المشروع الصهيوني منذ لحظته الأولى هو مشروع ابادة للفلسطينيين، يسعى لإنهاء وجودهم المادي والمعنوي على أرضهم، وكل مظهر لهويتهم سياسيًا أو اجتماعيًا او ثقافيًا، بهذا الاتجاه عمل وطور سياساته وأدوات إرهابه وقمعه، ونفذ مجازره الدموية بحق الفلسطينيين.
قرار الاحتلال الموجه ضد القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي، جزء من حربه الطويلة ضد الحركة الطلابية الفلسطينية التي تستهدف إنهاء دورها الوطني ووجودها برمته، باعتبارها تعبير أساسي عن فعالية الوجود الفلسطيني، وقدرته على المواجهة وإبداع أدوات الصمود في وجه الاحتلال، وهي سياسات احتلالية لا يمكن فصلها عن استهداف حواضن الحركة الوطنية الفلسطينية، ومنها الحركة الطلابية التي طالما كانت قاعدة قوية للعمل الوطني الفلسطيني. إن الهجوم والاستهداف الشامل من قبل الاحتلال لجماهير شعبنا بقطاعاته المختلفة، لا يمكن مواجهتها بالنكوص أو التراجع، ولكن بمزيد من التمسك بقيمة النضال والصمود في هذه الأرض، وهذا ما يعبر عنه القطب الطلابي الفاعل بجانب مكونات الحركة الطلابية الفلسطينية، وفي مواجهة هذا القرار الاحتلالي أثبت القطب والقوى الطلابية الفلسطينية قدرتها على رفض لغة الترهيب الصهيونية، ورفع راية التحدي كعنوان للعمل في مواجهة السياسة الصهيونية دفاعًا عن حقوق شعبنا وقضيتنا.
إن الواجب اليوم من كل القوى الداعمة لنضالات شعبنا، تصعيد مواقفها ونشاطها لفرض المقاطعة الشاملة على الاحتلال وخصوصًا في الشق الأكاديمي، فلا يمكن لعصبة القتلة الصهاينة إلا أن تكون هدفا للعزل والمحاسبة لدى جميع القوى المؤمنة بالحق الإنساني وبالعدالة.
قد تكون سياسات الاحتلال لتجهيل الفلسطينيين وتدمير منظومتهم التعليمية والأكاديمية وعزلها فشلت منذ زمن بعيد، لكن سياساته لجرف الوعي السياسي الفلسطيني، وتدمير مقومات وجوده وأحدها الأطر الطلابية تبدو أكثر نشاط من أي وقت مضى، وما يظهره الاحتلال في المشهد السياسي لشطب الوجود السياسي للفلسطينيين، وابقائهم كأجساد تسعى لتلبية حاجاتها البيولوجية، يسعى إليه أيضًا في سياساته ضد الحقل الطلابي الفلسطيني، فما يريد الاحتلال فرضه في هذا الجانب، "جامعات تقنية" تخلو مجتمعات الطلبة فيها من مظاهر الوعي السياسي والوطني، ويُحرم فيها الطالب من الحصول على التنشئة السياسية الوطنية والكفاحية الضرورية، فيتم استهداف الاطر الطلابية والمناهج الدراسية، والدور الوطني للجامعات، سواء بالقرارات القمعية المباشرة، أو بسياسات الاعتقال المنظم لكوادر الحركة الطلابية.
إن واجبنا اليوم هو رفض سياسات تطويع بيئة جامعاتنا الفلسطينية، وإغلاق أبوابها أمام مشاريع التمويل المشبوه الهادفة لإخضاع جموع الطلبة لعمليات التدجين السياسي والاجتماعي، والتمسك بحريات العمل الطلابي والسياسي والدفاع عنها كحصن لإنتاج الوعي والفعل الوطني، ورفض كل محاولات الفصل بين العمل الطلابي والوطني، وكذلك محاولات اخضاع الفعل الفلسطيني في أي حقل للمعايير التي يفرضها الاحتلال؛ فالجواب اليوم على قرارات الاحتلال هو توسيع آفاق العمل وتعميق مفاعيله، وإسقاط سياسات الاحتلال بموقف مجتمعي واضح، ينضم لموقف الحركة الطلابية الفلسطينية الشجاع في مواجهة سياسات الاحتلال ضد أطره المختلفة.