Menu

تقريركورونا وقتل واعتقالات واحتجاز لجثامين الشهداء.. عام 2020 الأصعب على القدس والمقدسيين

القدس_بوابة الهدف

مدينة القدس والمقدسيين، نالوا القسط الأبرز من سوءات عام 2020، وباءات عدة لاحقت المقدسيين، علاوة على فيروس كورونا كان هناك الوباء الأكبر في فلسطين والقدس هو الاحتلال الصهيوني.

لم يسلم المقدسيون من بطش الاحتلال بكل أشكاله، حيث القتل والاعتقال والهدم واحتجاز لجثامين الشهداء وتعذيب للأطفال.

ثمانية شهداء زينوا حصيلة بطش الاحتلال بحق المقدسيين، خمسة منهم استشهدوا على أبواب الأقصى، وهم شادي البنا، ماهر زعاترة، إياد الحلاق، أشرف هلسة، محمود كميل، وأحمد عريقات، نور شقير، شهداء ارتقوا على حواجز الاحتلال.

شكل آخر لجرائم الاحتلال يضاف لعام 2020 بحق المقدسيين، تمثل بالاعتقالات المستمرة بحقهم، فاعتقل الاحتلال أكثر من 1800 مقدسي، نصفهم من القصر والأطفال، وكان لبلدة العيساوية النصيب الأكبر منهم.

لم يكتف الاحتلال بالمقدسيين داخل القدس، فقد طالت الاعتقالات المبعدين أيضاً، حيث أحمد عطون، وأحمد أبو طير، بالإضافة إلى وزير القدس السابق خالد أبو عرفة والشيخ رائد صلاح، جميعهم معتقلون في سجون الاحتلال.

ولا يشبع الاحتلال من جرائم القتل، إنما يكملها بحجزٍ لجثامين الشهداء، حيث يحتجز جثامين كلٍ من: مصباح أبو صبيح، و فادي القنبر، عزيز عويسات، وماهر زعاترة، ومحمود كميل.

مالك عيسى، وبشار عليان، طفلان مقدسيان حكم عليهما الاحتلال بإكمال عام 2020 دون عينهم، حيث فقأ الاحتلال أعينهم في جريمةٍ وحشيةٍ تضاف إلى سجل إرهابه بحق المقدسيين في هذا العام.

وباء كورونا حتم على كل سكان العالم البقاء في منازلهم احتماءً من الفيروس، وهنا كان لابد للاحتلال أن يتدخل أيضاً، فهدم أكثر من 197 بيتاً ومنشأةً في القدس بداعي عدم الترخيص، وترك أصحابهم دون مأوى في ظل الجائحة.

إخلاء مستمر من جيش الاحتلال لبيوت المقدسيين ليسكنها المستوطنون، فكثير من العائلات فقدت منازلها وكثير منها يترقب وينتظر وقت إخلائه للمستوطنين في سلوان والشيخ جراح، ناهيك عن العائلات التي تسكن في حوش النيرسات، تنتظر انهيار أسقفهم بسبب تصدعها بفعل الحفريات المستمرة أسفل بيوتهم من الاحتلال.

أفعال الاحتلال لم يسلم منها أيضاً التجار المقدسيين، بعد فرض سلطات الاحتلال إغلاقات عدة بحجة كورونا دون تعويضات مالية لهم، على الرغم من فرض الضرائب والغرامات عليهم من قبله، الأمر الذي اضطر أصحاب المحلات لإغلاقها.

جرائم الاحتلال بحق المقدسيين طالت الأموات أيضاً، فقد هدم الاحتلال الدرج المؤدي إلى المقبرة اليوسفية، شمال سور القدس، وقطع بعض أشجارها تنفيذاً لمخططاته التهويدية على أرضها.

المسجد الأقصى لم يغب عن المشهد في عام 2020، حيث أغلق المسجد أكثر من شهرين بحجة كورونا، الأمر الذي استغله الاحتلال وأبعد حراسه عنه، وتركيب مكبرات صوتٍ على أسواره، بالإضافة إلى مواصلة أعمالٍ في سوره الجنوبي تهدد باختراقه، وإصدار قرارٍ بإعادة إغلاق مصلى باب الرحمة.

وبعد إعادة فتحه، ارتفعت حملة الإبعادات عن المسجد، وانهالت الغرامات المالية على رواده بحجة التباعد وارتداء الكمامة، علاوة على ذلك أعداد المستوطنين والمقتحمين بداخله أخذت في التزايد بشكلٍ كبير، بتسهيلٍ من شرطة الاحتلال لتنفيذ صلواتهم العلنية داخل أسوار المسجد، وضمن أفعال صهيونية كثيرة في تمادٍ كبيرٍ من المستوطنين، رفعت الأعلام "الإسرائيلية" داخل المسجد وأضاؤوا شمعدان عيد "الأنوار اليهودي"، في محاولات خطرة لتغيير المعالم الدينية للمسجد.

قرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى والقدس بلغت أكثر من 330 قراراً في عام 2020، طالت شخصيات مقدسية عديدة، كان أبرزها خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري.

بعد كورونا وغطرسة الاحتلال، خنجر مسموم انغرس في خصر القدس والمقدسيين، وهو خنجر التطبيع، الأمر الذي أفضى إلى زيارات عربية تطبيعية بحماية من شرطة الاحتلال، تلازمت تلك النشاطات باعترافٍ بحقٍ يهوديٍ في المسجد الأقصى، وتعاطفٍ مع الاحتلال وبأسلوبٍ مهاجمٍ للفلسطينيين، وصولاً إلى مشاركة بعضهم بإضاءة شمعدان عيد "الأنوار اليهودي"، والاستثمار المالي في مشروع وادي السيلكون "الإسرائيلي"، المشروع الذي يفضي إلى إزالة 200 منشأة صناعية وتجارية في القدس.

هذا عام 2020 عند المقدسيين، حيث وباءات وجرائم وممارسات صهيونية متغطرسة بحقهم، لكنها لم تنل منهم ولا من عزيمتهم شيئاً، بل زادتهم قوة وتماسكاً لبلدتهم ومسجدهم، فأقاموا المبادرات وعمروا مسجدهم، ولفظوا المطبعين ألفاظاً تخدش حيائهم، حمايةً لقدسهم وأقصاهم.