دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ومسؤول فرعها في غزّة جميل مزهر، إلى حراكٍ شعبي في كل الميادين والساحات، لإنهاء الانقسام، مؤكدًا "وجود قرارٍ لتنظيم فعاليات إنهاء الانقسام ومواجهة صفقة القرن وإنهاء العقوبات".
واكد مزهر خلال لقاءٍ عقده مركز عروبة للدراسات، يوم السبت، على ضرورة مواجهة جماعات المصالح التي تتغذى على استمرار الانقسام، مضيفًا أنّ "استمرار الحوارات الثنائية مضيعة للوقت والبديل هو الحوار الوطني الشامل".
واعتبر في مداخلته أن استمرار الانقسام مصلحة إسرائيلية وربح صافي له يستغله لمواصلة سياساته العدوانية لابتلاع الأرض وفرض الوقائع على الأرض في الضفة وخلق مسارات تحالفات بالمنطقة العربية، مستعرضاً العديد من المخاطر والمشاريع المشبوهة التي تستهدف قضيتنا وعلى رأسها مخطط لقيام دولة فلسطينية في قطاع غزة وشمال سيناء وتفكيك السلطة بالضفة وتحويلها لإمارات صغيرة، ومشاريع أخرى تسعى لإعادة انتاج مشاريع استخدمها الاحتلال سابقاً وانتصر شعبنا عليها مثل روابط القرى.
وشدد مزهر بأن الجبهة وغيرها من القوى لن تستمر طويلاً بهذا الشكل في ظل ما يجري من لقاءات وحوارات فاشلة، ولن تكون شاهد زور في ظل استمرار هذه الحالة في ظل أن تداعيات هذا الانقسام الكارثية تطحن بشعبنا ومستقبل أطفالنا، داعياً لتحرك وطني شعبي في كل الساحات أمام المقاطعة وغزة وفي دمشق وبيروت وأوروبا، للضغط من اجل إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة لأنه مطلب وطني.
وأضاف القيادي الفلسطيني، أنّ "الحل بيد أبومازن لدعوة الإطار القيادي المؤقت لمعالجة كل القضايا الوطنية". وقال: "كيف يدعو البعض لمواجهة صفقة القرن وهو يفرض عقوبات ويشدد من الحصار على شعبه؟".
وأكد الحديث عن المصالحة وجولات الحوار أصبح مملاً، وأن الجولة الأخيرة فشلت فشلاً ذريعاً، وأنه لا يوجد حتى الآن نوايا صادقة وجادة لطي صفحة الانقسام.
وجاء في حديث مزهر: "المطلوب تطبيق اتفاق 2011 ومخرجات بيروت 2017، والبدء الفوري للوصول لانتخابات شاملة"، مشدداً على أنه يمكننا بناء الوحدة الوطنية من خلال الشراكة.
واستدرك مزهر قائلاً: " نحن أمام أوضاع خطيرة والعرب أصبحوا غير مهتمين بالقضية الفلسطينية التي لم تعد موضوع أساسي ورئيسي عندهم، وفي ظل تسارع وتيرة التطبيع والتحالفات العلنية من بعض الأنظمة العربية مع الكيان، ومحاولة استحضار الخطر الإيراني كفزاعة لخلق تحالفات علنية مع هذا الاحتلال".
وتساءل مزهر أي حديث عن دولة ونحن ما زلنا تحت الاحتلال وفي مرحلة تحرر وطني، والتي تستوجب اعتبار التناقض الرئيسي مع هذا الاحتلال وليس التناقض الداخلي، والانطلاق إلى صوغ استراتيجية وطنية لمواجهة هذا الاحتلال.
وشدد مزهر أن ما يريده شعبنا والحركة الوطنية هو تخلي حركة حماس عن حكمها الانفرادي في غزة، وتخلي السلطة عن سياسة الهيمنة والتفرد في الضفة باتجاه بناء شراكة وطنية، وإعادة إصلاح وبناء منظمة التحرير والتي تحوّلت إلى مجرد هياكل غير مقررة، وهيئة استشارية، وفي ظل تغول السلطة واختطافها لصلاحيات المنظمة.