Menu

اليوم هو اليوم العالمي للطفل

تقرير: الاحتلال قتل (75) طفلاً فلسطينيًا منذ يناير 2018 وأصاب (5137) آخرين

غزة _ بوابة الهدف

أصدر مركز الميزان لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، تقريرًا حول واقع حقوق الأطفال في قطاع غزة بعنوان "أطفال قطاع غزة يموتون ببطء فهل يتحرك العالم؟" لتسليط الضوء على حجم المخاطر التي تهدد حياة الأطفال ومدى تمتعهم بحقوقهم الأساسية في قطاع غزة.

وقال المركز، إنّ "صدور هذا التقرير يأتي بمناسبة اليوم العالمي للطفل، الذي يُصادف الجمعة الموافق 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل عام 1959، كما يوافق اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل، والتي نصت على ضرورة احترام حياة الأطفال وكرامتهم الإنسانية، وخصت الأطفال بالحق في رعاية خاصة وأوجبت على الدول توفير القوانين اللازمة لذلك، بما يضمن تنشئتهم بالشكل الأمثل".

واستعرض تقرير المركز "واقع حقوق الأطفال في ظل استمرار وتصاعد الانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث واصلت قوات الاحتلال تحللها الكامل من التزاماتها بموجب اتفاقيات حقوق الإنسان الدولية، ولا سيما الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، والبروتوكول الإضافي الملحق بها".

وأشارت نتائج عمليات رصد وتوثيق انتهاكات قوات الاحتلال التي يواصلها مركز الميزان إلى أن (75) طفلاً قُتلوا منذ 1 يناير 2018، فيما أصيب (5137) طفلاً، من بينهم (66) طفل على الأقل تسببت لهم الإصابة بإعاقة، وتوفي (3) أطفال مرضى نتيجة إعاقتهم من الوصول للعلاج، كما اعتقلت تلك القوات (70) طفلاً تعرضوا خلال فترة احتجازهم للتعذيب، أو سوء المعاملة، أو الإساءة بما فيها التمييز والإهمال.

وأكد التقرير على أنّ "الانتهاكات الموجهة لحقوق الأطفال في قطاع غزة لا تقتصر على الانتهاكات المباشرة مثل القتل والإصابة، بل إن استهداف الوالدين والمنزل والمدرسة والمستشفى، وغيرها من الانتهاكات التي يعاني نتيجتها الأطفال بصمت وتؤثر على حياتهم ومستقبلهم وعلى مدى تمتعهم بحقوقهم، وتشكّل مساسًا جديًا بجملة حقوق الإنسان بالنسبة لهم.

ورصد المركز أبرز تلك الانتهاكات خلال الفترة التي يتناولها التقرير، حيث فقد (177) طفل المأوى بعد أن دمرت قوات الاحتلال الصهيوني منازلهم بشكل كلي، و(1001) طفل تعرضت منازلهم لأضرار بشكل جزئي أو جزئي بالغ، فيما فقد (618) طفل أحد أفراد عائلاتهم، (365) طفل فقدوا أحد الوالدين أو كليهما، كما تعرضت (35) مدرسة تعليمية لأضرار، وواجه (291) طفل صعوبات في الحصول على العلاج، فيما تواصل قوات الاحتلال احتجاز جثامين (3) أطفال.

وتناول التقرير إثر تدهور الأوضاع الإنسانية نتيجة الحصار الذي شددته سلطات الاحتلال على قطاع غزة منذ أيلول/سبتمبر 2007م، على الأطفال ومدى تمتعهم بحقوقهم الأساسية واستعرض التقرير بعض المؤشرات التي تظهر مدى خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، حيث يعاني حوالي 70% من سكان قطاع غزة انعدام الأمن الغذائي، و73% من الأطفال دون الخامسة يعانون من فقر الدم، وأن ما نسبة.7% من الأطفال هم من أفراد الأسر الفقيرة. ويرزح 33.8% من مجتمع قطاع غزة تحت خط الفقر المدقع، كما أثّر نقص الأدوية بنسبة 45% على تقديم الخدمات الصحية للأم والطفل، وحوالي 97% من مصادر المياه لا تتطابق مع معايير منظمة الصحة العالمية، و73% من الشريط الساحلي لقطاع غزة ملوث بمياه الصرف الصحي.

وتناول التقرير خطر تفشي فايروس كورونا في المجتمع مع استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية مما يضاعف من المخاطر التي تهدد صحة السكان في قطاع غزة ومدى تمتعهم بحقوقهم الأساسية، ولاسيما الأطفال منهم. وتقدر نسبة الأطفال المصابين بفيروس كورونا في قطاع غزة بحوالي 18% من العدد الإجمالي التراكمي للمصابين والبالغ عددهم حتى مساء 19 نوفمبر 2020 (12439) مصاب.

كما استعرض التقرير بعض المؤشرات التي توضّح مدى معاناة الأطفال في قطاع غزة والتحديات التي تواجه حقوقهم الأساسية، ولاسيما حقهم في البقاء والنماء وحقهم في الصحة والسلامة البدنية مع تفشي جائحة كورونا داخل المجتمع في قطاع غزة، حيث فقد الآلاف من عمال المياومة ومحدودي الدخل مصادر رزقهم، وتضرر حوالي (158611) عامل مياومة من جائحة كورونا، وفقد حوالي (18100) عامل من العاملين في المنشآت المسجلة لدى الاتحاد العام للصناعات في قطاع غزة، كما تضررت الكثير من القطاعات الاقتصادية الأخرى بشكلٍ كبير وانعكس ذلك على مدى قدرة الأسرة على توفير متطلبات الحياة الأساسية للأطفال، فحوالي 80% من سكان القطاع يعتمدون في غذائهم على المساعدات.

وأظهرت الحقائق التي أوردها التقرير الانتهاكات التي يتعرّض لها الأطفال في قطاع غزة سواء المباشرة منها أو غير المباشرة ما يقوّض أسباب الحياة ويهدد جملة حقوق الطفل.

وعبَّر المركز عن استنكاره الشديد لاستمرار وتصاعد الانتهاكات الصهيونية لحقوق الأطفال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في حين عبَّر عن أسفه الشديد حيال استمرار تحلل المجتمع الدولي من التزاماته القانونية بموجب الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وقواعد القانون الدولي الإنساني، وعدم تدخلها لوقف الانتهاكات المتصاعدة، وضمان احترام قوات الاحتلال لالتزاماتها القانونية تمهيدًا لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة.

وحذَّر المركز من خطورة الانهيار المتواصل في الأوضاع الإنسانية نتيجة الحصار المفروض على قطاع غزة في ظل تفشي جائحة كورونا في المجتمع في قطاع غزة.

 كما شدّد المركز على أنّ اليوم العالمي للطفل يجب أن يشكل مناسبة للمجتمع الدولي، لتقف فيه كل دولة أمام واجباتها والتزاماتها القانونية والأخلاقية أمام الممارسات الإسرائيلية العنصرية وتصاعد انتهاكاتها بحق الأطفال في الأراضي الفلسطينية المحتلة.