جددت القوى الثمانية في قطاع غزة، اليوم الأحد، تأكيدها على أن "الرؤية الوطنية التي أطلقتها من أجل تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام هي رؤية الكل الوطني، وليست رؤيتها فقط، وبأنها ماضية في لقاءاتها مع مختلف القطاعات والشرائح الوطنية والمجتمعية لتمليكها مضمون الرؤية في غزة وقريباً في الضفة والخارج".
وأكدت القوى خلال لقاء وطني عقدته صباح اليوم مع مختلف شرائح قطاع غزة في قاعة جمعية الشبان المسيحية بمدينة غزة على "أنها أعدت برنامجًا يتضمن لقاءات وفعاليات وأنشطة ضاغطة في الوطن والشتات انطلاقًا من الرؤية، وصولاً لتنظيم مؤتمرات شعبية ومن ثم مليونية للضغط من أجل إنهاء الانقسام".
وأكدت القوى على أن "أحد أهم المرتكزات التي استندت عليها الرؤية هي إجراء الانتخابات الشاملة، والتي بحاجة إلى توافق وطني شامل، وهذا لا يتم إلا بتنفيذ اتفاقات المصالحة".
دياب: هناك إصرار شعبي على طي صفحة الانقسام
وافتتح اللقاء نبيل دياب عضو المكتب السياسي لحركة المبادرة الفلسطينية، مؤكدًا أن "هدف هذه الرؤية هو إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة"، مُعتبرًا أن "حضور مختلف القطاعات لهذا اللقاء دلالة على إصرار شعبنا على طي صفحة الانقسام مرة واحدة وإلى الأبد".
وأوضح دياب أن "القوى أطلقت الرؤية ليس من باب الترف أو الصدفة، بل في إطار جهودها المتواصلة وإصرارها على إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة".
مزهر: الرؤية منتج وطني فلسطيني وتعبير عن إرادة وطنية فلسطينية
من جانبه، أكَّد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مسئول فرعها في غزة، جميل مزهر، أن "الرؤية الوطنية لتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام منتج وطني فلسطيني، وتعبير عن إرادة وطنية فلسطينية لم تأتينا من العواصم المختفة"، مُضيفًا أن "الرؤية جاءت في توقيتٍ مهم، وفرصة جدية لطي صفحة الانقسام السوداء في ظل التهديدات والمخاطر الجدية التي تهدد القضية والمشروع الوطني، في ظل المحاولات الصهيونية والأمريكية لتصفية قضية اللاجئين وتهويد القدس والاعتراف بها كعاصمة لدولة الكيان، وما يجري في الضفة من مخطط لضم المستوطنات الكبرى، وضم الأغوار، في ظل أوضاع كارثية ومأساوية".
وقال "هناك جماعة مصالح ليس لديها استعداد للتفريط بمكتسباتها التي حصلت عليها جراء استمرار الانقسام، على حساب قوت الفقراء والغلابة، ما يستوجب مواجهة وتطهير غزة والضفة من حالات الفساد المشترية، وهذا لا يتم إلا بالدفع بجهود الوحدة وإنهاء الانقسام"، مُوضحًا أن "الرؤية هي طريق الخلاص، لأنها تُمثّل خارطة طريق واضحة وآمنة وممر مهم وإجباري لإنهاء الانقسام"، في حين أشار إلى أن "المرتكز الرئيسي للرؤية هو الذهاب لانتخابات شاملة، إلا أنها بحاجة لتوافق وقواسم مشتركة وحوار وطني".
وتساءل مزهر "أي انتخابات نريد؟ هل انتخابات تُكرس أوسلو واتفاقيات الحكم الذاتي؟ أم برلمان دولة طالما هناك اعتراف دولي بفلسطين؟ أم إجراء انتخابات وفقًا لإعلان المجلس المركزي إنهاء المرحلة الانتقالية. أي قانون انتخابي نريد؟ "نحن نريد انتخابات متزامنة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، وليس ما عرضته السلطة من إجراء انتخابات تشريعية يليها انتخابات رئاسية، ولا نعلم متى سيتم إجراء انتخابات المجلس الوطني؟ لماذا يتم تحييد أكثر من 7 مليون من التعبير عن رأيهم بالمشاركة بهذه الانتخابات كجزء من معركة المواجهة والتحرير".
ولفت مزهر إلى أن "القوى أوصلت الرؤية إلى جميع القوى بما فيهم حركتي فتح وحماس"، مشيرًا أنه "تحدث مع نائب رئيس حركة فتح محمود العالول وأخبره أن هذه الرؤية ليست مغلقة وهي مفتوحة للحوار والبحث والنقاش، ولدينا استعداد لفتح حوار جدي ومسئول حولها، وأن هناك جهوزية لسماع رأي فتح بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ، لضمان العبور الآمن في مواجهة التحديات الراهنة، وقد وعد العالول بنقل هذه الرسالة إلى فتح والرد عليها، وحتى الآن نحن في انتظار هذا الرد".
وقال مزهر "آن الأوان لفرض الرؤية وتحويلها من رؤية للقوى الثمانية إلى رؤية شعبية يتسلح بها شعبنا بكل الميادين، ونحن بدأنا بدق جدران الخزان، ولن يوقفنا أحد لفرض الرؤية لإنهاء هذا الانقسام الأسود"، مُؤكدًا أن "مهمة القوى الثمانية هي تجميع كل الطاقات الوطنية والشعبية لفرض الرؤية الوطنية والترويج لها، وتهيئة المناخات من أجل النزول للشارع في كل مكان، ومواجهة كل جماعات المصالح التي تحاول عرقلة جهود انجاز المصالحة"، مُشددًا على أن "الشباب هم الرافعة الأساسية والمهمة لحمل هذه الرؤية الوطنية".
البطش: الرؤية لم تأتِ اصطفافًا ضد فريق على آخر
من جهته، أكَّد عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش أن "هذه الرؤية جاءت للتصدي للعديد من المهددات الراهنة التي تتعرض لها القضية سواء تهديدات الاحتلال بضم الضفة لما تُمسى " السيادة الصهيونية" والتهديد العسكري للقطاع، إلى رؤية ترامب للصراع الفلسطيني – الصهيوني عبر فرض صفقة القرن"، مؤكدًا أن "هذه المهددات تفرض الوقوف بوجهها، وأنه بدون وحدة تقوم على الشراكة لا يمكن مواجهتها".
وأوضح البطش أن "هذه الرؤية لم تأتِ اصطفافًا ضد فريق على آخر من الفريقين، ولم تكن نوع من التحدي أو حشر أي حد في الزاوية، بل لفسح الطريق إلى تحقيق الوحدة بعد إزالة كل العوائق"، مُضيفًا أن "القوى الثمانية تشاورت مع كافة القوى حول هذه الرؤية، وبأن هناك قوى أخرى لم توقع عليها شاركت في صياغتها"، مُعربًا عن أمله "بأن توقع عليها قريبًا أسوة بالقوى الثمانية".
وشدَّد البطش "بدون الشراكة الوطنية لا يمكن تحقيق الوحدة"، داعيًا "لضرورة عقد اجتماع الأمناء العامين أو الإطار القيادي المؤقت للمنظمة، وفي هذا الاجتماع يتم الاتفاق على تحديد مرحلة زمنية مؤقتة وتشكيل حكومة انتقالية تقوم بمهامها حسب اتفاق القاهرة، وتنتهي بإجراء الانتخابات الشاملة (مجلس وطني، رئاسة، تشريعي)"، مُؤكدًا أن "الطريق لاستعادة الوحدة سهل وليس صعب، ولا أحد يفرض علينا بقاء هذا الانقسام".
كما لفت البطش إلى أن "هذا اللقاء مقدمة لسلسلة طويلة من اللقاءات مع مختلف الشرائح الوطنية في القطاع، وقريبًا في الضفة والخارج لشرح الرؤية وتسليح الجمهور بها حتى لا تصبح هذه المهمة على كاهل مجموعة القوى الثمانية فقط"، مُؤكدًا أن "الوحدة الوطنية هي مدخل للتحرير والعودة، لذلك تقع على عاتق الجميع إنجاح جهود انجاز المصالحة وانهاء الانقسام".
ناصر: سنواصل جهودنا من أجل إنهاء الانقسام
من جانبه، أكَّد مسئول الجبهة الديمقراطية في قطاع صالح ناصر أن "الانقسام ليس قدرًا مكتوبًا على شعبنا، وكان يجب ألا يستمر هذه الفترة الطويلة، والذي أدى لتداعيات سلبية على مشروعنا الوطني وأوضاعنا الاجتماعية"، مُوضحًا أنه "لا يمكن مواجهة التحديات وإزالة الاحتلال إلا بوحدة شعبنا بكل مكوناته"، متهمًا جماعات المصالح بأنها "تعرقل جهود الوحدة".
وأكَّد ناصر أن "القوى الثمانية أطلقت الرؤية الوطنية لتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام حرصًا على المشروع الوطني ولمواجهة التحديات الراهنة وفي مقدمتها سياسات الاحتلال من تهويد القدس ومحاولات تصفية قضية اللاجئين، وإنهاء دور الأونروا"، مُشددًا على أن "القوى الثمانية ستواصل جهودها من أجل إنهاء الانقسام على قاعدة أن الوحدة طريق الانتصار على مشاريع التبديد".
وبيّن صالح أن "الرؤية الوطنية تحمل مواعيد محددة لتهيئة الأجواء وخلق مناخات الثقة، وبأن الانتخابات مرتكز من مرتكزات هذه الرؤية، ولا أحد من حيث المبدأ ضد هذه الانتخابات"، مُضيفًا "علينا أن نجلس ونتحاور ونتفاهم على أي انتخابات نريد، قانون الانتخابات، شمولية الانتخابات، تحقيق عملية النزاهة والرقابة على الانتخابات، واحترام نتائجها".
وعكست جميع المداخلات والاستفسارات من الحضور، عن رغبة وطنية بضرورة طي صفحة الانقسام الأسود إلى الأبد، وبضرورة دعم وإسناد رؤية القوى الثماني وتوفير حاضنة شعبية لها، وإعادة الثقة للشباب ليكونوا جزءًا أساسيًا من هذه الرؤية.
ودعت بعض المداخلات إلى ضرورة الإعلان عن الطرف الذي لا يريد إنهاء الانقسام بصوتٍ عالٍ ومسموع، والنزول للشارع للضغط من أجل تحقيق المصالحة.
كما أشارت بعض المداخلات بأن أساس المشكلة في الحالة الفلسطينية هو اتفاق أوسلو، وأن كل ما يُقدم من مبادرات إن لم تنته بإنهاء اتفاق أوسلو وجميع إفرازاتها فإننا سنظل ندور في حلقة مفرغة.