كما كان متوقعًا، قرر بني غانتس القفز من سفينة بنيامين نتنياهو، ولكن على الأرجح من دون أن يؤمن قارب النجاة أولًا، وبالتالي فالكيان الصهيوني ماضٍ إلى مرحلة متجددة من الإرباك والفشل الحكومي، بعد أن قرر بني غانتس أنه سيدعم مشروع القانون الذي سيقدمه يائير لابيد غدًا الأربعاء، لحل الكنيست وبالتالي سقوط حكومة الائتلاف، والتوجه إلى انتخابات ستكون الرابعة في الكيان في غضون عامين.
جاء قرار غانتس، الذي يشغل منصبي وزير الحرب ورئيس الوزراء المناوب، إضافة لكون زعيم حزب أزرق- أبيض، في بيان خاص بثه للصحافة هذا المساء أعلن فيه دعمه لـ"هناك مستقبل- يش عتيد" في اقتراحه المزمع تقديمه غدا في الجلسة الكاملة للكنيست.
غانتس قال إنه لن تكون هناك حكومة من دونه مضيفا أنه ليس لديه "أوهام بشأن نتيناهو" وكسره المستمر لوعوده وعدم التزامه بأي تعهد، وأضاف إنه كان يظن إن نتنياهو سيرتقي إلى تحديات الساعة التي تواجه الكيان، حيث وعد بالوحدة، وعدم التحايل والإدارة المسؤولة بشأن كورونا ولكن هذا كله لم ينفذ وأكد غانتس أنه ليس هو المخدوع من قبل نتنياهو بل "أنتم أيها المواطنون الإسرائيليون".
وحمل غانتس نتنياهو مسؤولية تفكيك الحكومة وجر الكيان إلى انتخابات جديدة عبر رفض الموافقة على الميزانية العامة للدولة والتي تم التوقيع عليها وإقرارها كما قال، وأضاف أن مقاربة نتنياهو للكيان بالعالم المتنور ليس صحيحا، إذ أنه ريحدث أبدا إعاقىة تعيين مراقب للدولة لا في السويد ولا النرويج.
وقبل دقائق من تصريح غانتس ، نشر نتنياهو شريط فيديو طلب فيه من رئيس حزب أزرق وأبيض عدم دعم مشروع يش عتيد، وقال "لقد قلت منذ فترة طويلة ، هذا ليس وقت الانتخابات - هذا هو وقت الوحدة، لسوء الحظ ، يصطف أزرق-أبيض خلف لبيد وبينيت. وهما لايهتمان بأننا ذاهبون إلى صناديق الاقتراع وسط وباء كورونا. هذا في مصلحتهم الخاصة ".
وأضاف نتنياهو: "على الرغم من أن أزرق-أبيض في هذه الحكومة شكلوا حكومة داخل حكومة، إلا أنهم تحدونا باستمرار، وانتهكوا اتفاقيات الائتلاف - أقول لهم أن يضعوا كل شيء جانبا. يا بني ، ما يجب القيام به الآن هو تغيير السياسة لمواطني إسرائيل. هذا ما يجب القيام به الآن وأطلب منك القيام به ".
من جانبه شدد الرجل الثاني في أزرق-أبيض وزير الخارجية غابي أشكنازي على كلام زعيمه مؤكدا أنه تم الانتهاء من شراء ألاعيب نتنياهو وعلى نتنياهو أن يختار بين الذهاب إلى المحاكمة أو إقرار الميزانية.
ومن المعروف أنه إذا تمت الموافقة على مشروع قانون حل الكنيست يوم غد الأربعاء ، فلن يتم تفريقه على الفور لأنه مجرد قراءة أولية - وهذا يتطلب الموافقة في القراءتين الثانية والثالثة أيضًا وتشير التقديرات إلى أنه إذا لم تكن هناك مفاجآت داخل حزب أزرق-أبيض فسيوافق أخيرًا على حل الكنيست في القراءة الثالثة يوم الاثنين المقبل - مما سيؤدي مباشرة إلى الانتخابات في مارس.
ورغم احتمال حصول اقتراح يش عتيد على أغلبية أصوات لازمة لحل الكنيست إلا أن المفاجأة قد تأتي من قائمة راعم العربية حيث أعلنت إنها تفكر في عدم حل الكنيست، ويبدو أن رئيس القائمة منصور عباس يقيم كما جاء في بعض التسريبات اتصالات مع نتنياهو بهذا الشأن، ما يعني احتمال انهيار القائمة المشتركة.
من جانبه قال وزير الاقتصاد ، عمير بيريتس (العمل) ، في مقابلة: "أقدر أن غانتس سيعلن دعمه لحل الكنيست. هذا هو القرار الصحيح بالنسبة له" وأضاف بيرتس: "كان من الخطأ السياسي الدخول في الحكومة مع نتنياهو". وأكدت وزيرة النقل ريغيف: "نحن وراء الاتفاق الذي سيحل فيه بني غانتس محل نتنياهو. ومن لا يلتزم بالاتفاقات هم أزرق وأبيض".
وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من الخطاب الحاد للحزبين الرئيسيين، إلا أن المحاولات والمحادثات بين الطرفين مستمرة وراء الكواليس على الرغم من عدم وجود مفاوضات رسمية ، هناك اتصالات ورسائل، ويقول كلا الجانبين أنه في هذه المرحلة لا يوجد اقتراح يسد الفجوات، وغانز مستعد للتنازل وتأجيل تحويل الميزانية طالما يضمن التناوب، بينما نتنياهو لا يرغب في تحويل الميزانية دون أن يطمئن إلى أنه يمكنه كسر الاتفاق لاحقًا. على الرغم من الجدل ، فإن التأخير لمدة أسبوع أو أسبوعين في تقديم القانون هو سيناريو معقول لدى بعض االأطراف.
وأيضا من المعروف أنه من اللحظة التي تمر فيها ميزانية 2021، سيُحرم نتنياهو من فرصة الخروج للانتخابات المقبلة، و في حالة سقوط الحكومة بعد ذلك، يكون غانتز رئيس الوزراء الانتقالي، وفي سيناريو آخر ربما أن الطرفين سيوافقان على التفريق التلقائي للكنيست في 23 ديسمبر - الموعد القانوني الأخير لنقل ميزانية الدولة، ولكن اتفاقا شاملا يضمن استمرار وجود الحكومة هو سيناريو غير محتمل ، وأيضا احتمالات ألا ينهي الائتلاف نفسه عالية للغاية.