عقدت دائرة التنمية المجتمعية في مؤسّسة لجان العمل الصحي دورة استمرت ليومين في بيت ساحور ضمن مشروع الحق في الصحة لحوالي 20 مشاركًا ومشاركة من الشباب الذين قدموا من مختلف محافظات الضفة الغربية تناولت أسس الإعلام والصحافة التقليدية والحديثة وتوظيفها ضمن منتجات إعلامية من أجل تنفيذ حملات ضغط ومناصرة على المستويين المحلي والخارجي بما يخدم الحق في الصحة كحق إنساني لكل مواطن فلسطيني.
وقدم المدرب الإعلامي خالد الفقيه للمشاركين العديد من التدريبات النظرية والعملية تناولت التعرف على أركان العملية التواصلية عبر الإعلام ووضع خطط لمخاطبة الجمهور المستهدف الرئيس والثانوي إلى جانب التعرف على الأسس التي يجب أن تتناولها الرسالة الإعلامية بمختلف أشكالها، كما استعرض المدرب أمام المشاركين نماذج وظف فيها الإعلام في تحقيق أهداف الضغط والمناصرة محليًا ودوليًا وأدت للخروج بتشريعات تخدم القضايا المثارة.
وخُصّص اليوم الأول من التدريب للتعارف والاستماع للمتدربين الذين يشكلون شبابًا وشابات من مختلف التخصصات الأكاديميّة في الجامعات الفلسطينيّة وللقضايا التي يرون أنها تستحق تسليط الضوء عليها ومن ثم العمل على وضع خطط لتنفيذها في إطار مخرجات إعلاميّة من خلال الإمكانات المتوفرة لديهم والاتفاق على تنفيذها لمناقشتها في لقاءات لاحقة ومنها الإهمال الطبي الذي يتعرّض له الأسرى في سجون الاحتلال، والانعكاسات النفسية على النساء في القدس مع هدم الاحتلال لمنازلهن، وكذلك آليات التخلص من النفايات الطبية في العيادات والمشافي والمؤسّسات الصحيّة ومدى مطابقتها لمعايير الحفاظ على البيئة، ومدى موائمة المؤسّسات العامة والخاصة لاحتياجات وحركة ذوي الإعاقة.
وتم تناول سبل تحديد الجهات المعنية المستهدفة بتنفيذ هذه المخرجات على شكل مواد إعلاميّة وكيفية نشرها والحشد لصالحها في المجتمع من أجل تحسين واقع الأشخاص المتضررين جراء بقائها على ما هي عليه.
واليوم الثاني خصصه الخبير الإعلامي خالد الفقيه للحديث عن وسائل الإعلام الحديثة وكيف دخلت عالم الصحافة والإعلام من خلال ما بات يعرف بصحافة المواطن أو الصحافة التشاركية والآثار الإيجابية التي يمكن الحصول عليها جراء استخدامها في تنفيذ المشاريع التي خلص المشاركون لها.
كما تم التطرق لعدد كبير من مواقع التواصل الاجتماعي والفروق بينها وحجم استخدامها محليًا ودوليًا وكيفيّة توظيفها بالطرق الأنجع مع التأكيد على أهمية إبراز الأرقام التي يتم الحصول عليها لعكسها في المواد الإعلامية بإشاعة الحياة فيها بعيدًا عن سردها بشكل عابر في المنتج الإعلامي.
وفي الجانب العملي تم التدرب على توظيف الهواتف النقالة في تصوير أفلام قصيرة ومن ثم توليف الصور للخروج بتقارير وأفلام قصيرة ضمن مقترحات المتدربين لنقاشها قبل توزيعها.
وأبدى المشاركون تفاعلاً مع المادة التدريبيّة، وأكدوا أنّهم تلقوا معارف جديدة ومدارك يمكن أن تساعدهم في تنفيذ مشاريعهم وفي التعبير عن قناعاتهم بالتشارك مع المجتمع، متقدمين بالشكر لمؤسّسة لجان العمل الصحي على سلسلة التدريبات التي وفرتها لهم ضمن مشروع الحق في الصحة الذي تشرف عليه.
وكان محمد صبري منسق الأنشطة في دائرة التنمية بلجان العمل الصحي قد افتتح ويسّر التدريب متحدثًا عن أهمية الإعلام ودوره في الضغط والمناصرة للعمل المجتمعي والحقوقي والصحي، مُشددًا على الأهمية التي توليها المؤسسة في تطوير معارف المجتمع الفلسطيني بحقوقه الصحية والتنموية.
من جهته، أوضح مدير دائرة التنمية رائد عويضات، أنّ للإعلام أهمية كبرى في الحياة الخاصة والعامة للأشخاص والمجتمعات كوسيلة تواصل وتفاعل وأنّ قضية الحق في الصحة وقضايا الضغط والمناصرة بحاجة لسفير يحملها للجهات المعنية حتى تتبناها من أجل مجتمع أفضل وحقوق أقوى وأوسع.