شارك العشرات من أبناء شعبنا، عصر اليوم السبت، في فعالية "كيف سقينا الفولاذ"، والتي أقيمت على دوار الساعة وسط مدينة رام الله بالضفة المحتلة، وذلك تضامنًا على مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني.
وجاءت هذه الفعالية بدعوةٍ من لجنة الشابات الفلسطينيات التي تتكوّن من مجموعة من الناشطات في القضايا الوطنية والاجتماعية والثقافية ذات الطابع اليساري.
بدورها، قالت عضو لجنة الشابات الفلسطينيات، الناشطة رزان اشتية، إن "اللجنة تهدف من خلال أنشطتها المتنوّعة إلى زيادة الوعي في الشارع الفلسطيني بمختلف الأحداث التي تدور حوله، وتسليط الضوء حول القضايا الهامة في الشارع".
وحول فعالية "كيف سقينا الفولاذ"، قالت اشتية لـ "بوابة الهدف"، إن "الفعالية كانت عبارة عن استعراض مسرحي تطرق إلى بعض وضعيات التعذيب التي تمارسها مصلحة السجون الصهيونيّة مع الأسرى والأسيرات داخل مراكز التحقيق، وغالبًا التحقيق العسكري بشقيه: الجسدي والنفسي".
وأشارت اشتية خلال حديثها "خلال الفعالية قام مجموعة من الشبّان والشابات بتجسيد أساليب التعذيب، منها أساليب الشبح (القرفصاء، والموزة، وشبح الطاولة)، وأيضًا تم نصب زنزانة وسط رام الله تعبّر عن وضع الزنزانة التي يعيش فيها الأسير الفلسطيني لأيام أو لأشهر، وربما لسنوات".
كما أوضحت "هذه الفعالية جاءت تضامنًا مع أسرانا وأسيراتنا الأبطال داخل السجون، الذين يزدادون صلابةً يومًا بعد يوم في وجه السجان، ووفاءً لـ73 أسيرًا استشهدوا في أقبية التحقيق الصهيونية بفعل التعذيب الممنهج".
وحول اسم الفعالية، تتابع اشتية "كيف سقينا الفولاذ، هو اسم مستمد من رواية تتحدّث عن فكرة أنه لا يمكن للإنسان أن يبدع إذا لم يحمل عقيدة يؤمن بها، وتقول الرواية في أحد نصوصها: إن الإنسان لا يرهب الموت إذا كان له قضية يفنى من أجلها، ومن هنا تأتي البطولة"، مُشددةً بالقول "وفعلاً يسطّر أسرانا في السجون يوميًا بطولات أشبه بالملاحم".
وبيّنت أن الاحتلال استخدم خلال الشهور الماضية "أبشع أساليب التعذيب العسكري بحق العشرات من الأسرى الفلسطينيين، منهم: الأسير سامر العربيد، والأسير وليد حناتشة، والأسير عبد الرازق فراج، والأسير اعتراف الريماوي، والأسير قسّام البرغوثي، والأسير يزن مغامس، والأسيرة ميس أبو غوش، وغيرهم العشرات من الأسرى داخل السجون".
وأكَّدت في ختام حديثها "هذا كله من أجل عقيدة الحرية والانتصار التي يؤمنون بها، لذلك وجب علينا نحن كشبابٍ فلسطيني أن ننتصر لهم من خلال استعراض ما يتعرضون له من تعذيبٍ في أقبية التحقيق العسكري، ومن خلال هذه الفعاليات نحاول إيصال رسالة إلى الأسرى بأنهم عنوان الانتصار وأيقونة هذا الوطن".
وجاء في بيانٍ جرى توزيعه خلال الفعالية "نبدأ العام ونحن ننتصر لكافة أسرانا وأسيراتنا، لأولئك الذين تعرضوا لحملة تعذيب شرسة وممنهجة منذ أيلول الماضي. لا ننسى أيّ شهيد أو جريح ولا ننسى أيّ متر من تراب هذا الوطن، ونقف اليوم لنعلن تقديرنا لمناضلينا الأبطال، ولإرادتهم الحرة، ولنؤكد على أن هذا الدرب هو درب الأحرار".
وقال البيان "نعلن اليوم أننا لن ننسى ما فعله الصهاينة بسامر ورفاقه، الذين لم ينسوا تضحية يوسف الجبالي الذي استشهد في أقبية التحقيق الوحشية عام 1968 في سجن نابلس المركزي، فلم يسامحوا.. ولن نسامح".
وتابع البيان "منذ أيلول الماضي، اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني العديد من طلبة الجامعات والمناضلين والمدافعين عن حقوق الإنسان، بعضهم أُصدر بحقه أمر اعتقال إداري، والبعض الآخر جرى تحويله لمراكز التحقيق المختلفة في المسكوبية وعسقلان والجلمة وبيتح تكفا، تعرضوا فيها لأبشع صنوف التعذيب النفسي والجسدي، واستُخدمت بحقهم مختلف أساليب التعذيب من ضرب مبرح على كافة أنحاء الجسد وشبح بطرق مختلفة وحرمان من النوم لفترات طويلة ومتواصلة، وغيرها من الأساليب المحرّمة في كافة الأعراف والمواثيق الدولية، ما أدى لنقل بعضهم للمستشفيات نتيجة خطورة حالتهم الصحية".
وأوضح أيضًا "رافق ذلك تواطؤ الأطباء الصهاينة في المصادقة على إمكانية استمرار التحقيق مع المعتقل رغم تعرضه للتعذيب الوحشي. كما ومُنع المعتقلون من زيارة المحامين لفترات متفاوتة، وصلت لما يزيد عن 45 يوم. وأصدرت المحاكم غير الشرعية أوامر بمنع النشر حول ما تعرض له المعتقلون، واستخدمت أساليب التهديد والاعتقال بحق عائلات المعتقلين".
ودعا "أبناء شعبنا، لنستمر في النضال بكافة أشكاله، لنكثف الالتفاف حول قضية أسرانا العادلة، لندعم كافة أشكال المقاومة، لنتبع نهج الأحرار، لتحقيق حرية الأرض والإنسان"، مُؤكدًا على أن "المقاومة بكافة أشكالها هي السبيل الوحيد للتحرير".
وجاء فيه "نعلن رفضنا لكافة أشكال التطبيع، سواء الاقتصادي، أو الفني، أو الأكاديمي، أو الرياضي وغيرها من أشكال التطبيع، كما ونرفض أيّ حوار مع العدوّ، ونعتبر كل ما ذكر خروجاً عن الصف الوطني، وندعو لمحاسبة كافة المطبعين، وأخيرًا نؤكد على تقديسنا لدور مقاتلينا المؤمنين بحتمية النصر، هؤلاء الذين يولدون كل لحظة، يحملون قلوبهم راية مجدٍ لا تهاب، ليصبح النضال رسالة شعب.. فأسرانا يسطرون ملاحم البطولة كل يوم.. ويرفعون ابتسامة عزٍ وتحدي.. مقاتلونا أساطير حرية، أبطال عز ونصر".