تستمر بعض الأنظمة العربيّة في علاقاتها التطبيعيّة مع الكيان الصهيوني التي وصلت المستوى الرسمي، ويسعى الاحتلال من خلالها لفرض مصالحه عبر علاقات اقتصادية وسياسية وغيرها، تؤثّر على طابع العلاقات مع المنطقة العربيّة بأكملها.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" التابعة للاحتلال عبر موقعها الإلكتروني، الاثنين الأوّل من تموز/يوليو، عن زيارة قام بها وزير خارجية حكومة الاحتلال يسرائيل كاتس، يوم الأحد، إلى أبو ظبي، وذلك في إطار مؤتمر الأمم المتحدة لشؤون البيئة، إلا أنها تركزت في الأساس على تطوير العلاقات بين الكيان والإمارات في مجالات عدة، كما عرض مُجدداً مُبادرة إقامة سكة حديد تربط بين الأراضي المحتلة عام 1948 ودول الخليج.
وتأتي هذه الزيارة في أعقاب "ورشة البحرين " الاقتصادية التي عُقدت في المنامة، يومي 25 و26 حزيران/يونيو، بحضور مُمثلين عن الكيان ودول عربية والولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ كاتس أجرى عدّة لقاءات بينها لقاء مع مسؤول كبير في الإمارات، وناقش معه العلاقات بين الكيان والإمارات، وما يُطلق عليه "المسألة الإيرانيّة"، وناقش الجوانب الإقليمية والحاجة إلى ما أسماه "مواجهة تهديدات إيران في القضايا النووية، وتطوير الصواريخ، ودعم الإرهاب الإقليمي، والعنف الذي تُمارسه إيران ضد المصالح الإقليمية."
ولفتت أيضاً إلى أنّ الوزير الصهيوني قد اجتمع مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وطرح قضيّة الأسرى والمفقودين "الإسرائيليين."
كما ناقش الطرفان النشاط المُشترك للدفع بالعلاقات الاقتصادية بين الكيان والإمارات في مجالات مختلفة، مثل التكنولوجيا المتطورة والطاقة والزراعة والمياه، وعرض كاتس المبادرة التي يُطلق عليها "سكك السلام الإقليمي" للربط الاقتصادي والاستراتيجي للسعودية ودول الخليج، عن طريق الأردن، بشبكة القطارات "الإسرائيلية" وميناء حيفا على البحر المتوسط.
وفي نهاية زيارته، قال الوزير الصهيوني إنه "مُتأثر جداً" لزيارته أبو ظبي وعرض مصالح الكيان أمام دول الخليج، لافتاً إلى "ارتقاء جدي في العلاقات بين إسرائيل ودول المنطقة"، مُضيفاً أنه سيواصل العمل مع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، للدفع بسياسة التطبيع انطلاقاً من "عظمة إسرائيل التي تقوم على قدراتها، سواء في مجال الأمن والاستخبارات، أم في المجالات المدنية المختلفة"، على حد تعبيره.
وتابع أنه يرى في ذلك أحد التحديات المركزية في منصبه كوزير خارجية، وينوي مواصلة هذه السياسة في المستقبل.