قال الناشط والكاتب الفلسطيني جاد الله صفا المُقيم في البرازيل، إن "هناك الكثير من حركات التضامن المحلية مع الشعب الفلسطيني في البرازيل وتزور فلسطين باستمرار سنويًا لمعرفة وكشف طبيعة النظام الفلسطيني في مواجهة الامبريالية والرجعية والصهيونية".
وأضاف صفا خلال مداخلةٍ هاتفية في برنامج جسور المحبة الذي يبث عبر إذاعة صوت الشعب من غزة: "في البرازيل يقولون نحن نتعلّم من الفلسطينيين أساليب وطرق النضال، فهناك الكثير من حملات التضامن، في المدن والولايات البرازيلية، ومُؤخرًا تم تشكيل جبهة برازيلية من 210 نائب برازيلي في البرلمان، للتضامن مع الشعب الفلسطيني".
وأوضح صفا "نأخذ بعين الاعتبار أنه ولمدة 14 عامًا كانت الحكومة العماليّة بقيادة لولا داس يلفا وروسيف تتضامن مع الشعب الفلسطيني، فوقفت إلى جانب حركات الشعوب المقهورة، وحققت القضية الفلسطينية في حينه العديد من الإنجازات على مستوى القارة اللاتينية"، مُشيرًا أنها "وقفت إلى جانب الفلسطينيين في المحافل الدولية، فقد تم الاعتراف بالدولة الفلسطينية وفتح سفارة ل فلسطين في برازيليا".
أمَّا في عهد حكومة الرئيس الحالي بولسنارو، يتابع صاف حديثه "عبَّر بولسونارو من قبل فوزه بالانتخابات أنه سيكون منحازًا للكيان الصهيوني، وهدد بنقل السفارة البرازيلية إلى القدس المحتلة، في تعبيرٍ واضحٍ عن انحيازه للاحتلال الصهيوني".
مواقف بولسونارو لاقت رفضًا واسعًا، بحسب صفا الذي أوضح أن "مواقف بولسونارو لاقت استنكارًا كاملًا من الجاليات الفلسطينية والعربية في البرازيل، وكل القوى البرازيلية، حتى الكثير من القوى اليمينية والوسط اليميني واليسار، استنكروا هذه المواقف، وقالوا إن مواقف الرئيس تخرج عن الإطار العام للسياسة البرازيلية التي مارستها من عام 1947".
وشّدد صفا على أن "الاعتراف بفلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية، كان إنجازًا من إنجازات الانتفاضة الفلسطينية، حيث تم استقبال الاعتراف من قبل الجالية الفلسطينية كأنه نتيجة للنضال الفلسطيني الفاعل على الأرض وليس نتيجة لأي مؤسسة رسمية، حيث تم ملاحقة ومحاصرة الكيان الصهيوني في ذلك الوقت بسبب جرائمه بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة"، مُبينًا أن "المؤسسات والجاليات تعيش في أزمة كبيرة سببها الأساسي هو اتفاق أوسلو ونتائجه التي سمحت بتدمير المؤسسات وعدم الاهتمام بها".
وشرح صفا خلال حديثه "قبل ما يقارب العام وحتى الآن، هناك نشاط باسم المؤسسات الفلسطينية، يقوم به أصحاب النهج المسيطر والمهيمن في الساحة وهو يتبع للسلطة، والهدف من ذلك هو مواجهة سياسة بولسونارو الرامية إلى ضرب إنجازات القضية الفلسطينية في البرازيل، لكن هذا النهج والأفراد الذين تم اختيارهم، لا يروا في الجالية وفي تفعيلها عامل من عوامل المواجهة، حيث يتبع أسلوب آخر بتوجيه من السلطة والسفارة، يقوم على أعمال تهدف إلى مكاسب ومواقف مهمة يطمحوا لها، قد لا تكون جيدة، لكن هم يرونها جيدة".
وأكَّد على أن "السفارات الفلسطينية، والسفير يتلقى راتب من أجل الترويج للسياسة العامة الفلسطينية، وإذا توقف عن هذا الدور يخسر مكانه وموقعه، لذلك من الصعب المراهنة على أي سفارة فلسطينية خارج إطار سياسة السلطة، فلا فرق بين سفارة فلسطين في البرازيل أو بلغاريا أو الصين أو بولندا أو روسيا"، مُذكرًا أن "الشهيد عمر النايف استشهد دفاعًا عن قضية شعب كامل، للأسف السفارة في بلغاريا كان دورها مُخيبًا، فلم توفّر له أي حماية، وبغض النظر عن أي انتماء حزبي، لكن السفارات لا تشكل أي ملجأ أو مأمن للفلسطيني".
كما كشف صفا أن "السفير الفلسطيني يشجع التطبيع في البرازيل، بين من يعتبر ممثل للجالية الفلسطينية واللوبي الصهيوني، وأكثر من شخص محسوب على السلطة قام بلقاء إسرائيليين وقام بنشاطات وفعاليات مشتركة مع الاحتلال في البرازيل".
كما بيّن أن "الاحتلال منع أكثر من ناشط برازيلي من الوصول إلى داخل فلسطين، ومنع 5 أو 4 برازيليين خلال الخمس سنوات الماضية، وإحدى المتضامنات والمناضلات عندما وصلت إلى مطار "اللد"، أخبرتها المخابرات الإسرائيلية بالدخول بشرط التعاون والتعامل معها من أجل إيصال أخبار عن أشخاص تُريدهم سلطات الاحتلال، ومنعوها من الدخول لـ 10 سنوات إلى فلسطين".