استنكرت الخارجية المصرية اعتداء شرطة الاحتلال، اليوم الأربعاء، على عددٍ من آباء وشمامسة كنيسة دير السُلطان التابعة للكنيسة الأرثوذكسية المصرية ب القدس المحتلة، واحتجاز أحدهم.
وأكّد المتحدث باسم الخارجية المستشار أحمد حافظ، في بيان صحفي، رفض مصر القاطع التعرُّض لرجال الدين، مع التأكيد على ضرورة احترام المقدسات الدينية، مشيرًا إلى أن الوزارة تتابع عن كثب وعلى مدار الساعة تطورات الموقف على الأرض، حيث يستمر التواصل بين السفارة المصرية في "تل أبيب" والقيادات الكنسية في دير السُلطان بهذا الشأن.
وأاضف أنه تم التواصُل مع سلطات الإحتلال للوقوف على مُلابسات ودوافع الحادث، حيث أسفرت تلك الاتصالات عن سرعة الإفراج عن الراهب المُعتقل، بحسب الخارجية المصرية.
وكانت الكنيسة الأرثوذكسية المصرية أعلنت إصابة 3 رهبان مصريين بعد تعرضهم لاعتداء من قبل شرطة الاحتلال أثناء مشاركتهم في وقفة احتجاجية اعتراضًا على ترميم دير السلطان بمدينة القدس دون موافقة الكنيسة الأرثوذكسية.
وبحسب الكنيسة احتجزت قوات الاحتلال 5 رهبان آخرين أكثر من 8 ساعات، كما أقدمت القوات الصهيونية على سحل الراهب مكاريوس الأورشليمي خلال الوقفة الاحتجاجية التي يقودها الأنبا أنطونيوس، مطران القدس والشرق الأدنى، اعتراضًا على قيام وحدة هندسية بدخول دير السلطان لترميمه دون علم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وأشارت الكنسية إلى أن "الدير تابع للكنيسة المصرية منذ عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي، عندما أهداه لهم بعد تحرير القدس".
وبدورها، قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية في بيان لها، "إن الاحتلال يحاول السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى ومحيطه، وكنيسة القيامة ومحيطها؛ رغبة في طمس تراث مدينة القدس التعددي والحضاري، في محاولة لجعل المدينة يهودية الصبغة والطابع".
وكذلك قالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، التي بينت أن سلطات الاحتلال تسعى لفرض سيطرتها وتدخلها في عموم الأوقاف المسيحية وعقاراتها ضمن السياسة الرامية لتهويد المدينة.
وأكدت تضامنها المطلق مع كامل النسيج المقدسي، بكل مكوناته وأطيافه الإسلامية والمسيحية أمام كل مساعي العبث بالمقدسات.
من جهته، اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، الاعتداء على رهبان الكنيسة يأتي في إطار حملة ممنهجة ضد المسيحيين، وقال إن هذا الانتهاك "ينسجم تمامًا مع قانون القومية العنصري الذي ينتهك حقوق جميع من هم من غير اليهود، ويمهد لاعتداءات أخرى".
وطالب عريقات المجتمع الدولي بالتدخل بشكل عاجل واتخاذ إجراءات فورية، وخاصة من الدول الأوروبية، لافتًا إلى أن "هذه الاعتداءات تتطلب إيجاد آليات فورية لتوفير الحماية لأبناء شعبنا".
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تصعدّ من هجماتها العدوانية وجرائمها نتيجة سياسة التحريض الرسمية والممارسات غير القانونية "الإسرائيلية" والحصانة التي تقدمها الإدارة الأمريكية بزعامة الرئيس دونالد ترامب لهذه الممارسات ولقوة الاحتلال، وعجز المجتمع الدولي.