Menu

الأمريكان يرحلون خلال 100 يوم... والكلاب الآن تتهاوش!

نصّار إبراهيم

ترامب خلال 100 سنغادر سورية.. لم يعد لدينا ما نفعله... "دبروا حالكو..!".

".... الآن الكلاب تتهاوش على الصيدة الشرقية (المقصود شرق الفرات) كما ورد في مأثور "هوميروس الشرق" حمد بن جاسم بن جبر في قصيدته الشهيرة عن "الصيدة والكلاب التي تهاوشت" بعد خطبة "هم الذئاب ونحن النعاج" الشهيرة .. اليوم الكلب الأمريكي والكلب التركي والكلاب الانفصالية الكردية تتهاوش .. وفيما نحن نرقب الكلاب تتهاوش على الصيدة لانملك إلا أن نقول للكلاب: تهاوشي تهاوشي أيتها الكلاب .. شرق الفرات مثل غرب الفرات مثل شماله وجنوبه .. مثل أي بقعة .. فالدبلوماسية أحيانا هي أن تلاعب الكلاب بلطف حتى تجد حجراً تضربها به .. وقد لاعبنا الكلاب إلى آن أوان ضربها بالحجارة بعد أن تنهش الكلاب الكلاب" (نارام سرجون – 18 كانون أول 2018).

حسنا لكي ندرك ما يجري لنعد إلى الوراء قليلا... لقد كان الرهان من وراء الوجود الأمريكي في سورية كما يقول ناصر قنديل هو "...على تسوية تنتهي بخروج إيران وحزب الله يرتضيها كل من الرئيسين الروسي والسوري، وتستخدم لفرضها الضربات الإسرائيلية والعقوبات الأميركية، وعقدة الوصل بينهما صفقة القرن التي تنهي القضية الفلسطينية بتوقيع فلسطيني على بيع القدس ، وتفتتح عهد التحالف المعلن بين الخليج و«إسرائيل» بوجه إيران" (ناصر قنديل – صحيفة البناء اللبنانية – 20 كانون أول 2018).

واليوم... لقد فشل الرهان... أو بصورة أدق لقد هُزم... حيث انتهى الوقت الأصلي للحرب الوحشية التي بدأت منذ عام 2011، مع الهزيمة المدوية لحلف العدوان في حلب.. وبعدها جرى التمديد الأول .. والثاني.. والثالث... وانتهى الوقت الضائع... وكل محاولات التسلل ... وجاءت لحظة الاعتراف الصريح... وإعلان ساعة الرحيل.

هذا ما يفسر حدوث (ظاهرة) لم تكن مفهومة قبل عدة أيام ألا وهي تساقط ".... الفيتوات واحداً تلو الآخر كان لافتاً، من فيتو على تسوية يمنية تكرس مكانة محورية لأنصار الله كقوة مقاومة، إلى فيتو على الزيارات الوزارية والرئاسية إلى دمشق، إلى فيتو على تشكيل حكومة تريح قوى المقاومة في لبنان والعراق، حجارة دومينو تتهاوى مع سقوط مصدر الفيتوات، قيادة القوات الوسطى في الجيوش الأميركية ليست على السمع بعد الآن، والجنرال ماكفورك يترك مهامه، تدبّروا أموركم، تماماً كالمجيب الآلي، الخط غير موضوع في الخدمة، راجع الاستعلامات...." (المصدر السابق).

حسنا... والآن ماذا سيفعل حمقى "ثورة المقاولات السورية"الخليجية...؟ وماذا ستفعل تركيا وماذا سيفعل الانفصاليون الأكراد الحمقى (ولا أقول الأكراد السوريين) الذين استخدمهم الأمريكان كبديل لداعش...؟! أجمل رد فعل مضحك كان من قوات سورية الديمقراطية (قسد).. قال شو: "قرار الانسحاب الأميركي المفاجئ من شرقي سوريا "طعنة في الظهر وخيانة لدماء آلاف المقاتلين"؟!.. يا سلام!!!!! ما علينا... لنتابع الأسئلة:

وماذا سيفعل أعراب الخليج؟ وماذا ستفعل إسرائيل التي يضربها الكورنيت في غزة... فتركض نحو الشمال وتعلن عملية "درع الشمال" بحثا عن أنفاق ... فلا يهتم أحد... فترتد نحو الضفة.. فتطاردها الذئاب الفلسطينية المنفردة؟!

رأيي لا داعي للإجابة على كل هذه الأسئلة.. فقط لنقف ونتفرج.. يعني لنمد أرجلنا قليلا وفق نصيحة الإمام أبي حنيفة.