تخشى أوساطٌ صهيونية من أن تكون خطوة ضمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلة نقمةً على "إسرائيل"، وأن تجرّ عليها جملة من التطوّرات "الهدّامة"، في الوقت الذي تُسارع فيه الحكومة بزعامة بنيامين نتنياهو الخطى لهذا الضمّ، "بدون حساب للعواقب".
من هذه الأوساط، كان رئيس الموساد السابق، تمير باردو، الذي اعتبر أنّ "خطوةً كهذه ستقود إلى تدهور الوضع وتشكيل خطر على حياة الإسرائيليين".
تخوّف الرجل الكامن من الخشية على "الأغلبية اليهودية"، وكذلك من اعتباراتٍ أمنية، أوضحه في مقالٍ نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، قال فيه "هل يوجد اليوم زعيم يملك رؤية وشجاعة ويتحمل مخاطرة كبيرة، ولكن محسوبة، من أجل تدعيم الحلم الصهيوني لأجيال قادمة؟". وأضاف أن هذا السؤال يُطرح على خلفية القضية التي تتهرب منها القيادة الإسرائيلية منذ 50 عاما، وهي (رسم) الحدود الشرقية لدولة إسرائيل. وقد حان الوقت للقول: ليس بعد الآن".
وتصف "إسرائيل" الضفة الغربية المحتلة بأنها "منطقة مُدارة". وقال الصهيوني باردو إنه "لا شك في أن من حق إسرائيل وواجبها الاستيلاء على هذه المناطق لأهداف أمنية وعدم إخلاء قواتها منها إلى حين تستجيب ترتيبات أمنية في إطار اتفاق سياسي – ورغم أنه ليس متوقعًا في المستقبل المنظور– لاحتياجاتنا".
وقال "إنّ أغلبية مطلقة من (الشعب الإسرائيلي) تعي أننا نتدهور إلى واقع يشكل خطرًا على الأغلبية اليهودية في دولتنا الواحدة والوحيدة. والجميع يعرف المعطيات التي بموجبها يوجد بين النهر والبحر قرابة 15 مليون إنسان، نصفهم غير يهود. ولذلك لم يسعَ أحد إلى ضم يهودا والسامرة (أي الضفة). وهذا الواقع يوشك أن يتغير. ومن شأن قيود ائتلافية، لا توجد أي علاقة بينها وبين أمن إسرائيل، أن تشكل خطرًا على المشروع الصهيوني، عندما يُتخذ قرار متسرع بضم مناطق في يهودا والسامرة ويحرك تطورات هدامة".
ورأى باردو، في مقاله، أنّ "لا مبرر للمُضي في خطوة الضم، أحادية الجانب وغير الضرورية،.. في ضوء الإجماع في إسرائيل على أنّ الكتل الاستيطانية والأحياء اليهودية (المستوطنات) في شرقي القدس ستبقى بأيدي إسرائيل إلى الأبد. إضافة إلى أن الفلسطينيين والجهات الإقليمية والدولية ذات العلاقة استوعبوا منذ مدة أنه في إطار الاتفاق سيتم ضمهم إلى إسرائيل".
واعتبر أنّ من شأن هذه الخطوة الأحادية، بفرض القانون في بعض المناطق، ستعمل على إشعالها، وستشكل خطرًا على حياة "إسرائيليين"، كما أنّ هذه الخطوة ستبعد احتمال- مهما كان ضئيلًا، بتسوية مستقبلية.
وحذر الصهيوني، رئيس الموساد السابق، من ضم الضفة الغربية لإسرائيل، معتبرًا أن الخطوة "كابوس أمني وسلطوي، سيّما وأنّ المستوطنات المتوقع ضمها تطوّق قرابة 170 منطقة منفصلة عن بعضها وفيها 2.6 مليون فلسطيني".
وختم باردو بالقول "يجب أنّ تُبادر حكومة إسرائيلية تتحلى بالمسؤولية إلى تخليد وجودنا وسيطرتنا على الكتل الاستيطانية والمساهمة في تطويرها وازدهارها، مع ضمان الحلم الصهيوني بأسرائيل آمنة، ديمقراطية، مع أغلبية يهودية تصمد لأجيال من خلال الانفصال المدني عن ملايين الفلسطينيين، مع استمرار السيطرة الأمنية، واستمرار انتشار الجيش والشاباك وراء حدود شرقية (مع الضفة) إلى حين التوصل إلى اتفاق يضمن إزالة الخطر عن الأغلبية اليهودية في دولة إسرائيل، من دون مخاطر أمنية أكثر من تلك الموجودة اليوم". على حدّ تعبيره.