام السلام. لذا قد يدفع ترامب المفاوضات على هذه الجبهة بطريقة ما.
ولكن سبق لترامب أن وجه بنيامين نتنياهو إلى "كبح" النشاط الاستيطاني وتقييد البناء في المستوطنات القائمة - وهي مبادئ توجيهية فضفاضة لم تتبعها الحكومة "الإسرائيلية" رغم أنه لا يوجد أي ضغط أمريكي وهو مجرد إعلان رمزي حيث لا تلتزم الإدارة حاليا بسياسات الإدارات السابقة التي وافقت على الطبيعة المدمرة للمشروع الاستيطاني ونبهت "إسرائيل" علنا لذلك.
قد يقول ترامب أنه يجب على "إسرائيل" أن تختار بين"الحقائق"،قبليين: دولة موحدة وغير ديمقراطية، أو دولتين لشعبين ما يتطلب انسحاباً "إسرائيليا" من الضفة الغربية.، ومنذ أن أعلن فريق السلام أنه سيتفاوض على أساس "الحقائق" ، فإن ترامب قد "يقلب الطاولة" على حلم اليمين "الإسرائيلي" بأنهم يستطيعون الحصول على كعكتهم وتناولها أيضًا. ويبقى واقع أن ترامب لم يقدم أي أدلة حقيقية حول خططه بالإمكان دائما العودة إلى جملته الغامضة المفضلة " سنرى ما سيحدث".