أثار بيان نشرته وزارة الصحة الفلسطينيّة ظهر اليوم الجمعة جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن لقاحات فيروس "كورونا" من نوع "فايزر" ستستلمها الوزارة من حكومة الاحتلال، إذ تحدّث بعض النشطاء أنّ هذه اللقاحات قد شارفت صلاحيتها على الانتهاء، نقلاً عن بيانٍ ثلاثي رسمي نشرته وسائل إعلامٍ عبريّة.
وأعلنت وزير الصحة الفلسطينية مي الكيلة، عن "توصّل الحكومة إلى اتفاق مع شركة "فايزر" الأميركيّة منتجة اللقاح الأشهر ضد فيروس كورونا، على البدء بتسليم مليون جرعة من إسرائيل اعتبارًا من اليوم، حيث كانت الحكومة الفلسطينيّة اتفقت في وقت سابق مع "فايزر" على شراء 4 ملايين جرعة، لكن الشركة الأميركيّة قالت إنّها لن تستطيع البدء بتسليم الطلبية قبل شهر تشرين الأول أو تشرين الثاني من هذا العام".
وبيّنت الكيلة خلال البيان الذي حُذِف لاحقًا عن وكالة الأنباء الفلسطينيّة الرسميّة "وفا" وعن الصفحة الرسميّة لوزارة الصحة على موقع "فيسبوك"، أنّه "وتحت ضغط الحكومة الفلسطينيّة لتسليم اللقاحات في أسرع وقتٍ حتى يتسنى لنا ترتيب عودة طبيعية للمدارس والجامعات، وإعادة فتح الاقتصاد، اقترحت فايزر تسليمنا مليون جرعة بشكلٍ فوري، فائضة لدى إسرائيل، على أن يتم خصمها من الطلبية الفلسطينيّة، ونحن وافقنا على الاقتراح من حيث المبدأ، مع التأكّد من مدة صلاحية كل اللقاحات ورقم واسم خلطة الإنتاج من الشركة الأميركية، وبدأت مفاوضات ثلاثية بيننا وبين الشركة الأميركية والحكومة الإسرائيلية إلى أن تم التوصل إلى الاتفاق".
ورغم حذف البيان إلّا أنّ النشطاء تساءلوا حول جدوى استلام هذه الكميّة الكبيرة من اللقاحات من الاحتلال وهي تقترب من التلف، وحول ما هو الضامن لإعطاء كل هذه اللقاحات للمواطنين في وقتٍ قياسي ووفق البروتوكول الصحي في ظل إجراءات بطيئة يقول النشطاء أن الوزارة تتبعها في عملية إعطاء اللقاحات للمواطنين.
ورأى النشطاء أنّ الحكومة ووزارة الصحة الفلسطينيّة تحلان مشكلة انتهاء صلاحية اللقاحات للاحتلال، بينما هو ينعم باللقاحات الجديدة التي ستخصم من الحصّة الفلسطينيّة في حال وصولها من الشركة المُصنِّعة للأراضي الفلسطينيّة وبتاريخٍ جديد.
بدوره، قال الصحفي جهاد بركات، أنّ هناك أسئلة يجب على وزارة الصحة الإجابة عليها وهي: متى ينتهي تاريخ اللقاحات التي تبادلناها مع الاحتلال بدلاً من حصتنا التي ستصل لاحقًا؟، وهل تستطيع أن تعطي المليون جرعة قبل انتهاء الصلاحية وفق الوتيرة الحالية لإعطاء اللقاحات؟ خصوصًا وأن مكتب رئيس وزراء الاحتلال أعلن عن قرب انتهاء الصلاحية، وهل قرب انتهاء الصلاحية سيمكّن من إعطاء الجرعة الثانية من اللقاح قبل وصول هذا التاريخ؟.
وفي هذا الإطار، قال الكاتب والإعلامي المقدسي راسم عبيدات، إنّ لقاحات "فايزر" التي سينتهي مفعولها قريبًا سيتم تحويلها للسلطة من قبل دولة الاحتلال.
أمَّا الناشط الساخر علاء أبو دياب فقد كتب على صفحته: "عشان ما ناخذ معلوماتنا من الإعلام العبري، الوزيرة مي كيلة أصدرت بيان لوكالة وفا ولصفحة وزارة الصحة شرحتلنا شو صار بصفقة تبادل اللقاحات.. بعدين يبدو أنه تاريخ صلاحية البيان انتهت أو هي تجاوزت صلاحياتها وحكت بأمور تخص وزارتها، المهم حذفوه عن وكالة وفا وصفحة الوزارة".
وتابع أبو دياب في منشوره الساخر: "ومن منبري هذا أهيب بالسادة المواطنين اللي حابين يعرفوا شو بصير عنا ما يتوجهوا لهآرتس أو يديعوت أحرونوت.. بل يتوجهوا للعلي القدير ويدعوا الله ان يلهمهم الصبر والسلوان وينزع من قلوبهم الفضول وحب المعرفة، لعنهم الله من صفتين أسوء من بعض!".
هذا وقال الإعلامي والمختص في حقوق الإنسان والشأن القضائي ماجد العاروري، إنّ "المعلومات المنشورة إن صحت فإنّنا أمام فضيحة من العيار الثقيل، كون أن مجلس الوزراء كان يرفض أصلاً شراء هذه اللقاحات والعالم يُعاني من نقص حاد فيها، فما الذي تغيّر حتى يتم شراء هذه اللقاحات وقد أوشك تاريخها على الانتهاء وتصبح أجسادنا مكب أدوية تريد الحكومة "الاسرائيليّة" التخلص منها".
وبيّن العاروري في منشورٍ له على صفحته في "فيسبوك"، أنّه "لا يوجد لديّ أيّة معلومات تثبت أو تنفي صحة ما ذكر، لكني أعتقد أنه يتوجّب على الحكومة تأكيد أو نفي هذه الصفقة ونشر كافة المعلومات المتعلقة بصفقة مليون لقاح ستصل إلى السوق الفلسطيني، فمن حق الجمهور معرفة الحقيقة".
ظهر اليوم، صدر بيانٍ مشترك عن مكتب رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت، ووزارة الصحة الصهيونيّة، ووزارة الجيش، إذ جاء فيه: "اتفقت إسرائيل والسلطة الفلسطينيّة على صفقة تبادل لقاحات كورونا، وستحوّل "إسرائيل" بموجبها حوالي مليون جرعة "ستنتهي صلاحيتها قريبًا" إلى السلطة الفلسطينيّة، وفي المقابل ستتلقى "إسرائيل" الشحنة القادمة من جرعات اللقاح في سبتمبر وأكتوبر التي خصصتها شركة فايزر للسلطة الفلسطينيّة".
وجاء في البيان: "وبناءً على توصيات الجهات المختصة وبعد عمل دراسي وتلقي جميع التصاريح اتفق اليوم على أن دولة إسرائيل ستحول كمية تتراوح بين مليون و-١.٤ مليون جرعة لقاح ضد فيروس كورونا من صنع شركة فايزر والمتواجدة في إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية. سريان مفعولها سينتهي قريبًا".