يواصل أبناء شعبنا الفلسطيني فعالياتهم اليومية رفضاً لإقامة البؤرة الاستيطانية، المقامة على أراضي جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس.
وشهدت الفعاليات الشعبية مساء اليوم الأحد، إشعالاُ كثيفاُ للإطارات، بالإضافة إلى تشغيل الأضواء الكاشفة والملونة والليزر، على جبل صبيح.
وقال الكاتب والمحلل مجدي حمايل، وهو شاهد عيان على تلك الفعاليات في جبل صبيح، خلال اتصال هاتفي مع "بوابة الهدف"، إنّ فعاليات الإرباك بدأت عند الساعة الثامنة مساءً، مؤكداً على أنّ ما يميز الهبة الجماهيرية في بيتا لا يقودها أي لون سياسي.
وأضاف حمايل أنّ الشباب والمواطنون يقودون الهبة ويحددون أوقات الهبة ووسائلها بنفسهم، مشيراً إلى أن فعاليات ها اليوم كانت مميزة لتواجد معظم أهالي بيتا، وبمشاركة مع أهالي بعض القرى المجاورة لبيتا.
وأوضح حمايل على أنّ الصورة الميدانية في بيتا مساءً هو أنّ جبل صبيح مشتعل بالكامل، بفعل الإطارات المطاطية التي أشعلها المواطنون في كل الجبل، بالإضافة إلى أضواء الليزر الموجهة للمستوطنين.
ولفت حمايل إلى أن قوات الاحتلال ومنذ بداية الفعاليات وهي تحاول قمعها، حيث قامت بإطلاق للرصاص الحي والمطاطي تجاه المواطنين، بالإضافة إلى قنابل الغاز والصوت بشكل كبير.
وشدد حمايل على أن الصورة الموجودة حاليا في بلدة بيتا تؤكد على إصرار المواطنين على استمرار هبتهم وفعالياتهم وعدم النازل عن إزالة البؤرة الاستيطانية.
وأكّد على أن الفعاليات ستستمر الليلة وكل الليالي المقبلة، إلى أن تتمّ إزالة البؤرة الاستيطانية.
فيديو | فعاليات الارباك الليلي في بلدو بيتا بالقرب من البؤرة الاستيطانية# pic.twitter.com/DaciQ6N7SK
— بوابة الهدف (@hadafps) June 20, 2021
ويسطر أهالي بيتا، أروع صور الصمود والتحدي في وجه عدوان الاحتلال وبطشه المُستمر بحق هذه البلدة وأهلها، حيث يواصل أهالي البلدة بصِغارها وكِبارها ورِجالها ونِسائها التصدي والاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه بشكلٍ يومي.
يشار إلى أن البلدة، ودّعت أربعة شهداء خلال 45 يومًا، ومئات الإصابات بالرصاص الحي خلال المواجهات التي لا تتوقّف مع جيش الاحتلال.
ويتعمد جيش الاحتلال خلال تلك المواجهات قنص الأطفال البيتاويين والتسبّب لهم بإعاقاتٍ جسديّة لثنيهم عن هذا النضال، ولكن الأهالي ورغم شعورهم بأنّهم تُرِكوا لوحدهم في هذه المواجهة العنيفة، إلّا أنّهم يواصلون تقديم كل غالٍ ونفيس في سبيل حماية أرضهم وعرضهم.
ويرجع سبب تلك المواجهات إلى أنه في الخامس من أيار الماضي، شرع مستوطنون بإقامة بؤرة "جفعات افيتار" الاستيطانيّة على قمة جبل صبيح، التابع لأراضي بلدات يتما وبيتا وقبلان جنوب نابلس، لتزداد وتيرة المواجهات والرفض الفلسطيني في هذه المناطق لهذه المشاريع التي بالتأكيد ستبدأ بـ"بؤرة" وتنتهي بترحيل كل السكّان الفلسطينيين من مناطق سكناهم، لكنّ أهلها ما يزالون يجسّدون المثال والنموذج الحي للمقاومة الشعبيّة في وجه الاحتلال.
يُذكر أنّ هذه الصمود الأسطوري لأبناء شعبنا في بيتا ليس بالجديد على أهالي القرية التي اعتادت على المواجهة والتحدي، حيث كان أهالي بيتا من أوائل من شاركوا في "انتفاضة الحجارة" وفي يوم 6 يونيو عام 1988 واجهوا بالحجارة مجموعة من قاطني المستعمرات القريبة من بيتا، وقد أستشهد يومها ثلاثة من سكّانها.