Menu

الأسير الفلسطيني: جريمة حرب صهيونية

خاص بوابة الهدف

ما يقارب مليون فلسطيني أدخلتهم العصابة العنصرية الصهيونية لسجونها منذ العام ١٩٦٧، فيما لا تتوفر أرقام واضحة عن الفترة السابقة والتي امتدت منذ بداية المشروع الاستعماري الصهيوني على أرض فلسطين، ورغم كل ما قد يقال من حقائق حول ما أنجزته الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة ودورها المتقدم في مقاومة الاحتلال وتثبيت الهوية الفلسطينية، فإن جوهر هذه القضية وحقيقتها التي لا يجب أن تغيب هو كونها جريمة حرب، وواحدة من أبشع أشكال الجرائم ضد الإنسانية، هذا التوصيف هو ضرورة لأي برنامج عمل وطني في ملف الأسرى؛ فالأسرى على بطولتهم هم ضحايا لهذا الاحتلال.

وفقًا لهذا الفهم لا يمكن تجاوز حقيقة بسيطة حول الغبن الشديد الذي تلحقه مقاربة قضية الأسرى الفلسطينيين في الصراع مع العدو الصهيوني وفق المعايير التقليدية الخاصة بملفات الأسرى بين الأطراف المتحاربة؛ إذ تُسقط هذه المقاربة حقيقة الجريمة الصهيونية، فمعظم من تعتقلهم سلطات الاحتلال هم مدنين لم يشاركوا في القتال ضد قواته، ولا يتمتع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بالحد الأدنى من حقوق أسرى الحرب، فيما يشير المسار التاريخي لسياسات سلطات الاحتلال والأعداد الهائلة التي شملتها الاعتقالات بدورها كأحد سياسات العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين، وليس كنتاج عن حالة حرب وصراع مسلح، وهو ما يضعها في نطاق جرائم الحرب.

إن سياسة الاحتلال الدائمة والمستمرة، هي السعي لملء السجون ومعسكرات الاعتقال بالأسرى الفلسطينيين، لهذا لم تتوقف الاعتقالات يومًا، وتطال الأطفال والشباب والنساء وكبار السن، وعليه قد تجد المقاومة صعوبة في هدف تبييض المعتقلات من خلال صفقات تبادل الأسرى، لكن هذا الأمر يجب أن يبقى هدفًا دائمًا لها؛ يأخذ مغزاه كما تطبيقاته من استمرارية وشمولية الصراع مع هذا العدو على الأرض والإنسان معًا.

إذن؛ ترتبط قضية الأسرى ومعاناتهم بوجود الاحتلال الصهيوني، ولا نهاية متخيلة لهذا الملف طالما استمر الاحتلال، ولكن معاقبة العدو الصهيوني على جرائمه بحق الأسرى هي مسؤولية جماعية، يجب أن ينهض بها الكل الفلسطيني، تتحمل فيها الجهات الرسمية الفلسطينية دور أساسي في تصعيد الملف دوليًا، ووضعه بين يدي المحكمة الجنائية الدولية،

 أما فعل المقاومة لتحرير الأسرى من خلال عمليات الأسر المضاد وصفقات التبادل، فهي الأداة الوطنية لتحرير الوعي الشعبي من هيمنة أفكار حول إطباق الاحتلال على مصير الإنسان الفلسطيني؛ فحين تحرر المقاومة أسير أو ألف من سجون الاحتلال فإنها تحرر إرادة القتال، وتحرر الوعي، والهوية، وتعيد القيمة للأهداف التي ناضل وضحى هؤلاء الأسرى من أجلها.