لا يكفي المواطن الفلسطيني المتضرر جراء الحرب الصهيونية الاخيرة على القطاع وجع العيش في مأوي الذل (مدارس وكالة الغوث ) والسكوت والصبر خدمة للوطن الذى استعد ان يضحي من أجله الجميع، فقد لاحقت الضغوطات والإهانات والآلام البعض بمدرسة بيت حانون شمال قطاع غزة.
"لقد أصابني الذهول، وتملكتني الصدمة، حين فتحنا أواني قدمتها الأونروا مملوءة بأكلة المجدرة، ومطعمة بالفئران الكبيرة".
هكذا بدأ المتحدث باسم نازحين مدرسة الشوا حمزة المصري حديثه لبوابة الهدف، مسترسلاً: وجدنا الفئران في ثلاثة أواني، وسدّت أنفسنا فلم نفتح باقي الأواني، إن70 بالمائة من المتواجدين داخل مدرسة الشوا لم يضعوا في أفواههم لقمة من الطعام منذ يوم أمس، منذ لحظة هذا الاكتشاف المقزز.
ورأي المصري أن المتضررين بالمدرسة لم يعودوا قادرين على احتمال المزيد فوق طاقتهم، محذرا من "مس كرامتهم".
ووجه المصري حديثه للأونروا قائلاً: انظروا إلينا بعين الرحمة، نحن لن نسمح لأحد أن يلعب بكرامتنا فكرامتنا خطٌ أحمر، بعنا ما هو لدينا، بعنا كل شئ من الغالي والنفيس لأجل أن نعيش بكرامة ولكن إن ذهبت كرامتنا فنحن قد ذهبنا، احذروا غضب الحليم إذا غضب.
من جهتها ناشدت أم حسن إحدى المتضررات اللاجئات لمدرسة الشوا، والتي تعاني الكثير من الأمراض، ناشدت الجميع بالتحرك العاجل: لقد وصل الحال بنا لوضع الفئران داخل الطعام، إلى متى هذا الصمت إلى متى هذا الذل؟!
ثم صرخت بصوت عال: حسبي الله ونعم الوكيل!!
مراسل الهدف أجرى مقابلات عديدة مع بعض المواطنين داخل المدرسة فتحدثوا عن معاناتهم وعن حالة الذعر التي أصابتهم بعد "الفئران"، وجميعهم حملوا المسئولية لوكالة الغوث.
من جهته اكتفى المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين عدنان أبو حسنة بالقول: إن ما حصل كارثة حقيقية لم تعلم وكالة الغوث فيها.طالبًا عدم استباق الحدث والصبر حتى إعلان نتائج التحقيق.
كما أشار أبو حسنة أن التحقيق سيراجع شهود عيان حضروا الحادثة على أن يدلوا بإفادتهم، مؤكدًا أن الساعات القليلة القادمة ستشهد موقفا حاسما من وكالة الغوث.
معاناة تلو المعاناة تولد في مراكز إيواء المتضررين الفلسطينيين، والمصاب الجلل الذي يسيطر عليهم أن الوقت يمضي، بلا اكتراث، ودونما إحراز أي تقدم في حياتهم التي يتقاذفها المعنيون بخطاباتهم التي لا ترتقي لما يشعرون به من ألم.