Menu

روائيون عرب ينسحبون من جائزة البوكر العربية رفضًا للتطبيع

وكالات - بوابة الهدف

أعلن الروائي يحيى يخلف، وعبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أول من أمس، أنه طلب من ناشره وقف ترشيح روايته الجديدة "الريحانة والديك المغربي" للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، "الممولة من الحكومة الإماراتية، رفضاً للتطبيع المشين".

وكان سبقه وتلاه عديد الكتّاب الفلسطينيين والعرب في مقاطعة جائزة "البوكر" وايضاً جائزة "الشيخ زايد للكتاب"، وجائزة "اتصالات" لكتاب الطفل، ومعارض الكتاب في الشارقة وأبو ظبي، والفعاليات الأدبية والفنية على تنوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وكان لافتاً موقف الروائية الإماراتية ظبية خميس، التي نشرت عبر "فيسبوك" أكثر من منشور في هذا السياق، فكتبت: بعد قرار دولة الإمارات تطبيع علاقتها رسمياً مع العدو الصهيوني، سأنتهز الفرصة للتأكيد على رفضي ترشيح روايتي الجديدة التي ستصدر قريباً، للبوكر أو لأي جائزة خليجية أخرى، مع الإشارة إلى أنني لم أشارك في السابق، بأي جائزة غير البوكر.. وإني ككاتبة ومواطنة إماراتية عربية أكره إسرائيل والصهيونية كما كره اليهود هتلر والنازية والإيطاليون موسوليني والفاشية والأسبان فرانكو والديكتاتورية، ولا أرى فرقاً في العنصرية بين الصهيونية والنازية وكلهم ضد الإنسانية!

وأضافت خميس: كل قضية وانتماء هي تاريخ وذاكرة ولغة وثقافة، فإذا غيّب ذلك غاب الانتماء، ويمكن للإنسان أن يتماثل تماماً مع عدوه دون حروب لأنه سيحارب للعدو حربه ضد نفسه.

وشددت خميس في المقابل: تخرج بيانات كثيرة من كتاب لمقاطعة الصحف والمنابر والجوائز الإماراتية الثقافية كرد فعل على الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي المعلن. حسناً هل هذا يعني أنكم لن تكتبوا في صحفنا ولن تقبلوا جوائز المؤسسات ولن تحضروا معارض كتاب الشارقة وأبو ظبي. هذه خيبة كبيرة وهزيمة ذاتية للثقافة العربية وليست الحل، كما أن شتم الإمارات وأرضها وشعبها ليس هو الحل لما نحن فيه اليوم، ولما آل إليه واقعنا. ستشعلون نيران بغضاء وشتائم مسعورة تردّ عليكم. أمة العرب في سقوط مدوٍ، وفي كل مكان، وإسرائيل أحب الأسباب وليس كلها. أدعو المثقفين للتحليل والاستبصار، وربط الوقائع من الخليج إلى المحيط. عاشت الإمارات حرّة عربية.

وتحت عنوان "بيان استنكار وإدانة"، كتب الشاعر المغربي صلاح بوسريف على صفحته في "فيسبوك": أنا الموقع أسفله، صلاح بوسريف، باعتباري شاعراً مغربياً، حرّاً ومستقلاً، غير تابع لمؤسسة أو جهة ثقافية ما، من الجهات التي انطوت على نفسها، شلت ألسنتها وأصيبت بخرس الموتى، في ما يجري من تطبيع مع العدو الصهيوني. أدين وأستنكر، هرولة بعض الأنظمة العربية، والمنظمات والشركات، والمؤسسات الثقافية بصورة خاصة، لمباركة الاحتلال وشرعنة وجوده على الأراضي الفلسطينية المحتلة، إما بالتعامل معه بصورة مباشرة، أو مع وسطائه من الأنظمة العربية، التي تعمل وتتحرك بأمر من الإمبراطور الأميركي المتغطرس، كما أدين وأستنكر التعامل معها، أو مع من يمثلونها، أو يعملون في المؤسسات والجمعيات التابعة لها، نشراً وكتابة ولقاء، ما لم تتراجع عن مواقفها المذلة والرعناء، التي هي مس بتاريخنا وكرامتنا ووجودنا، الذي هو وجود بالأرض وعلى الأرض، وليس وجودا بالاحتلال والاستيطان والابتزاز وفرض الأمر الواقع، فالقضية الفلسطينية، ليست قضية أنظمة، بل قضية شعوب، وقضية كل الشرفاء من البشر في كل الكون، ممن يرفضون الضيم والغطرسة والاستقواء واستعمال السلطة والمال لابتزاز الإنسان في وجوده، وفي أرضه وسمائه، خضوعاً وخنوعاً، رغبة في تثبيت العروش، وتأبيدها، مقابل إذلال الشعوب وابتزازها.

الصوت الفلسطيني
وعقب إعلان الاتفاق الثلاثي الأميركي الإسرائيلي الفلسطيني، صدر بيان عن الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين رفض فيه "تطبيع العلاقات بين دولة الإمارات والكيان الصهيوني"، حيث اعتبرت الأمانة العامة للاتحاد "هذه الخطوة طعنة في خاصرة الأمّة العربية، وخرقاً لسفينة المصير العربي برمته"، مطالبة "الأمناء على العروبة والأصالة العربية بالضغط على دولة الإمارات للتراجع عن هذه الصفقة المذلة"، مشددة على أن "المطلوب اليوم من الكل الشريف والنبيل والنقي من الكتّاب والأدباء العرب فضح غربان الخرائب التطبيعية بمختلف سياقاتها في كل الفضاءات العربية"، داعية الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، واتحاد أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، لاتخاذ "المواقف الواجبة دفاعاً عن فلسطين وقضيتها، ورفض التطبيع والاتفاق الثلاثي الأخير الذي يخدم صفقة القرن".

أما جمعية الناشرين الفلسطينيين فصدّرت بياناً أدانت فيه "ما قامت دولة الإمارات بقرار منفرد، ضاربة عرض الحائط بمبادرة السلام العربية، وبالقرارات العربية والإسلامية والدولية"، مناشدة "كل جمعيات واتحادات الناشرين في العالم العربي والعالم كله، لأخذ موقف موحد في مواجهة هذه الخطوة الخطيرة، ودراسة ما يستتبعها من إجراءات مستقبلية في خدمة القضايا العربية، والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص.

من جانبه، شدد وزير الثقافة د. عاطف أبو سيف على أن "التوجه الإماراتي للتطبيع مع الاحتلال عبر الإعلان الثلاثي المشؤوم يشكّل طعنة جديدة للأمة العربية ولمواقفها المشتركة في الدفاع عن حقوقها، ويشكل مدخلًا آخر للمزيد من الانزلاق في الرواية القومية وضعضعة الحالة الثقافية في وطننا العربي وتمكين العدو من غرس أنصال روايته الزائفة بين أطفالنا وشباننا من أجل مواصلة مشروعه الإحلالي الكولنيالي الذي لا يستهدف فلسطين، وإن كانت هي بداية هذا المشروع، بل الوطن العربي الكبير"، محذراً من "الهرولة البشعة لتطبيع العلاقات مع الاحتلال التي تعد تبرئة له من كل جرائمه، وترويجاً لروايته الكاذبة ونفياً للرواية العربية"، وأن "المطلوب هو اصطفاف المثقفين العرب من شعراء وروائيين وكتاب وفنانين في مواجهة موجة الزيف التي تجتاح الحالة العربية؛ حفاظاً على هويتنا العربية التي تمتد منذ آلاف السنين وجذورنا وتواجدنا على هذه الأرض".

في الخليج العربي
وفي الخليج العربي، كان مثقفو سلطنة عُمان من أوائل المبادرين إلى مناهضة التطبيع، في حين رفعت الكويت حكومة ومجلساً نيابياً وإعلاماً ومثقفين لواء "لا للتطبيع" على المستوى العربي، وبـ"البنط العريض"، ودون مواربة.

وأكد مثقفون عُمانيون رفضهم القاطع لـ "كل أشكال التطبيع التي تمارسها الأنظمة العربية الحاكمة" مع الاحتلال الإسرائيلي.. وقال بيان مكتوب صدر عن هؤلاء اليوم إن "أبناء عُمان من كتاب وأدباء ومثقفين وصحافيين ومهنيين، من أجيال مختلفة وأطياف متنوعة، يرفضون رفضا قاطعا فصلهم عن قضيتهم المركزية؛ القضية الفلسطينية"، داعين الأنظمة المطبّعة مع إسرائيل إلى "العودة إلى رشدها، واحترام إرادة ووجدان شعوبها الذي تمثل فلسطين فيه الركن الأساس".

ومن الموقعين على البيان الأديب والسينمائي عبد الله حبيب، والشعراء زاهر الغافري وصالح العامري وإبراهيم سعيد، والناشطة الحقوقية حبيبة الهنائي، والباحثون سعيد سلطان الهاشمي ومحمد العجمي وسيف عدي المسكري وعلوي المشهور ووضحاء الكيومي، والمسرحيان مالك المسلماني وهلال البادي، والإعلاميون زاهر المحروقي وسليمان المعمري وسمية اليعقوبي والمختار الهنائي، إضافة إلى عدد من الروائيين وكتاب القصة، منهم حمود الشكيلي ومحمود الرحبي وحمود سعود والخطاب المزروعي ويعقوب الخنبشي وسعيد الحاتمي.

الأردن
وأصدرت رابطة الكتّاب الأردنيين بياناً، أول من أمس، أدانت فيه "الاتفاقية الجديدة بين دولة الإمارات والعدو الصهيوني"، ووصفته بأنه "اعتراف جديد بالارتباط بين قوى البترول العربي والصهيونية والإمبريالية لنهب ثروات الأمة وتكريس الهيمنة الاستعمارية الصهيونية على وطننا العربي عامة وفلسطين خاصة".

وجاء في البيان أن الرابطة تعلن "رفضها وإدانتها الكاملة لهذه الاتفاقية الجديدة مع العدو مثلما أدانت كل الاتفاقيات السابقة معه. إن هذه الاتفاقية تريد التشكيك بصوابيّة نضالنا الأخلاقي لتحرير فلسطين وتريد منا الاستسلام للعدو الغاصب".

في المغرب العربي
وأعلن كتاب وروائيون مغاربة سحب ترشيحهم لجائزة الشيخ زايد للكتاب، والانسحاب من بعض المؤسسات الثقافية الإماراتية، استنكاراً لإعلان الإمارات العربية المتحدة التطبيع مع إسرائيل.

ودان اتحاد الكتاب التونسيين، أول من أمس، الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي الذي تم برعاية أميركية، معتبراً إياه "طعنة في ظهور العرب المتمسكين بمبدأ الحرية لفلسطين، باعتبارها قضية العرب المركزية وعنوان الكرامة والحق".

ودعا الاتحاد، في بيان صحافي، تلقت "أيام الثقافة" نسخة عنه، القوى الوطنية في تونس من أحزاب ومنظمات إلى رفض هذا الاتفاق وادانته والتصدي لكل مسارات التطبيع مع الاحتلال. مطالبًا اتحادات الكتاب الشقيقة والاتحاد العام للادباء والكتاب العرب بادانة هذه الخطوة التطبيعية الخطيرة واتخاذ ما ينبغي من اجراءات لرفض كل اشكال التطبيع وفي مقدمتها المحاولات البائسة الرامية إلى تكريس التطبيع الثقافي، قبل أن يختم بتوجيه التحيّة إلى "كل عربي حر لا يزال يؤمن بحتمية استرجاع الحق المسلوب وتحرير فلسطين أطال الزمن أم قصر".

أما بيت الشعر الجزائري فتحدث في بيان صادر عنه عن واقع الممارسات الحقيقية للعديد من الأنظمة السياسية في عالمنا العربي، والذي يبنئ في كل مرّة، عن ردّة اهتزازية جديدة، ولكنها منتظمة ودقيقة في توقيتها وفي أهدافها، للزلزال العنيف الذي ضرب القضية المركزية التي بني عليها الوجود الحضاري والتاريخي للأمة العربية في صميم طموحاتها في الوجود والحرية والديمقراطية، ألا وهي القضية الفلسطينية.

وأضاف البيان: إن ما يبدو لنا، نحن الشعراء الجزائريين المنضوين في بيت الشعر الجزائري، أخطر بكثير من التطبيع السياسي لهذه الأنظمة، هو التخلي التدريجي للنخب الثقافية والعربية عن القضية الفلسطينية وتحييدها المستمر عن واقع الممارسة الفكرية والإبداعية، وإلغائها من واقع الكتابة الإبداعية والفنية.. وإيماناً من أعضاء بيت الشعر الجزائري، الذي نأى بنفسه، منذ تأسيسه، عن بيوت الشعر العربية الأخرى المدعومة من بعض هذه الأنظمة تسميةً ورؤيةَ وقناعةَ، بعدالة القضية الفلسطينية وبنضالات شعبها الأبيّ، فإننا، نحن الشعراء الجزائريين أعضاء بيت الشعر الجزائري، ننددّ بشدة بالانجرار المستمر للأنظمة العربية إلى مادة التطبيع من الاعتراف المجاني بالكيان الصهيوني الذي أوصل القضية الفلسطينية إلى ما وصلت إليه، ونعتبر هذا التطبيع خيانة تاريخية للقضية الفلسطينية ونكراناً لنضالات الشعب الفلسطيني الأعزل على مدى عقود طويلة من الزمن، كما نهيب بكل النخب الثقافية والفكرية والسياسية العربية الحرّة بمختلف توجهاتها وقناعاتها الفكرية والإيديولوجية، للوقوف في وجه التطبيع السياسي مع الكيان الصهيوني واعتبار القضية الفلسطينية قضية مركزية ونواةً أساسية في أي مشروع ثقافي حضاريّ مستقبليّ باعتباره الضامن الوحيد لبقاء القضية الفلسطينية حية في وعي الأجيال القادمة.

وأكدت رابطة الأدباء والكتاب الليبيين إدانتها للاتفاق الثلاثي، مؤكدة "مضيّها قدماً في درب النضال الثقافي الذي يكرّس القدي ككلمة سر لأي تحول وعنوان لكل تطور"، داعية "كل مثقف وأديب ومبدع وكل مؤسسة ثقافية تنتمي للأمة العربية، وفي مقدمتها اتحاد الأدباء والكتاب العرب، إلى قيادة المقاومة الثقافية في رفض التطبيع مهما كانت صوره.

 

لبنان والعراق
وجدّد اتحاد الكتّاب اللّبنانيّين، الذي يعيش مأساة انفجار بيروت المدّمر اقتصادياً وثقافياً وإنسانياً، رفضه وإدانته "كل أنواع التطبيع مع العدو الصهيوني"، مؤكداً أن "تشكّل الصهيونيّة أبشع أنواع العنصريّة، ويكاد يكون الكيان الصهيوني، هو الكيان العنصري الوحيد الباقي في العالم، لذلك فإن دعوات مقاطعته، من منطلق انساني حضاري، تتوسع عالمياً وفي أوساط أكاديمية وثقافية وطلابية وشعبية"، وأنه كان لاتحاد الكتّاب اللّبنانيّين ولا يزال، و"منذ ان بدأت مسيرة التطبيع الرسمي العربي مع كيان الاحتلال الغاصب، موقف رافض ومدين لهذا التطبيع"، داعيا "الكتّاب والاُدباء والمفكرين الاستراتيجيّين الى شرح مخاطر الصهيونية على التقدم الحضاري للإنسانية جمعاء".

وأصدر الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، بياناً، أمس، دان فيه "سياسة التطبيع التي تنتهجها القوى الامبريالية والحركة الصهيونية لإذلال الشعوب، والتي تم الإعلان عن تطبيقها بصورة كاملة بين دولة الإمارات وإسرائيل، في الضد من إرادة الشعب الفلسطيني المستلب الحقوق"، وداعياً المثقفين، وأرباب العقول والمفكرين، وحملة مشاعل التنوير، المبادرة لتقديم الكلمة وسيلةً لرفض الطغاة والطغيان.

وكان مثقفون عراقيّون يقيمون في العراق وعدة دول في مختلف قارات العالم بياناً عبروا فيه عن الشعور "بالمرارة والألم، مجسّدين موقفنا المبدئيّ الرافض لتطبيع دولة الإمارات مع كيانٍ مغتصِبٍ. هذا الموقف تجسد غير مرّةٍ حين أكّدَ المثقّفُ العراقيّ في مساراتٍ زمنيّةٍ متعددةٍ، وعلى مدار العقود الماضية، مؤكداً التزامه بالقضية الفلسطينية العادلة".. نتمنى ألّا نخسرَ أيَّ بلدٍ عربيّ لصالح إسرائيل، وعلينا العمل لنعلن "لا" كبيرةً وواضحةً، لا تشوبها شائبة ضدّ التطبيع باعتباره جريمةً معلنةً، داعين في الوقت ذاته القوى العربية الفاعلة من مثقفين، وأكاديميّين، وأحزاب، واتحادات مهنية، ومنظمات وحركات طليعية إلى تحمّل مسؤوليتها التاريخية في الإعلان عن رفض الاتفاقية، ونشر الوعي، وإدراك أننا الآن أمام مؤامرة لتصفيتنا جميعاً، ومحاصرة أحلامنا. 

المصدر: الأيام