كتبت المناضلة والأسيرة في سجون الاحتلال، النائب السابق خالدة جرار رسالة من المعتقل، خلال وداع ابنتها "سهى" والتي توفيت قبل أيام إثر نوبة قلبية.
وقالت جرار إنّ موت وولادة "سهى" تلخيص إنساني مكثف لحياة الفلسطيني، ورغم أن رسالتها مفعمة بالحزن، سيما بعد رفض سلطات الاحتلال الصهيوني مشاركتها في تشييع جثمان ابنتها الفقيدة "سهى"، بالإضافة إلى رفضه أيضاً مرور جثمانها إلى السجون لتوديعها، إلا أنها وجهت من سجنها كلامها لمساندة زوجها غسان وأبنتها يافا في مصاب العائلة الجلل.
وفيما يلي نصّ الرسالة التي كتبتها المناضلة "أم يافا" كما وصلت "الهدف":
"لقد جاءت سهى جاءت الى الحياة ووالدها معتقل، وها هي تغادرها ووالدتها معتقلة، وفي هذا تلخيص إنساني مكثف لحياة الفلسطيني الذي يحب الحياة والأمل والحرية ويكره العبودية والاستعمار، فهذا الاحتلال يسلب منا كل شيء، حتى الاوكسجين الذي نتنفس. ويحرمنا كما حرمني من وداع عصفورتي الصغيرة سهى فودعتها بوردة نمت في تراب الوطن، فارقدي بسلام يا عصفورة قلبي.
أما انت يا يافا عصفورتي الثانية، فاني احبك بكل ما في قلبي من نبض كما احببت شقيقة روحك سهى، فكوني قوية كي استمد قوتي منك.
وأقول لغسان، كن قوياً وانتبه لنفسك وليافا، ولا تقلق علي. وأقول لكم جميعاً، أعطوا سهى ما تستحق، تحدثوا عنها وعن سماتها وعن روعتها، وازرعوا شجرة زيتون بجانب قبرها كي تظللها دائما. أحبكم"
